قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى شيخوخة العظام المبكرة

قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى شيخوخة العظام المبكرة

24 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

روان بكير

دقق بواسطة:

زينب محمد

عندما أُثيرت مستويات ضغط الدم للارتفاع في الفئران الأصغر سنًا أُصيبوا بهشاشة عظام المسببة لتلف العظام مقارنةً بالفئران الأكبر سنًا، وفقًا لبحث جديد قُدم في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية لارتفاع ضغط الدم هذا العام، والذي عُقد في 7-10 سبتمبر 2022، في سان دييغو. الاجتماع عبارة عن تبادل علمي يركز على التطورات الأخيرة في البحوث الأساسية والسريرية المتعلقة بارتفاع ضغط الدم، وعلاقته بأمراض القلب، والكلى، والسكتة الدماغية، والسمنة، وعلم الوراثة.

إن ارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام أمراض منتشرة، وقد يُصاب الناس بكليهما في ذات الوقت. في هذه الدراسة، فحص الباحثون الالتهاب المرتبط بارتفاع ضغط الدم في الفئران، ووجدوا أنه قد يكون مرتبطًا بهشاشة العظام.

أوضحت مؤلفة الدراسة الرئيسية إليزابيث ماريا هينن، مرشحة للحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة فاندربيلت في ناشفيل، تينيسي: “إن نخاع العظام؛ هو المكان الذي يُنتج فيه كل من العظام والخلايا المناعية الجديدة. ونعتقد أن المزيد من الخلايا المناعية المؤيدة للالتهابات في نخاع العظام قد تؤدي إلى تلف العظام وجعلها أضعف”.

“من خلال فهم كيفية مساهمة ارتفاع ضغط الدم في هشاشة العظام، قد نكون قادرين على تقليل مخاطرها، وحماية الناس بشكل أفضل مع تقدمهم في العمر من سهولة تعرضهم لكسور العظام، وتدني جودة الحياة”.

في هذه الدراسة، قارن الباحثون الفئران الصغيرة بارتفاع ضغط الدم المستحث بالفئران الأكبر سنًا السليمة؛ لمعرفة العلاقة المحتملة بين ارتفاع ضغط الدم وشيخوخة العظام. وأوضحت هينن إن عمر الفئران الصغيرة كان يتراوح بين 20-30 عامًا (بما يعادل عمر الإنسان)، وحوالي 47-56 عامًا للفئران الأكبر سنًا. أُعطيت مجموعة مكونة من 12 فأرًا صغيرًا (عمرهم 4 أشهر) هرمون الأنجيوتنسين II، وهو هرمون يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بمقدار 490 نانوجرام/كيلوجرام لمدة ستة أسابيع. كما تلقت مجموعة مكونة من 11 فأرًا أكبر سنًا (16 شهرًا) 490 نانوجرام/كيلوجرام من أنجيوتنسين II لنفس المدة. تلقت مجموعتين مكونتين من 13 فأرًا صغيرًا، و9 فئران أكبر سنًا محلولًا متعادلاً لا يحتوي على هرمون الأنجيوتنسين II، ولم يحدث لهذه الفئران ارتفاع في ضغط الدم.

بعد ستة أسابيع، حلل الباحثون عظام الفئران من الأربع مجموعات باستخدام التصوير المقطعي الدقيق، وهو تقنية تصوير متقدمة. حُددت صحة العظام بناءً على مدى قوتها وكثافتها، كما اُستخدمت الخوارزميات الرياضية لمعرفة الآثار المحتملة لارتفاع ضغط الدم والشيخوخة على التركيب الدقيق للعظام وقوته في الفئران.

عند مقارنة الفئران الصغيرة التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم المستحث بالفئران الصغيرة السليمة، تبيّن أن الفئران الصغيرة التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم لديها انخفاض كبير بنسبة 24٪ في حجم العظام، وانخفاض بنسبة 18٪ في سمك العظام التربيقية شبه الإسفنجية الموجودة في نهاية العظام الطويلة، مثل عظام الفخذ والعمود الفقري، وانخفاض بنسبة 34٪ في قوة الفشل المتوقعة، والتي تشير إلى قدرة العظام على تحمل أنواع مختلفة من القوة.

أوضحت هينن: “قوة الفشل تُترجم إلى عظام أضعف، مما يؤدي إلى كسور في الفقرات مع التقدم في العمر”.

على النقيض من ذلك، لم تظهر الفئران الأكبر سنًا التي أُعطيت الأنجيوتنسين II وريديًا هشاشة عظام مماثلة. ولكن خلال الدراسة، أظهرت الفئران الأكبر سنًا، مع أو بدون ضغط دم مرتفع، جودة عظام منخفضة مماثلة لتلك الخاصة بالفئران الصغيرة المصابة بارتفاع ضغط الدم.

أفادت هينن: “بإن ارتفاع ضغط الدم في سن أصغر، يؤدى لشيخوخة العظام كما لو كانت أكبر بمعدل 15-25 عامًا”.

لتقييم تأثير الالتهاب على صحة العظام لدى الفئران، قام الباحثون بتحليل نخاع العظام باستخدام قياس التدفق الخلوي. سمحت هذه الأداة للباحثين بتحديد الخلايا الفردية، وفرز خلايا مناعية محددة. في الفئران الصغيرة مرتفعة ضغط الدم، وجدوا زيادة في عدد جزيئات الإشارة الالتهابية، مما يشير إلى زيادة في التهاب العظام عند مقارنتها بالفئران الصغيرة التي لم تتلق أنجيوتنسين II.

وأضافت: “تخبرنا هذه الزيادة في الخلايا المناعية النشطة أن الفئران الأكبر سنًا أكثر التهابًا بوجه عام، وأن استمرار حالة الالتهاب، سواء كان ضغط الدم مرتفعًا أم لا، قد يكون له تأثير على صحة العظام. يبدو أن ارتفاع ضغط الدم كان يعدل عملية إعادة تشكيل العظام نحو فقدان العظام، عوضًا عن اكتساب العظام أو توازنها في الفئران الصغيرة مرتفعة ضغط الدم. ونتيجة لذلك، ستكون العظام أضعف، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام ومن ثَم سهولة كسرها. في البشر، قد يعني هذا أنه يجب علينا فحص هشاشة العظام لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم”.

وأوضحت هينن أن هذه النتائج قد تساعد الباحثين على تحديد الخلايا، والآليات المناعية التي تلعب دورًا في صحة العظام البشرية. قد يؤدي عمق المعرفة إلى أساليب جديدة للوقاية مبكرًا من هشاشة العظام في مرحلة البلوغ.

تشمل قيود الدراسة أنها وصفية فقط، لذلك هناك حاجة إلى أبحاث إضافية للتحقيق في الكيفية التي يمكن أن تساهم بها الأنواع المختلفة من الخلايا المناعية تحديدًا في هشاشة العظام. علاوةً على ذلك، ليس واضحًا ما إذا كانت هناك صلة مماثلة في البشر، لذلك هناك حاجة إلى أبحاث مماثلة على البشر لتأكيد هذه النتائج.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: روان بكير

لينكد إن: rawan-bakeer

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!