لماذا تصبح البطالة أكثر ضرراً عندما ينخفض معدلها من حولك؟

لماذا تصبح البطالة أكثر ضرراً عندما ينخفض معدلها من حولك؟

3 يناير , 2022

ترجم بواسطة:

إيناس بن العمودي

دقق بواسطة:

نجلاء أحمد

بقلم: بيتر هولاي

ستكون مستويات البطالة اختبارًا مهمًا على التأثير الاقتصادي في ظل جائحة COVID-19.  حيث شهدت بعض القطاعات إحالة الموظفين على إجازة بشكل جماعي، وقد يعني التأثير طويل الأجل على الشركات أن العديد منهم قد يفقدون وظائفهم إلى الأبد.

يمكن أن تحدث البطالة آثاراً عاطفية ونفسية إلى جانب تسببها في أزمات مالية. حيث يشير البحث الذي أجريته أنا وزميلي إلى أن التأثير السلبي على الصحة العقلية يختلف باختلاف المكان الذي تعيش فيه.

قد تتوقع أن يعني هذا أن الأشخاص العاطلين عن العمل يشعرون بحالة أسوأ عندما يعيشون في أماكن ذات معدلات بطالة عالية، وذلك ببساطة لأن احتمالية عثورهم على عمل تبدو أقل، لكن ما وجدناه كان عكس ذلك.

وبدلاً من ذلك تم تخفيف الأثر النفسي السلبي للبطالة على الفرد مع ارتفاع معدلها الإجمالي في الأحياء، أي ببساطة فإن البطالة تُلحق ضرراً أقل عندما تكونُ محاطاً بجيرة عاطلين عن العمل.

اكتشفنا هذا من خلال إجراء دراسة استقصائية منزلية واسعة والتي غطت الحالة الذاتية للصحة العقلية والوظيفية للأفراد ببيانات سوق العمل المحلية.

باستخدام هذه المعلومات تمكنا من دراسة التأثير السلبي للبطالة على الصحة العقلية وما إذا كان لها تأثير سلبي في بعض الأحياء أكثر من غيرها.

وجدنا على سبيل المثال أن متوسط الفجوة بين الرفاهية العقلية الذاتية للعاطلين عن العمل والموظفين كانت أكبر بثلاثة أضعاف في الأحياء ذات المعدلات الأقل بطالة.

يتعلق تفسير ذلك بالتوقعات الاجتماعية الثابتة المحيطة بالعمل فغالبًا ما يشعر العاطلون عن العمل بالذنب والعار، لأنهم يرون أن البطالة تنتهك حرمة المبادئ الاجتماعية التقليدية.

لذلك في حين أن ارتفاع مستويات البطالة يُعقّد مَهمة العثور على وظيفة جديدة فإنه قد يقلل أيضًا من تكلفتها النفسية، حيث إن الضغط الاجتماعي للعمل قد لا يكون شديداً عندما تكون محاطًا بجيران عاطلين عن العمل.

وجدنا أيضًا أن “الفوائد” العقلية كانت أكبر عند الرجال منها لدى النساء كونهم محاطين بجيران عاطلين عن العمل, ويبدو أن الأمر أكثر أهمية بالنسبة للعاطلين الأكبر سناً نسبيًا في سن العمل.

ربما يكون التفسير البسيط الأكثر ترجيحًا للاختلافات بين الرجال والنساء هو أن الاعتبارات الاجتماعية المحيطة بالعمل تظل أقوى بالنسبة للرجال بسبب الأدوار التقليدية للجنسين، والتي تميل للنظر إلى الرجال على أنهم “المعيلون”. ونتيجة لذلك، قد يستفيد الرجال -بنسبة أكبر- من أي شيء قد يقلل من وصمة العار المرتبطة بالبطالة.

عندما يتعلق الأمر بالسّن، فمن المرجح أن تتفاعل الفئات العمرية الأكبر سناً مع جيرانها، لذلك قد تكتسب المقارنات المحلية أهمية أكبر نسبيًا.

خلق فرص عمل مستهدفة

بالنسبة للشباب العاطلين عن العمل، فإن عالمهم الاجتماعي يمتد أكثر فأكثر إلى ما وراء الحي ليشمل مواقع الانترنت و الشبكات الافتراضية، ما يعنيه هذا من الناحية العملية هو أنهم على الأرجح (أو من المحتمل) يقارنون أنفسهم بأشخاص يعيشون خارج منطقتهم.

قد تكون الاختلافات التي اكتشفناها بين الأحياء مفيدة في المجال السياسي عندما يتعلق الأمر بمعالجة البطالة، لأنه و مثلما يبدي العاملون التزامًا أقل بالوظائف التي يرون أنها منخفضة الجودة، فمن الممكن أيضًا أن يكون العاطلون عن العمل أقل التزامًا بالعثور على وظائف (على الأقل الوظائف قليلة الشأن) عند العيش في أحياء تملك معدلات بطالة عالية.

قد يكون هذا مهمًا بشكل خاص في المملكة المتحدة، الدولة التي تحقق نتائج جيدة في كمية الوظائف، ولكنها تخضع لمزيد من التدقيق عندما يتعلق الأمر بجودة هذا العمل.

بشكل عام فقد أظهر بحثنا أهمية العوامل غير المالية في تفسير الأثر النفسي السلبي للبطالة.

على الرغم من أن العيش في حي به معدلات بطالة عالية نسبيًا يمكن أن يقلل من التأثير النفسي لكونك عاطلاً عن العمل، فمن المهم أن ندرك أن البطالة دائمًا ما تكون ضارة بالصحة العقلية – وهو أمر مهم للغاية- إنها فقط درجة الضرر التي تختلف من مكان إلى آخر.

المصدر: https://theconversation.com

ترجمة: إيناس بن العمودي

تويتر:  @Benlamoudii

مراجعة وتدقيق : نجلاء أحمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!