دراسة ترتيبات المعيشة لكبار السن المنعزلين اجتماعيًا في سنغافورة

دراسة ترتيبات المعيشة لكبار السن المنعزلين اجتماعيًا في سنغافورة

4 ديسمبر , 2021

ترجم بواسطة:

فاطمة الخميس

دقق بواسطة:

زينب محمد

دراسة مقدمة من: جامعة سنغافورة الوطنية

الانعزال الاجتماعي هو نقص المشاركة الاجتماعية والعاطفية والجسدية مع الآخرين، مما ينتج عنه العزلة والشعور بالوحدة. وجعلت عوامل الخطر، مثل: تقلص أفراد الأسرة، ونقص دعم الأسرة، وتدهور الصحة من الصعب على كبار السن مواكبة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على الروابط الاجتماعية، مما يؤدي في النهاية إلى الانعزال الاجتماعي والعزلة. كما أدت تدابير التباعد الاجتماعي بسبب جائحة كوفيد- 19 المستمرة حتى الآن  إلى زيادة العزلة الاجتماعية، لا سيما بين كبار السن.

في دراسة أجراها فريق بقيادة الأستاذ كوه وون بويي في الصحة الصينية في سنغافورة، من برنامج البحث الانتقالي لطول العمر مع الحفاظ على صحة جيدة في كلية الطب “يونغ لو لين” والأستاذ المشارك “فنغ كيوشي” من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، أظهرت بأن 16943 من كبار السن يعيشون مع المجتمع، ويعيش 78.8 ٪ من كبار السن المنفصلين اجتماعيًا مع أسرهم، مقارنة بنسبة 14.4 ٪ من البالغين المنفصلين اجتماعيًا الذين يعيشون بمفردهم. وبالتالي، على الرغم من أن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم هم أكثر عرضة للانعزال الاجتماعي في سنغافورة، إلا أنه لا يزال غالبية كبار السن المعزولين اجتماعيًا مع عائلاتهم. ومن بين أولئك الذين يعيشون بمفردهم، كان الرجال أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالعزلة الاجتماعية مقارنة بالنساء. كما نُشرت هذه الدراسة في مجلة علم الشيخوخة في 16 يونيو 2021.

وفي نفس هذه الفئة العمرية، درس الفريق أيضًا العوامل المرتبطة بالعزلة الاجتماعية؛ لمعرفة ما إذا كانت لها تأثيرات مماثلة بين أولئك الذين يعيشون بمفردهم والذين يعيشون مع أسرهم. فكانت النتائج البارزة:

  • بغض النظر عن الترتيبات المعيشية، فقد ارتبطت عوامل مثل انخفاض المستوى التعليمي، والضعف الإدراكي، واعتلال الصحة، والاكتئاب، والقيود المفروضة على أنشطة الحياة اليومية بشكل مستقل بالانعزال الاجتماعي.
  • من بين أولئك الذين يعيشون بمفردهم، كان الرجال أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالعزلة الاجتماعية مقارنة بالنساء.

ومن هذه النتائج، يوصي الأستاذ “كوه” بالتدخلالمجتمعيللمسنين الذين يعيشون بمفردهم، وتوسيع نطاقها ليشمل كبار السن الذين يعانون من اعتلال الصحة والذين يعيشون مع أسرهم. وبذلت حكومة سنغافورة الكثير من الجهود في مجال رعاية المسنين مما ساعد معظم كبار السن على البقاء على تواصل اجتماعي. وعلى الرغم من ذلك، فإن العزلة الاجتماعية موجودة بشكل متزايد وذلك كما تشير الدراسات الإحصائيةللسكان مع تقدم السن والعيش الفردي، وهناك حاجة إلى بذل جهود إضافية لمساعدة الأفراد المعرضين للخطر، خاصةً الرجال الأكبر سنًا. ويضيف الأستاذ “كوه” قائلًا بأن التدخلات التي تشجع الإنتاجية الفردية والشخصية، مثل العمل مقابل أجر، والعمل التطوعي، وتعلم مهارات جديدة، يجب أن تُشجع بين كبار السن لخلق فرص للتفاعل الاجتماعي والحفاظ على الوظائف الفكرية.

 يتعرض كبار السن بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية لخطر متزايد للإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بتقدم العمر، فضلًا عن الفقدان التدريجي لوظائف الجسم والعزلة في أنشطة الحياة اليومية. فقد تعاون الأستاذ “كوه” والأستاذ المشارك “فنغ” مع علماء آخرين داخل جامعة سنغافورة الوطنية ومؤسسات بحثية أخرى لتأسيس “إس جي 70” نحو دراسة أتراب صحية طويلة العمر، باعتبارها الدراسة التالية لفحص آثار العوامل البيولوجية، ونمط الحياة، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تمنع الناس من الشيخوخة بشكل صحي وفعال. وستعمل هذه المجموعة على 3000 مشارك، تتراوح أعمارهم بين 65 و 75 عامًا من المجموعات العرقية الرئيسية الثلاث في سنغافورة. كما حُددت هذه الفئة العمرية على أنها الفئة المعرضة للخطر حيث يمكن أن ينتقل متوسط أعمار ​​السنغافوريين من حالة صحية جيدة إلى حالة صحية سيئة، وسيقوم فريق البحث بدراسة عملية الشيخوخة هذه في المشاركين في “إس جي 70” لمدة 10 إلى 15 عامًا القادمة.

الهدف النهائي لهذه الدراسة الأترابية”إس جي 70″ هو جمع الأدلة العلمية التي ستشكل الأساس لدراسات التدخل في المستقبل القريب والتي قد تبطئ عملية الشيخوخة أو توقفها؛ وذلك من أجل مساعدة الناس على التمتع بصحة جيدة عند تقدمهم في السن، وتجنب الأمراض المرتبطة بتقدم العمر، والحفاظ على أسلوب حياة جيد مع التقدم بالعمر.

المصدر: medicalxpress.com

ترجمة: فاطمة الخميس

تويتر: Fatimaal_k

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!