في كندا طائرات بدون طيار تنقل الأعضاء البشرية بين المستشفيات للزراعة

في كندا طائرات بدون طيار تنقل الأعضاء البشرية بين المستشفيات للزراعة

2 مارس , 2022

في حُلكة الليل تقلع طائرة بدون طيار من سطح إحدى المستشفيات في تورنتو، وبالكاد يُسمع صوت أزيز الطائرة في ظل صخب أصوات السيارات والمشاة في الشارع في أكبر مدينة كندية. حلقت الطائرة، في رحلةٍ هي الأولى من نوعها، في أفق المدينة المتلألئ وارتفعت فوق الشقق والمحلات التجارية والأبراج، محملةً بشحنة ثمينة؛ ألا وهي رئتين بشرية للزراعة.

وقد قطعت الطائرة، المصنوعة من الألياف الكربونية بواسطة شركة يونثر للإلكترونيات الحيوية في كيبيك والبالغِ حجمها 15.5 كجم، مسافة 1.2 كيلومتر من مستشفى تورنتو الغربي الواقع في الجهة الغربية من المدينة إلى مستشفى تورنتو العام وسط المدينة.

واستغرقت الرحلة الواقعة في نهاية شهر سبتمبر أقل من 10 دقائق. ومع أن الرحلة كانت آلية التنفيذ، إلا أنه أشرف عليها ثلة من المهندسين والأطباء. ووفقًا للشركة، تعد هذه الرحلة الأولى من نوعها في العالم. ولكن في أبريل 2019 وفي رحلة مشابهة لهذه نُقلت كلية إلى مستشفى في ولاية ماريلاند الأمريكية.

وعلى سطح مستشفى تورنتو العام، استقبل فريق جراحي الطائرة واستلم الفريق الرئتين، ونجح في زرع الرئتين لمريض على لائحة الانتظار لزراعة الأعضاء البشرية، وتمكنوا من إنقاذ حياة رجل يبلغ من العمر 63 عامًا شُخّص بالتليف الرئوي. ومن قبيل المصادفة، كان المريض يعمل مهندسًا وأعرب عن سعادته لوسائل الإعلام المحلية بشأن عملية نقل الأعضاء بواسطة طائرة بدون طيار. وبعد يومين من العملية، تمكن المريض من حضور زفاف ابنته عبر الفيديو.

طائرة بدون طيار في وسط مدينة تورنتو

وقد صرح أخصائي زراعة الرئة د.شاف كيشافجي، الذي عمل مع فريق تقني لمدة عامين في مشروع نقل الأعضاء باستخدام الطائرة بدون طيار، عبر وكالة الأنباء الفرنسية قائلًا: «لقد أثبتنا نقطة مهمة للغاية، وهي أنه من الممكن القيام بتلك التجربة بأمان وأنه يمكنك استخدام طائرة بدون طيار لنقل الأعضاء».


وأوضح المهندس مايكل كاردينال من شركة يونثر للإلكترونيات الحيوية مضيفًا: « لقد حملت الطائرة حاوية سوداء مبردة لتحافظ على الدرجة الحرارية المطلوبة للأعضاء، بحيث يكون العضو صالحًا للزراعة». وقد جاءت الرحلة الناجحة، التي تطلبت الحصول على موافقة مسبقة من سلطات الصحة والملاحة الجوية المدنية، بعد عشرات الاختبارات فضلًا عن التعديلات لمنع مشكلةٍ مثل تداخل الترددات اللاسلكية في مدينة مكتظة بالسكان.

وحرص الفريق على تركيب مظلة باليستية من شأنها أن تهبط بالطائرة المحملة بالأعضاء إلى الأرض بسلام، في حال حدوث أي عطل أثناء الطيران. وعادةً ما يتم نقل أعضاء الزراعة جوًا إلى المطارات (إذا كانت عملية النقل بين مستشفيات في مدن مختلفة) ومن ثم نقلها عن طريق السيارات إلى المستشفيات. لكن استخدام طائرة بدون طيار بين المستشفيات هو أكثر الحلول توفيرًا للوقت لتجنب الازدحام المروري.

وقال د.كيشافجي: «إن القضية الآن هي كيف يمكنك أن تطبق هذه الفكرة على مستوى أكبر وجعلها متاحة للمرضى في جميع أنحاء العالم، واصفاً الرئتين بأنهما من بين أكثر الأعضاء هشاشة للحفاظ عليهما ونقلهما». وعلق المهندس كاردينال بأنه يعتقد أن المستقبل إيجابي للغاية لهذا النوع من التقدم التكنولوجي، وهو فخور جدًا بهذا التقدم. وأضاف بأن التغييرات التنظيمية المتوقعة في السنوات المقبلة ستسمح بزيادة توظيف واستخدام طائرات بدون طيار في المجال الجوي المدني.

المصدر: https://techxplore.com

ترجمة: عبير عبدالله الحقبي

مراجعة: عبدالرحمن نصرالدين

تويتر: @abdonasr77


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!