كوفيد 19: كلما تقدمت في العمر، ازدادت أجسامك المضادة

كوفيد 19: كلما تقدمت في العمر، ازدادت أجسامك المضادة

26 مارس , 2022

ترجم بواسطة:

نسمة سعد

مع ظهور متحورات لفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2 (SARS-CoV-2) في كل أنحاء العالم، والذي أدى إلى تزايد انتشار الجائحة، أراد فريق البحث بقيادة جويل بيليتير، وجان-فرانسوا ماسون،  وكلاهما أستاذان بقسم الكيمياء في جامعة مونتريال، اكتشاف ما إذا أدت العدوى الطبيعية أو اللقاح إلى إنتاج المزيد من الأجسام المضادة الواقية.

ففي دراستهم المنشورة اليوم في مجلة تقارير علمية (Scientific Reports)، لاحظوا أن أولئك الذين تلقوا لقاح فايزر أو أسترازنكا لديهم مستويات أجسام مضادة أعلى إلى حد كبير من الأفراد المصابين. وهذه الأجسام المضادة كانت أيضاً فعالة ضد متحور دلتا، والذي لم يكن موجوداً في كيبيك عندما جُمعت العينات في 2020. وقد كان كل من ماسون (متخصص في الوسائل الطب حيوية)، وبيليتير (خبير في كيمياء البروتين) مهتمين بمجموعة لم تُدرس كفاية، وهم الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2 (SARS-CoV-2) ولكن لم يدخلوا المستشفى بسبب ذلك.

دراسة 32 من المصابين الكنديين بكوفيد-19 لم يدخلوا المستشفى

بناءاً على ذلك، استعانت مستشفى لافال المركزي الجامعي بعدد 32 من المصابين الكنديين بكوفيد-19 الذين لم يدخلوا المستشفى وذلك خلال 14 إلى 21 يوماً من تشخيصهم بواسطة اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل، وذلك في عام 2020، قبل ظهور متحورات بيتا ودلتا وجاما.

فذكر ماسون: “جميع المصابين بالعدوى أنتجوا أجساماً مضادة، ولكن الأشخاص الأكبر سناً أنتجوا أكثر من أولئك البالغين الأقل من 50 عاماً. وعلاوةً على ذلك، فقد ظلت الأجسام المضادة في مجرى الدم لمدة 16 أسبوع بعد تشخيصهم”.

فقد أظهرت الأجسام المضادة الناتجة من الإصابة بسلالة الفيروس الأولية (الأصلية) ردة فعل تجاه متحورات فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2 (SARS-CoV-2) أيضاً، والتي ظهرت في موجات لاحقة، ألا وهم: بيتا (جنوب أفريقيا)، ودلتا (الهند)، وجاما (البرازيل)، ولكن بدرجة أقل، بنسبة 30-50%.

ردة الفعل المفاجئة تجاه متحور دلتا

وقال بيليتير: “ولكن النتيجة التي فاجأتنا جميعاً، هي أن الأشخاص الذين اُصيبوا طبيعياً في عمر 50 أو أكثر قد وفروا درجة وقاية أكبر من البالغين أقل من 50 عاماً”.

وأضاف قائلاً: “وحُدد ذلك عن طريق قياس سعة الأجسام المضادة، لمنع التفاعل بين البروتين الشوكي لمتحور دلتا ومستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 (ACE-2) في الخلايا البشرية، وهو السبب في تعرضنا للإصابة. إذ لم نلاحظ نفس الظاهرة في المتحورات الأخرى”.

فعندما يُلقح شخص أُصيب سابقاً بحالة خفيفة من كوفيد، فإن مستوى الأجسام المضادة في الدم تتضاعف بالمقارنة مع الشخص غير المُلقح الذي اُصيب بالفيروس، وأجسامه المضادة كذلك تصبح أكثر قدرة على منع التفاعل بين البروتين الشوكي ومستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 (ACE-2).

وقال ماسون: “ولكن الأكثر إثارة للاهتمام، هو أننا قد جمعنا عينات من شخص يبلغ أقل من 49 عاماً، والذي وُجد أنه لم ينتج عن إصابته أجسام مضادة تمنع التفاعل بين البروتين الشوكي ومستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 (ACE-2)، على عكس اللقاح. مما يدل على أن اللقاح يزيد الوقاية من متحور دلتا بين الأشخاص المصابين سابقاً بالسلالة الأصلية”.

 ويعتقد كلا الباحثين، بأهمية إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد التركيبة المثلى للحفاظ على مستوى الأجسام المضادة الأكثر كفاءة في إظهار ردة فعل تجاه جميع متحورات الفيروس.

 أُجريت الدراسة بالتعاون مع جامعة لافال، ومستشفى لافال الجامعي المركزي، ومنظمة Héma-Québec، والمجلس القومي الكندي للبحوث. وموّلتها المعاهد الكندية للبحوث الصحية، ومجلس بحوث العلوم الطبيعية والهندسة بكندا، والمجلس القومي للبحوث التابع لبرنامج كندا للتحديات المتعلقة بالتصدي للوباء، ومؤسسة كندا للابتكار.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: نسمة سعد خليل

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!