crossorigin="anonymous">
8 أبريل , 2021
بيَّنَ الباحثون أن العلاقة بين الأمراض الجسدية والنفسية أقرب مما كان يُعتقد سابقًا، وترتبط بعض تغيرات الصحة الجسدية التي يمكن اكتشافها في فترة الطفولة بالإصابة بمرض نفسي في سن البلوغ.
استخدم الباحثون بقيادة جامعة كامبريدج عينة لأكثر من ١٠٠٠٠ شخص لدراسة ارتباط مستويات الأنسولين ومؤشر كتلة الجسم في مرحلة الطفولة بالاكتئاب والذُّهان في مرحلة الشباب.
حيث اكتشفوا أن مستويات الأنسولين المرتفعة باستمرار في منتصف مرحلة الطفولة مرتبطة باحتمالية عالية للإصابة بالذُّهان في مرحلة الشباب، كما أنهم اكتشفوا أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم في بداية سن البلوغ مرتبط باحتمالية الإصابة بالاكتئاب في مرحلة الشباب خصوصًا لدى الفتيات، وكانت النتائج ثابتة بعد ضبط مجموعة من عوامل أخرى محتملة.
وتشير النتائج التي ذكرت في مجلة JAMA Psychiatry إلى أن الأعراض المبكرة للإصابة بمشاكل الصحة الجسدية قد تكون موجودة منذ فترة طويلة قبل بداية ظهور أعراض الذُّهان أو الاكتئاب، ويبين هذا أن العلاقة بين الأمراض الجسدية والنفسية أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد في السابق.
ومع ذلك حذَّر الباحثون بأن عوامل الخطر هذه وراثية وناتجة بسبب البيئة المحيطة بالشخص، كما أن نتائجها لا تشير أن بإمكان الشخص توقع احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية للبالغين معتمدين فقط على تدابير الصحة الجسدية.
واقترح الباحثون أن على المتخصصين في الرعاية الصحية إجراء تقديرات أساسية لشباب تظهر عليهم أعراض الذُّهان أو الاكتئاب كي تشخص العلامات المبكرة للإصابة بأمراض جسدية وتعالج مبكرًا، كما ثبت أن متوسط أعمار المصابين بالاكتئاب والذُّهان يصل إلى ٢٠ سنة ويقل عن متوسط أعمار عامة السكان ويعود هذا إلى مشاكل صحية جسدية مثل السكري والسمنة وتعد هذه المشاكل شائعة أكثر في البالغين المصابين بتلك الاضطرابات النفسية.
بينما من المعروف أن الاكتئاب والذُّهان لدى البالغين متعلق بمعدلات سكري وسمنة أعلى من عامة السكان، تُعزى هذه الروابط غالبًا بأعراض الاضطراب النفسي ذاته.
قال المؤلف والدكتور بينجيمان بيري من قسم الطب النفسي في جامعة كامبردج: ” نصت الفرضية العامة في الماضي على أن المصابين بالذُّهان والاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة لسوء التغذية ومستويات أقل من النشاط البدني، لذلك ينتج عن الاضطراب النفسي أو علاجه مشاكل صحية جسدية عكسية. وخلاصة القول، هي أن الاضطراب النفسي يأتي أولًا، ولكننا اكتشفنا أن هذا ليس ضرورياً. فقد يكون العكس تمامًا عند بعض الأشخاص مشيرين إلى أن المشاكل الصحية الجسدية التي يمكن اكتشافها في مرحلة الطفولة قد تكون عوامل خطر للذُّهان والاكتئاب عند البالغين”.
اكتشف بيري وزملائه مستخدمين بيانات من دراسة آفون الطويلة للآباء والأطفال، وهي دراسة طويلة الأمد أجريت في غرب إنجلترا لفوج الولادة الذي يمثل السكان، أنه من الممكن اكتشاف اضطراب في مستويات الأنسولين في مرحلة الطفولة بفترة طويلة قبل بداية الذُّهان، مشيرين إلى أن بعض المصابين بالذُّهان قد يملكون قابلية متأصلة للإصابة بمرض السكري.
استخدموا طريقة إحصائية لتصنيف الأفراد بناًء على مسارات التغير المتشابهة في مستويات الأنسولين ومؤشر كتلة الجسم من عمر سنة حتى عمر ٢٤ ودرسوا كيف ارتبطت المجموعات المختلفة بمخاطر الاكتئاب والذُّهان في مرحلة البلوغ. وحوالي ٧٥٪ من المشاركين في الدراسة كان لديهم مستويات أنسولين طبيعية وآخرون ما بين ١٥٪ و١٨٪ ارتفعت لديهم تدريجيًا عند سن البلوغ و٣٪ كان لديهم مستويات أنسولين مرتفعة نسبيًا، كما أن المجموعة الثالثة أكثر عرضة للإصابة بالذُّهان في مرحلة البلوغ مقارنًة بالمجموعة متوسطة النسبة.
لم يجد الباحثون أن المجموعة التي كان مؤشر كتلة جسم لديهم يرتفع باستمرار خلال فترة الطفولة وبداية البلوغ، معرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة البلوغ بشكل كبير، لذلك أشاروا أن اكتشافاتهم تعني أن عوامل معينة حول عمر البلوغ قد تسبب زيادة في مؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى أنها قد تكون عوامل خطر مهمة للاكتئاب عند مرحلة البلوغ. ولم يتمكن الباحثون على تحديد ماهية هذه العوامل في بحثهم، ولذللك سيتطلب إجراء بحث آخر لاكتشافها. قد تكون هذه العوامل أهداف مهمة لتقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب في مرحلة البلوغ.
قال بيري: “تعد هذه الاكتشافات تذكير هام بأنه ينبغي أن يُقّدم لكل الشباب الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية تقييم كامل وشامل لصحتهم الجسدية إلى جانب صحتهم النفسية”. وأفضل طريقة لتقليص الفجوة في معدل الوفيات التي يواجها المصابين باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والذُّهان هي التدخل المبكر.
“ستكون الخطوة التالية هي أن نتبين لماذا تزيد مستويات الأنسولين المرتفعة باستمرار من خطورة الإصابة بالذُّهان في مرحلة البلوغ، ولماذا تزيد الارتفاعات في مؤشر كتلة الجسم في مرحلة البلوغ من خطر الإصابة بالاكتئاب، أن القيام بهذه الخطوة سيجعل هناك مقاييس وقائية أفضل وأهداف علاجية جديدة”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: العنود دهام
تويتر: MoiAlanoud
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً