أفاد علماء المناعة من جامعة ستانفورد بإمكانية وجود علاج لمصابي حساسية الفول السوداني، وذلك بتصميم أجسام مضادة خاصة لمنع الأجسام المضادة (IgE) من الوصول إلى بروتينات الفول السوداني المسببة للحساسية.

ذكر المختصون في علم المناعة أن مجموعة كبيرة من خلايا المعدة والأمعاء الدقيقة تساهم في رد الفعل التحسسي للفول السوداني لدى البالغين.

أفاد العلماء في الخامس من مارس لمجلة (Science Immunology) المتخصصة بالمناعة أنه ومن المستغرب وجود تجمع كبير للخلايا المتسببة في ردود الفعل التحسسية من الفول السوداني للبالغين في المعدة، والأمعاء الدقيقة.

تذكر عالمة المناعة Cecilia Berin: “تحديد القناة الهضمية على أنها الموقع الرئيسي للجزيئات المسببة للحساسية يعد خطوة هائلة للأمام. حيث أشارت نتيجة الدراسة على الفئران وجود جزيئات مناعية معيّنة تُصنَع في الأمعاء، لكن الأدلة على وجودها في أمعاء الإنسان ضئيلة.” وتضيف:” تمكنا لأول مرة من رؤية ما يحدث في أمعاء المصابين بحساسية الفول السوداني. ”

وقد تساعد هذه النتائج الحديثة بعلاج الأشخاص المصابين بحساسية الغذاء، حيث يقدر أنها تصيب ما بين 3% إلى 6% من سكان الولايات المتحدة.

ركزت الدراسة على أحد الأجسام المضادة النادرة، الأجسام المضادة (IgE)، حيث تظهر في الجسم بأعداد قليلة جدًا. وتستطيع أن تستشعر الأجسام الدخيلة مثل الطفيليات وتسبب استجابة مناعية هائلة ضدها لإيقاف تهديدها، لكن في حالة الأشخاص المصابين بالحساسية يمكن أن تخطئ الأجسام المضادة وتستهدف المواد النافعة مثل بروتين الفول السوداني.

عالمَا المناعة Ramona HohوScott Boyd من كلية الطب في جامعة ستانفورد، قاما بدراسة أنسجة القناة الهضمية لدى 19 بالغًا مصابًا بالحساسية، كان المصابين مستعدين ليبدؤوا التجربة السريرية المصممة لاختبار تأثير الجرعات المحددة لبروتين الفول السوداني على حساسيتهم.

بدآ بدراسة الحمض النووي الرايبوزي (RNA) لخلايا من عينات المريء، والمعدة، والاثنا عشر. تستخدم الخلايا المادة الوراثية لصناعة البروتينات، وذلك يشمل الأجسام المضادة بجميع أنواعها ومنها الأجسام المضادة (IgE). وقد استطاعا بعد حصر عدد جزيئات الـ RNA اكتشاف نوع ومكان الأجسام المضادة الموجودة في كل العينات. كما مكنتهم هذه الطريقة من تقدير عدد الخلايا التي أنتجت الأجسام المضادة (IgE).

وجد الباحثون أن أنسجة المعدة والأمعاء للمصابين بحساسية الفول السوداني تعج بالخلايا المصنِّعة للأجسام المضادة (IgE)، على عكس أنسجة المريء. حيث يقدر الباحثون وجود الخلايا المصنِّعة للأجسام المضادة (IgE) لدى الأشخاص المصابين بحساسية الفول السوداني بأعداد هائلة مما أثار دهشتهم واستغرابهم، بينما تظهر لدى السليمين بأعداد قليلة جدًا في المعدة فقط.

بمقارنة الخلايا المصنِّعة للأجسام المضادة (IgE) ببعضها البعض والتي تدعى بالخلايا البائية (B-lineage cells)، اكتشف الباحثون ارتباطًا وثيقًا يجمع ما بينهم، وكأنهم أعضاء من عائلة واحدة كما ذكر Scott Boyd. هذا التقارب يدّل على أن الخلايا تُصنّع داخل المعدة والأمعاء ولا تنتقل من أعضاء الجسم الأخرى مثل العقد اللمفاوية أو الطحال. يظهر أن وظيفة هذه الخلايا تتغير في العديد من الحالات فبدلاً من صناعة الأجسام المضادة النافعة بأنواعها تصنع الأجسام المضادة من نوع (IgE)، ولا يزال سبب تغيّر طبيعة عملها في الجهاز الهضمي لدى لأشخاص المصابين بحساسية الفول السوداني أمرًا غامضًا.

أشارت التحليلات الجديدة إلى وجود نقاط مشتركة بين بعض مصابي حساسية الفول السوداني وهي استشعار أجسامهم للأجسام المضادة (IgE)؛ حيث يظهر أن الجهاز الهضمي لديهم يتعرف على أجزاء معيّنة في بروتين الفول السوداني. وقد يكون علاج حساسية الفول السوداني هو تصميم أجسام مضادة خاصة لتمنع الأجسام المضادة (IgE) من الوصول وإحداث تفاعل يثير الحساسية.

وفي تجربة مشابهة، قام باحثون في شركة (Regeneron Pharmaceuticals) باختبار علاج لحساسية القطط، حيث قاموا باستخدام الأجسام المضادة لمنع الأجسام المضادة (IgE) من الوصول إلى بروتينات القطط المسببة للحساسية.

بعد انتهاء التجارب السريرية، يخطط عالمَا المناعة Ramona HohوScott Boyd وزملاؤهم لدراسة مستويات الأجسام المضادة (IgE) لدى المصابين بحساسية الفول السوداني بهدف تخفيف حساسيتهم. حتى الآن لا يعلم الباحثون متى تبدأ الخلايا المصنِّعة للأجسام المضادة (IgE) بالظهور في المعدة، والأمعاء، وما إذا كانت ستختفي إذا تلاشت الحساسية.

المصدر: https://www.sciencenews.org

ترجمة: سارة إسماعيل محمد ياسين @sosoyas

مراجعة وتدقيق: مزون مسفر الدوسري @__ILmare