ما هو رهاب العناكب؟ إليكم التفسير العلمي خلف رهاب العناكب – الخوف اللامنطقي من العناكب.

ما هو رهاب العناكب؟ إليكم التفسير العلمي خلف رهاب العناكب – الخوف اللامنطقي من العناكب.

30 يناير , 2022

ترجم بواسطة:

ربا آل مسعد

رهاب العناكب هو الخوف من العناكب

تلك الصورة أحادية اللون لشبكة العنكبوت الندية على فرع الشجرة لا تعدّ جذابة على الاطلاق لمن يعاني من رهاب العناكب.

Arachnophobia الخوف من العناكب – واللتي تنتمي إلى المفصليات وتشمل العناكب والعقارب والقراد والعث. 

مأخوذه من الكلمة اليونانية arachne تعني العنكبوت، و phobos تعني الخوف، وقد يكون منهكًا للغاية للمصابين به.

و أفادت الجمعية الأمريكية لعلم النفس بأن أكثر من 10 ملايين شخص في الولايات المتحدة يعانون من أحد أنواع الرهاب، وأن 40٪ من حالات الرهاب هذه مرتبطة بمخلوقات زاحفة مثل الحشرات والثعابين ، وبالطبع العناكب.

فلماذا اكتسب بعض الناس مثل هذا الخوف العميق من العناكب ورفاقهم ذوي الأرجل الثمانية؟

عبر موقع الصحة العقلية، قال الدكتور آلان مانافيتز ، الطبيب النفسي المعالج في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك: “نحن على معرفة بأن العديد من أنواع العناكب سامة وتلدغ من خلال التعرض لها مباشرةً  عبر ما نعرفه في العلوم والأحياء و التلفزيون ومن خلال رؤية أشخاص آخرين يتعرضون للدغ”. “لذلك، عندما يقترب أحد العناكب منا، فإن الاستجابة الطبيعية هي الشعور بالخوف ومحاولة تجنبه”.

و تقترح إحدى النظريات بأن اللوم يقع على التربية بدلاً من الطبيعة. (بالتأكيد فيلم رهاب العناكب  Arachnophobia عام 1990 لم يحدّ من رهاب العناكب).  ومن المرجح أن تكون حالات رهاب العناكب،  أكثر انتشارًا في الولايات المتحدة من كمبوديا على سبيل المثال، حيث تعتبر الرتيلاء والعقارب طعامًا شهيًا حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.

وتشير نظرية أخرى إلى أن الخوف من العناكب الزاحفة قد ساعد في البقاء على قيد الحياة منذ فترة طويلة حتى الآن. ولكن على الرغم من أن معظم العناكب مسمومة، إلا أنه في الواقع القليل منها لديها أنياب كبيرة كفاية لاختراق الجلد. 

من بين 35000 نوع من العناكب في العالم، هناك اثني عشر نوعًا فقط منها تشكل خطرًا على البشر. و اقترح علماء النفس التطويريون بأن أسلافنا الأوائل ربما لم يكن بإمكانهم تحديد اللدغة المؤذية من العناكب، مما دفعهم إلى الخوف من جميع أنواعها. وبعض الأبحاث تدعم هذه الفرضية.

فعلى سبيل المثال، عندما عرض فريق من العلماء في معهد ماكس بلانك لعلوم الإدراك البشري والدماغ في ألمانيا على مجموعة من الأطفال صورًا للعناكب والزهور والأسماك والثعابين، اتسعت حدقات أعينهم بشكل أكبر عند صور العناكب والثعابين. و قال الباحثون بإن ذلك يشير إلى أن الناس بطبيعتهم لديهم مخاوف من تلك المخلوقات، حسبما ذكرت لايف ساينس سابقًا.

وجدت دراسة نشرت عام 2016 في مجلة الأحياء النفسية  Biological Psychology بأن الرهاب يضاعف حجم العنكبوت على مرأى المصاب. حيث صرحت تالي ليبوفيتش، مؤلفة الدراسة والعالمة في جامعة بن غوريون في النقب في مدينة نيويورك في بيان” عن كيفية تأثر الإدراك من  سمة أساسية مثل الحجم بالعاطفة، وتوضح كيف يختبر كل فرد منا العالم بطريقة فريدة ومختلفة”. 

إذن، ما الذي تحمله العناكب بالتحديد ويثير ردة الفعل السلبية ؟ 

كل هذا يعود إلى “شعور الاشمئزاز”، وفقًا لدورية علم النفس اليوم. أظهرت العديد من المقالات البحثية أنه لا يوجد أمر واحد في العناكب يثير مشاعر الاشمئزاز. 

فالبعض يلوم شعر الرتيلاء، والآخر يلقي باللوم على السم وبعضهم يرى بأن حركتهم المتقلبة هي السبب. كل هذا يشير إلى أن الناس يشعرون بالاشمئزاز وليس الخوف.  و غالبًا ما تكون ردة فعل المصاب بالرهاب عند رؤية العنكبوت عميقة. 

يمكن أن يسبب الرهاب عددًا من ردود الفعل الجسدية، بما في ذلك الغثيان وتسارع ضربات القلب واتساع حدقة العين.  وتشمل ردود الفعل الأخرى عند رؤية هذه الحيوانات تجعد الأنف (الذي يُعتقد بأنه يساعد في منع دخول الروائح الكريهة ومسببات الأمراض) والعبوس، والذي قد يساعد على نزول السوائل السامة من الشفاه كما يعتقد قديماً.

واعتمد الباحثون على العديد من الأساليب لمساعدة المصابين في التغلب على خوفهم من العناكب.

وغالبًا ما يوصى بعلاج التعرض باعتباره العلاج الأكثر نجاحًا لهذه الحالة. في علاج التعرض ، يتعرض  المصابون بالرهاب لما يخشونه –كالعناكب على سبيل المثال  – حيث يتم التعرض لها في مكان آمن وخاضع للرقابة.  وتكمن الفكرة في أن المصابين يمكنهم إعادة تنظيم أفكارهم ، وخلق “ذاكرة آمنة جديدة تكمن في دماغهم جنبًا إلى جنب مع الذاكرة السيئة”، حسبما كتب  ريتشارد أ. فريدمان لصحيفة نيويورك تايمز.

في عام 2014 ، أفاد العلماء بأن رجلاً شُفي من رهاب العناكب بعد أن أزال الأطباء جزءًا من دماغه. وفقًا لدراسة الحالة، التي نُشرت في 5 أكتوبر 2014 ، في مجلة  Neurocase ، أخذ الأطباء قطعة من الأنسجة من الجانب الأيسر من اللوزة الدماغية للرجل ، للتخفيف من النوبات التي يسببها الساركويد. بعد العملية، تحول خوفه من العناكب إلى سحر.

و أفادت دراسة أجريت عام 2016 في مجلة Biological Psychiatry بأن المصابين الذين يخشون العناكب في السابق كانوا قادرين على لمس الرتيلاء بعد أيام من تناول عقار بروبرانولول بينما تعرضوا لها أيضًا لمدة دقيقتين في كل مرة. في غضون ثلاثة أشهر تمكن المصابين من حمل الرتيلاء. أفادت الدراسة بأن خوفهم قد تبدد تمامًا بعد عام من العلاج. 

و بالنسبة للبعض، ساعد فيلم “الرجل العنكبوت” في التخفيف من حدة الخوف من العناكب. في عام 2019 ، أفادت دراسة نشرت في مجلة Frontiers in Psychiatry أن مشاهدة مقاطع من Spider Man أو Ant Man ساعد الناس على تخفيف الأعراض . و طلب فريق العلماء من المشاركين إجراء استبيان حول مخاوفهم قبل وبعد مشاهدة مقطع من Marvel’s Spider Man. وتبين بأن الاعراض انخفضت بعد مشاهدة مقطع مدته سبع ثوانٍ فقط.

أصبحت التكنولوجيا مهمة على نحو متزايد كعلاج لرهاب العناكب. نظرًا لأن الواقع الافتراضي أصبح أكثر شيوعًا، لذا فإن العلماء بدأوا يستكشفون طرقًا لتخفيف آثار رهاب العناكب وحتى علاجها من خلال الاستفادة من العالم الافتراضي.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة : ربا آل مسعد

تويتر: @ruba22i

مراجعة: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!