أربعة أسباب نفسية تشعرك بالغضب دائمًا

أربعة أسباب نفسية تشعرك بالغضب دائمًا

31 ديسمبر , 2021

ترجم بواسطة:

سهام المطيري

دقق بواسطة:

هند الحربي

بقلم:  أنيكي توتشوكو

الغضب هو عاطفة إنسانية طبيعية، وليس هناك خطأ بالضرورة في الشعور بالغضب في واقع الأمر، غالبًا ما يكون غضب صحي يدفعنا إلى الإنصاف والدفاع عن الظلم .

 ولكن الغضب المزمن غير المبرر تبعاته قد تكون خطيرة لسببين:

١ – العدوانية:

تكمن في بعض التعليقات المهينة الصادرة من شريكك إلى التعنيف القاسي والميل إلى التصرف بغضب غير بناء ومهلك.

٢- الإجهاد المزمن:

في حين أن لحظات الغضب الحادة ليست سيئة للغاية، إلا أن الحالة المزمنة من الغضب المرتفع يمكن أن تزيد من مستويات التوتر لديك، ويؤدي الضغط المتزايد باستمرار إلى كم هائل من المشاكل منها المرض الجسدي والضيق النفسي وصراع العلاقات أيضًا المشاكل في العمل.

مهما يكن نوع الغضب لديك سواءً كان تهيج مزمن أو إحباط  أو تواصل عدواني سلبي فإن مفتاح حله هو:

  أن تفهم أولاً مسببات الغضب وما يؤدي إليه في حال أردت أن تكون أقل غضبًا.

الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الغضب المزمن يشعرون بهذه الطريقة لسبب ما؛ أن غضبهم ينبع من أهداف تكمن داخلهم وفي حال رغبت في ألا تشعر بالغضب على الدوام عليك أن تفهم السبب الداخلي وتعالجه بطرق صحية.

في بقية هذا المقال، سأشرح الأسباب النفسية الأربعة الشائعة لم الأشخاص عالقين بالغضب على الدوام؟

1. الغضب هو مضاد للاكتئاب:

 في مختلف الحضارات، يُعتبر الحزن على أنه علامة ضعف-هذا ينطبق خاصةً على الرجال.

 نتيجة لذلك نتعلم كيف نتجنب الحزن -أو نحاول على أي حال- بالنسبة للبعض؛ يتعلمون تخدير حزنهم بإدمان المخدرات أو الكحول، والبعض يمارس الحب لإلهاء الحزن العميق، هناك أيضًا أشخاص يحاولون تجنب الحزن بسعادة زائفة يصرون دائمًا على التعامل مع الأمور بإيجابية لتجنب التفكير في الألم الحقيقي والخسارة؛ لكن يبقى الغضب أكثر الأساليب الشائعة لتبديد الحزن.

يعتقد بعض الناس في سن مبكر بأنهم يستطيعون تشتيت انتباههم عن الشعور بالحزن من خلال إثارة غضبهم.

الغضب هو أحد مضادات الاكتئاب المهمة إلى حد كبير لأنه على عكس ما يعتقده معظم الأشخاص، الغضب في الواقع له جوانب إيجابية.

 نميل إلى اعتبار الغضب شعور سلبي لأن الكثير من عواقب الغضب غالبًا ما تكون سلبية: مثل العنف، والفظاظة، والتوتر، والشتائم، وما إلى ذلك؛ لكن إذا توقفت وفكرت في المرة القادمة التي تغضب فيها، اعتقد أنك ستدرك شيئًا مختلف.

 الغضب في الواقع شعور جيد:

يصنف علماء النفس الغضب على أنه شعور إيجابي لأنه يضخم الأنا، وهو مجرد اصطلاح لأفكار واضحة جدًا تجعلنا نشعر بالقوة والثقة بالنفس.

ونظرًا لأن الغضب هو وسيلة قوية للشعور بالرضا مؤقتًا، فمن السهل استخدام الغضب باعتباره مضاد للاكتئاب- رغبة في تبديد الحزن والأسى. نعم صحيح، لقد وجدته للرجال -خاصةً الرجال الذين نشأوا حول رجال آخرين استخدموا هذه النمط.

إذا كنت تشعر بالغضب كثيرًا ولكن نادرًا ما تشعر بالحزن، ربما تكون قد اعتدت على توظيف الغضب لإخفاء حزنك.

إذا كان الأمر كذلك، فإن الأمر يستحق التأمل بعض الوقت لاستكشاف دور الحزن في حياتك.

يقول جيم بوتشر: “الغضب مجرد غضب، إنه ليس جيداً ولا سيء يعتمد على طريقة تعاملك معه وهذا الأهم” .

2. انتقاد الآخرين هو الطريقة التي تحافظ بها على احترامك لذاتك:

 يشعر الكثير من الناس بالغضب، لأن هذه وسيلة سهلة لتعزيز تقديرهم لذاتهم بشكل مؤقت.

احترام الذات هو احترامك لنفسك كشخص أن تملك قيمة عالية.

احترام الذات الصحي هو نتيجة كونك فخوراً بنفسك وبطريقة عيش حياتك، هذا لا يعني أنك في حالة إنكار لأخطائك و إخفاقاتك على العكس من ذلك، فهذا يعني أنه يمكنك رؤية نفسك بطريقة فعلية و متوازنة،  على كل حال إذا كنت فخورًا بالطريقة التي تعيش بها، فسوف يعكس ذلك تقديرك لذاتك.

تدني احترام الذات هو نتيجة الشعور بالخجل أو الإحباط من نفسك والطريقة التي تعيش بها حياتك  لمجرد أن تملك تدني احترام الذات لا يعني أنك لا تعيش حياتك بشكل جيد فهذا يعني أنك لا تدرك الأشياء الجيدة داخلك الآن، ولأسباب متنوعة من مشكلات الطفولة المبكرة إلى تحقير الذات السلبي بشكل مفرط، فإن الكثير من الناس يعززون تدني احترام الذات، مما يعني أنهم في أعماقهم لا يشعرون بالرضا عن ذاتهم .

 من الواضح أن هذه طريقة مؤلمة للعيش.

     وعندئذ يتعلم بعض الناس التعامل مع ألم تدني احترام الذات عن طريق انتقاد الآخرين وجعل أنفسهم يشعرون بتحسن بالمقارنة، على الرغم من أن هذه يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعزيز احترامك لذاتك بشكل مؤقت إلا أنها لن تنجح أبدًا على المدى البعيد وستتلاشى قريبًا،  في الحق وفي كثير من الأحيان سيؤدي ذلك إلى تدني احترام الذات لأنك على مستوى عميق لا تحترم ذاتك ولا تكف عن عقد المقارنات للشعور بالرضا على حساب الآخرين.

لذلك بدلاً من استخدام وسيلة انتقاد الآخرين كطريقة دونية وخادعة في نهاية المطاف لتعزيز احترامك لذاتك فأن الحل هو إيجاد طرق أكثر صحة وفعالة للشعور بالرضا عن ذاتك.

من الأفضل أن تسأل نفسك سؤالاً صغير، ماهو الشي البسيط الذي يمكنني فعله مما يجعلني فخورًا بنفسي لهذا الحد؟

وبالنسبة للأفضل أو الأسوأ، فإن ما نشعر به حيال أنفسنا هو نتاج أعمالنا ما نفعله على الدوام وبانتظام.

إذا كان غضبك المزمن ناتجًا عن تدني احترام الذات، فإن إيجاد طرق حقيقية لفعل الأشياء التي تفخر بها هو أفضل طريقة لبناء احترام الذات والتخلي عن حاجتك للغضب المزمن.

 “غالبًا ما يكشف أولئك الذين ينتقدون الآخرين عما يفتقر إليه هو نفسه”.

 – شانون إل الدر

3. التوقعات غير الواقعية تجعلك تشعر بالثقة:

 نحن البشر أحد أكثر الأشياء التي تخيفنا هو عدم اليقين، عدم اليقين بشأن ما يعتقده الآخرون عنا، عدم اليقين بشأن ما إذا كان أداءنا جيدًا أم لا، عدم اليقين بشأن معنى الحياة والموت والوجود نفسه حتى!

هذا الخوف من عدم اليقين مؤلم خاصة للأشخاص الذين نشأوا في محيط  مليء باللايقين واحتمالية الخطر و الآباء المهملين والفقر الشديد والصدمات وغيرها.

 كالأطفال نتعامل جميعًا مع مخاوفنا بأفضل ما في وسعنا بأي أدوات متاحة لنا، يتعلم الكثير من الأشخاص بطريقة الأطفال أن وضع توقعات عالية غير واقعية للآخرين والحفاظ عليها طريقة جيدة للشعور باللايقين وزيادة الثقة.

فمثلاً؛ عندما تخشى ألا يرغب أصدقاؤك في التسكع معك، فإنك تعتمد توقعًا بوجود أصدقاء جيدين دائمًا هناك. إذا كنت تخشى أن يكون أداؤك سيئًا في اختبار المدرسة، فأنت تفرض توقعًا صارمًا بشكل لا يصدق عن نفسك بأنني أحصل دائمًا على درجة أ (A).

إذا كنت غير مستقر بشأن زواجك، فأنت تتبنى التوقع بأن شريكي يجعلني دائمًا أشعر بالحب-على الأقل- كل هذه توقعات غير واقعية للغاية، وهي عبارة عن أعداد من خيبة الأمل المزمنة والصراع في العلاقات وكراهية الذات.

إذاً لم نحن نعلي سقف التوقعات لأنفسنا والآخرين؟

نتمسك بتوقعات غير واقعية لأنها تعطينا وهم اليقين والشعور المؤقت بالثقة الذي يأتي معه.

 لنعود إلى الأمثلة السابقة:

عندما تحدث نفسك أن الأصدقاء الجيدين موجودون دائمًا، فإنك تجعل العالم يبدو وكأنه مكان منظم تمامًا ويمكن التنبؤ به وبالتالي فهو مكان مريح، وهذا شعور جيد.

عندما تخبر نفسك أنني أحصل دائمًا على اعلى الدرجات، فأنت تجعل الأمر يبدو أن أداءك سيكون دائمًا مرتفعًا بشكل استثنائي، وهذا شعور جيد.

عندما تخبر نفسك أن زوجتي يجب أن تجعلني دائمًا أشعر بالحب، فأنت تجعل الأمر يبدو كما لو كنت متزوجًا من الشريك المثالي وسيصبح كل شيء على ما يرام، وهذا شعور جيد.

وبطبيعة الحال، فإن الجميع – بما في ذلك أنفسنا – مليؤون بالعيوب مفتقرون للكمال، وتوقع منهم أن يكونوا خلاف ذلك نتيجة خيبة الأمل والإحباط أمر غير إنساني تمامًا؛ مثل توقع تحقيق أفضل الدرجات في الفصل دائمًا، وأن تجعل الناس يضحكون دائمًا عندما يكونون حزينين، أو أي اعتقاد كمالي آخر لديك عن نفسك هو شكل من أشكال التخريب الذاتي والقسوة الذاتية، لذا فإن التوقعات غير الواقعية للغاية شكل من أشكال القسوة.

امنح نفسك والآخرين حق البقاء كما هم -على طبيعتهم- وسيشعر الجميع بتحسن على المدى الطويل.

 وتذكر: التخلي عن التوقعات لا يعني أن تفقد الأمل، على العكس تمامًا امضِ قدمًا وأمل الأفضل -فقط اخفض سقف التوقعات قليلاً.

يقول بروس لي :”أنا لست في هذا العالم لأرتقي إلى مستوى توقعاتك ولست في هذا العالم لترقى إلى مستوى توقعاتي”.

4. خوفك من أن تكون حازمًا:

 غالبًا ما يكون الإحباط المزمن نتيجة للتجاهل المزمن لرغباتك واحتياجاتك. أرأيت كثير من الناس غاضبون بشكل مزمن ولكنهم لا يصفون الأمر على هذا النهج؟

عادةً، يصفون أنفسهم بالإحباط والغضب ولكنهم ليسوا بالضرورة غاضبين. إذن، ما سبب هذا الإحباط المزمن والتهيج؟

 غالبًا ما يستمد الإحباط المزمن من الخوف من أن تكون حازمًا. الحزم هو مهارة قبول ما تريد ورفض ما لا تريده بطريقة تحترم رغباتك ورغبات الآخرين. على سبيل المثال: إذا اقترح شريكك الطعام التايلاندي على العشاء ولكنك تشعر حقًا بأنك ترغب بالبحري، فبدلاً من الذهاب معه تتحدث بصوت عالٍ وتقول “ما رأيك هذه الليلة بالبحري ولا بأس إذا فعلنا ذلك في المرة القادمة؟”

 رئيسك يرسلك رسالة بريد إلكتروني في الساعة ٤:٥٥ مساءً من يوم الجمعة يطلب منك القيام ببعض الأعمال في ملف جونسون خلال عطلة نهاية الأسبوع، على الرغم من أنك تخشى خذلانه فإنك تخبره بحزم وصرامة آسف أيها الرئيس، أود حقًا المساعدة ولكني أقضي وقتي مع عائلتي في نهاية هذا الأسبوع ولن أتمكن من العمل على ذلك.

 لسوء الحظ، يتعلم الكثير من الناس -وخاصةً النساء- أن يؤمنوا أنه يجب عليك دائمًا مراعاة رغبات واحتياجات الآخرين.

 في نهاية المطاف، ينتهي بهم الأمر بتجاهل احتياجاتهم الخاصة والشعور بالإحباط المزمن والاستياء من كل هؤلاء الأشخاص الذين يضحون من أجلهم باستمرار ويتصرفون بلطف معهم.

 بالتأكيد لامانع بأن تتصرف بكياسة ولطافة وتساعد الآخرين على حساب نفسك أو تأجيل ما تريد لما يريده الآخرون.

المشكلة تكمن في ما إذا كان هذا هو الشيء الوحيد الذي تفعله. إذن كيف لا تشعر بالإحباط المستمر عندما تكون مشغولاً للغاية في عيش حياة الآخرين بحيث لا يتبقى لديك الوقت لتعيش حياتك الخاصة؟

 إنه أمر صعب ولكن تعلم أن تكون أكثر حزمًا، فالحزم  هو أحد أهم المهارات التي يمكنك بناءها  ليس فقط لتقليل الغضب المزمن والإحباط في حياتك ايضًا لتحسين الصحة العاطفية والمرونة إلى حد كبير.

 “عدم كونك أنت طريقة محفوفة بالمخاطر لكي تصبح ما أنت عليه”.

المصدر: https://nickwignall.com/

ترجمة: سهام المطيري

تويتر: E_seham11

 مراجعة: هند الحربي


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!