أداة تشفير جديدة قد تعين المبرمجين من المكفوفين أو ضعاف البصر

أداة تشفير جديدة قد تعين المبرمجين من المكفوفين أو ضعاف البصر

29 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

أمنية يوسف

دقق بواسطة:

زينب محمد

ذكر باحثون بجامعة ولاية بنسلفانيا أن الأداة الجديدة “جريد إيديتور” بإمكانها تيسير عملية قراءة الشفرات والتنقل بينها وتحريرها بكفاءة على مبرمجي الحاسوب من المكفوفين وضعاف البصر.

قال محمد احتشام الحق، طالب دكتوراه في جامعة ولاية بنسلفانيا لعلوم وتكنولوجيا المعلومات (IST)، والمُعِد الأول لورقة الفريق البحثية، إن قراءة شفرات المبرمجين الآخرين تعد أحد الخطوات الأساسية في البرمجة لفهم آلية عمل النظام الحالية، ثم يتعين عليك كتابة الشفرة الخاصة بك، شريطة أن تكون مختلفة، لإضفاء سمات جديدة على البرمجية. ولا يتوافر برنامج تحريري يدعم هذا النوع من التعديل للمبرمجين المكفوفين أو ضعاف البصر.

تستخدم برامج تحرير الشفرات الحالية إشارات بصرية، مثل الكلمات الدلالية المميزة والخطوط  ذات المسافات البادئة، ليتمكن المبرمجين المبصرين من تصفح التعليمات البرمجية الشاملة والتنقل خلالها. ورغم أنه يمكن للمبرمجين المكفوفين وضعاف البصر استخدام أدوات تكيفية، مثل برامج قراءة الشاشة الصوتية، لتصفح التعليمات البرمجية والتنقل خلالها، إلا أنها لا يمكنها قراءة الشفرات الطويلة، فقد تغفل أحيانًا عن قراءة بعض الأحرف أو أجزاء من الشفرات، مما يضيع الكثير من وقت المبرمج، ويزيد من احتمالية حدوث أخطاء.

أوضح سيد بالله، الأستاذ المساعد في علوم وتكنولوجيا المعلومات والباحث الرئيسي في المشروع، إن المبرمجين من المكفوفين وضعاف البصر يواجهون صعوبة في اللحاق بركب المبرمجين المبصرين. ونتيجةً لهذا العبء الجسيم الذي يتعين عليهم تحمله، يتعلم أقل من واحد بالمائة من المستخدمين أو الطلاب المكفوفين البرمجة. لذا، طورنا جريد إيديتور لمساعدتهم على تجاوز هذه التحديات.

تشبه واجهة جريد إيديتور جدول البيانات، حيث تتضمن صفوفًا وأعمدة لتوطين جزء من الشيفرات داخل الفضاء ثنائي الأبعاد. يمكن للمبرمج المكفوف أو ضعيف البصر استخراج أسطر التعليمات البرمجية من قاعدة البيانات الموجودة وإدخالها على جريد إيديتور، للتصفح والتنقل بين أسطر الشفرات بطريقة أسهل من خلال اختصارات لوحة المفاتيح والأسهم المقترنة بالإشارات الصوتية.

تجدر الإشارة أن عدد الصفوف في شبكة جريد إيديتور مساويًا لعدد الأسطر في الشيفرة الجاري تحديثها، كما يتوافق عدد الأعمدة في الشبكة مع عدد المستويات في الشيفرة، مما يساعد المستخدمين على إنشاء خريطة ذهنية بسهولة.

أوضح بالله أن هذه الأداة مفيدة للمستخدمين المكفوفين وضعاف البصر، لا سيما عند التنقل في مساحة فارغة أو فهم الرموز المميزة، مثل المسافات البادئة أو الأقواس، ذات المعنى في الشيفرة وتعمل بصفتها علامات مرئية للمبرمجين المبصرين في برامج تحرير الشيفرات التقليدية.

وعند استخدام برامج قراءة الشاشة مع جريد إيديتور، فإنها ستصدر صوتًا يدل على أن الخلية فارغة، مما يوضح للمبرمج المكفوف أو ضعيف البصر أن المسافة البادئة موجودة، ومساعدتهم على معرفة موقع المؤشر الخاص بهم في الشفرة.

كما يستخدم جريد إيديتور إشارات سمعية أخرى لتوجيه المستخدم، مثل إعلامه بالخلية الحالية التي يتواجد عندها المؤشر، أو إصدار طنين إذا ما وصل إلى حدود الشبكة. بالإضافة إلى ذلك، تحدد جريد إيديتور خلايا معينة بألوان زاهية لمحاكاة الألوان المستخدمة في برامج تحرير الشفرات التقليدية، لتعزيز كفاءة توجيه المستخدمين الذين يعانون من ضعف البصر.

التمس الباحثون، بعد بناء نموذجهم الأولي، آراء الجماعات المستخدمة للإنترنت من المبرمجين المكفوفين وضعاف البصر لمدة شهرين. ولاختبار الأداء الوظيفي لنموذجهم النهائي، قاموا بتوظيف 12 مبرمجًا من المكفوفين أو ضعاف البصر لإجراء دراسة مخبرية محكمة.

استخدم المشاركون كلًا من محرر نص عادي وجريد إيديتور، لإكمال مهام التشفير المختلفة. راقب الباحثون نشاط المبرمجين، وقاسوا الدقة والكفاءة. كان أداء المشاركين الذين استخدموا جريد إيديتور، في المتوسط، أسرع، وتصفحوا تصفحًا أدق، وارتكبوا أخطاءً أقل مقارنةً بمستخدمي برنامج تحرير الشفرات التقليدي.

قال أحد المشاركين في الدراسة: “تخيل التشفير وكأنك تسير في طريق؛ سيتمكن المبصر من رؤية عقبات ذلك الطريق، أما بالنسبة للكفيف، فإن الطريق حالك، وقد يتعثر في عقباته. ولكن إذا كان بحوزته شيء يستند إليه أثناء السير، فسيساعده ذلك على سير الطريق بسهولة. تُمثل جريد إيديتور، في رأيي، الهيكل الذي يمكنني الاستناد إليه [أثناء التشفير]، حيث يبقيني على إطلاع دائم بالسطر والمستوى الذي أقف عنده”.

يأمل سيد بالله، الذي تكمن خبرته في مجال إمكانية الوصول الحاسوبي، في أن تساعد أدوات، مثل جريد إيديتور، في تشجيع المزيد من المكفوفين وضعاف البصر على استكشاف البرمجة الحاسوبية- وهو مجال ذا أجور مجزية- بصفتها خيارًا وظيفيًا.

وأضاف: “يعاني المكفوفون بالفعل من صعوبات اقتصادية، ويزاول الكثير منهم مهنًا في مجال النسخ اللفظي الموسيقي والصوتي. مع ذلك، قد تكون البرمجة الحاسوبية مهنة مجزية بالنسبة لهم لكونها نشاطًا قائمًا على النص، ومتناسبًا مع تقنياتهم المساعدة، مثل برامج قراءة الشاشة أو شاشات عرض لغة برايل القابلة للتحديث. لذا، إذا توفرت لهم الموارد والأدوات الكافية لتعلم البرمجة الحاسوبية بسهولة وسرعة، فسيمكنهم ذلك من تحسين مستوى معيشتهم”.

تعاون بلال واحتشام الحق مع سيد مصطفى منصور، من جامعة بنجلاديش للهندسة والتكنولوجيا، في العمل الذي عُرض في ندوة جمعية آلات الحوسبة حول برمجية وتكنولوجيا واجهة المستخدم البينية (UIST)، وهو المكان الأول للابتكارات في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب. وحصلت الورقة البحثية على جائزة أفضل ورقة بحثية في المؤتمر لعام 2022.

يمكن استخدام جريد إيديتور مجانًا كما أنه متاح للجمهور على الإنترنت. يعمل على نحوٍ أفضل على متصفح كروم وقارئ الشاشة NVDA، ويدعم حاليًا لغة البرمجة بايثون، كما يجرى العمل على إضافة لغات أخرى.

المصدر: https://techxplore.com

ترجمة: أمنية يوسف

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!