crossorigin="anonymous">
19 فبراير , 2022
يمكن أن تتنبأ ثلاث عوامل رئيسية بنسبة تبلغ 90% من الدقة بمجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية.
إن مسببات الاضطرابات النفسية غير مفهومة تماماً، والآن هناك دليل قيد الدراسة من قبل باحثين في جامعة مكغيل، على أن مجموعة من الاضطرابات النفسية في المراحل المبكرة (من الاكتئاب والقلق والادمان، إلى عسر القراءة والنهم العصبي وفرط الحركة وتشتت الانتباه) قد ترجع إلى حد كبير إلى مجموعة من ثلاث عوامل، الأول هو عامل بيولوجي يحدث على شكل تغيرات فردية للدوبامين في مسار المكافأة في الدماغ، والثاني عامل اجتماعي ويشير إلى أهمية دور الإهمال والعنف خلال مرحلة الطفولة المبكرة، والثالث عامل نفسي يتعلق بالحالة المزاجية، وبالأخص النزعات الاندفاعية وصعوبة السيطرة على المشاعر، ولهذه النتائج أهمية في فهم مسببات العديد من الاضطرابات النفسية وتحديد الخصائص التي يجدر استهدافها عند التدخل المبكر.
يقول ماركو ليتون، باحث رئيسي لدراسة حديثة نُشرت في علم الأدوية النفسية العصبية وأستاذ في قسم الطب النفسي في مكغيل وعالم خبير في معهد الأبحاث في المركز الصحي في جامعة مكغيل: “حتى وقت قريب كان يُعتقد أن الاضطرابات النفسية تعكس كيانات مرضية منفصلة، ولكل منها مسببات مختلفة وفريدة من نوعها، لكن هذا البحث يغيّر هذه الفكرة، ويشير بدلاً من ذلك إلى أن معظم الاضطرابات في المراحل المبكرة تعكس إلى حد كبير التعبيرات التفاضلية لعدد قليل من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية”.
أشار بحث سابق أن لكل من العوامل الثلاثة آثار طفيفة على تطور الاضطرابات النفسية، كما أُتيح للباحثين في هذه الدراسة الجديدة الفرصة الأولى لفحص جميع هذه العوامل الثلاثة معاً، إذ خضع اثنان وخمسون فرداً (30 امرأة و22 رجلاً)، يعيشون إما في مدينة مونتريال أو كيبك، للمراقبة منذ الولادة، من قبل جان سيغون في (جامعة مونتريال) وميشيل بويفين في (جامعة لافال)، من خلال فحص الدماغ (المسح الضوئي PET والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI) لقياس خصائص الدوبامين في مسار المكافأة، ثم تم جمع هذه الخصائص بمعلومات حول سمات المشاركين المزاجية، وتاريخ شدة المراحل المبكرة من حياتهم.
من المدهش أن هذه العوامل الثلاثة تنبأت بنسبة تزيد عن 90% من الدقة، بالمشاركين الذين عانوا من مشاكل نفسية سواء في الماضي أو خلال فترة المتابعة التي استمرت ثلاث سنوات بعد الدراسة، ونظراً لحداثة نتائج البحث وأهميتها المحتملة، قدمت المعاهد الكندية للصحة مليوني دولار إضافية لمضاعفة حجم عينة الدراسة ومتابعة المشاركين حتى منتصف العشرينات. وأكد الباحث الأول للدراسة مايشا إقبال، طالب الدراسات العليا في البرنامج المتكامل في علم الأعصاب في مكغيل: “إن هناك حاجة لإعادة الدراسة بحجم وتنوع عرقي أكبر، إذا تم ذلك، يمكن لهذا البحث أن يغير من طريقة تفكيرنا حول الأمراض النفسية”.
المصدر: https://www.sciencedaily.com
ترجمة: أفنان عبد المعين
مراجعة وتدقيق: رحاب الدوسري
تويتر: lectoror
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً