crossorigin="anonymous">
10 نوفمبر , 2021
قد يكون من غير المنطقي التفكير في أنَّ الموت الذي حدث قبل ولادة شخص ما سيكون له أثر، ولكن لو نظرنا في الطرق التي تتغير بها الأسرة وتتفاعل مع فقدان طفل، فقد يمكننا أن نتصور الأهمية المحتملة للمولود في عائلة ثكلى.
يعد موت الأطفال أحد أكثر الخسائر المؤلمة التي علينا تحملها، فغالبًا ما يُنظر إلى الأطفال على أنهم حاملو أحلام الأسرة وآمالها في المستقبل، وعادةً ما يكون للوالدين ارتباط متين بأطفالهم فلا يتخيلون كيف سيعيشون بعد موتهم، وغالباً ما يعانون من صدمات نفسية لو مات أطفالهم وقد يتغيرون للأبد، مما يؤدي إلى حداد مدى الحياة.
يُشار للأطفال المولودون بعد وفاة إخوانهم أو أخواتهم باللاحقين أو البدلاء، ونادراً ما يُتحدث عن تجاربهم بصفتهم أطفالاً ولدوا بعد خسارة أطفال آخرين، ورغم ذلك فقد أظهرت الدراسات أن الطفل اللاحق قد تتأثر هويته وارتباطاته وقصة حياته تأثراً كبيراً.
ابتُكر مصطلح “الطفل البديل” بعد أن أدرك الباحثون أن الأطفال اللاحقون يُنجبون أحيانًا -بوعي أو بدون وعي- لملء الفراغ الذي تركه الأطفال المتوفون كما يُنظر إليهم أحيانًا على أنهم بدلاء، وبدلاً من تسمية طفل ما بطفل بديل، فإني أفضل التفكير في ديناميكيات الاستبدال، والتي يمكن أن تختلف في حدتها كما قد تختلف عند كل شخص وقد تتغير بمرور الوقت، والتي سأتحدث أكثر عنها في منشور مستقبلي.
تحاول العائلات الثكلى التعلق بأطفالهم البدلاء خشية خسارة أخرى، آملين ربما في جعل الأسرة تشعر بالراحة مجدداً لكنهم يدركون لاحقًا أنه لا يوجد شيء يمكن أن يمحو حزنهم.
تربى بعض الأطفال اللاحقين في جو من الحداد الشديد، وفي عائلات أخرى، تكون الخسارة سرًا لا يتحدثون عنه ولكنه قوي في ديناميات الأسرة، يُعد الأخوة الأحياء (الإخوة والأخوات الأحياء الذين شهدوا الخسارة) جزءاً إضافياً من الصورة في العديد من العائلات، كما أنهم يشاركون مشاركة كاملة في الحزن والتداعيات المعقدة للخسارة.
عندما نفهم كيف آلت الأمور لما هي عليه في أسرة ثكلى حينها يمكننا أن نفهم مدى تعقيد تجربة الطفل اللاحق.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: وفاء القحطاني
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً