27 سبتمبر , 2022
نُشرت دراسة جديدة في مجلة Current Opinion in Psychology فتحت أبوابًا للوالدين الذين يبحثون عن طرق فعالة ليجتازوا عصر استخدام المراهقين لمنصات التواصل الاجتماعي بأقل ضرر.
يتجادل المؤلفون بأنه من الممكن وضع حواجز للتقليل من قلق واكتئاب ما قبل المراهقة وفي فترة المراهقة، وكذلك تقليل التأثيرات السلبية الناتجة عن التنمر الإلكتروني والذي سببه الاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي.
إليك نظرة عامة عن نصائحهم:
لا عجب أن الآباء يختلفون كثيرًا في الطريقة التي يديرون بها استخدام أطفالهم لمنصات التواصل الاجتماعي، فطبقًا للمؤلفين هناك أربع أساليب عامة يستخدمها الآباء لمتابعة استخدام أولادهم المراهقون لمنصات التواصل الاجتماعي.
وتوجد أساليب أخرى أيضًا، فبعض الآباء يتبعون طريقة رقابة منصات التواصل، فيحفظون علامات تبويب أبنائهم أو يستخدمون برامج تعقب لحفظ كلمات المرور الخاصة بأبنائهم، أو يفحصون ملفاتهم التعريفية في منصات التواصل الاجتماعي.
صنّف الباحثون رقابة منصات التواصل الاجتماعي إلى فئتين فرعيتين: المراقبة التسلطية، وتحدث عندما يحتفظ الآباء بكلمات المرور الخاصة بحسابات أبنائهم على منصات التواصل الاجتماعي، والطريقة الأخرى هي الفحص، ففي هذه الطريقة يفحص الآباء ملفات أبنائهم التعريفية فقط. وتوجد طريقة تُسمى بالاستخدام المتشارك وفيها يشارك الآباء أبنائهم في استخدام منصات التواصل الاجتماعي.
قبل أن تحاول تحسين أسلوبك الخاص في رقابة أبنائك من المهم أن تفكر بأسلوبك الحالي في متابعتهم، وما هي نظرتهم لها. هل تتبع أسلوب التحكم الذاتي أم التقييد؟ هل أنت تُنفذ قوانينك بشكل صارم أم متساهل؟ هل تتشارك أنت وأبنائك استخدام منصات التواصل الاجتماعي؟ وهل تمارس أية نوع من الرقابة؟
بينما لا توجد طريقة واحدة وصحيحة للإجابة على سؤال كيف نتابع أبنائنا في عصر منصات التواصل الاجتماعي، أكثرية البيانات تدل على أن الأساليب الصارمة والرقابة المستمرة أدت إلى نتائج أفضل.
يفيد المؤلفون بأن: ” بشكل عام تدل نتائج الدراسات على أن استخدام المراهقين لمنصات التواصل الاجتماعي يكون أقل خطورة عند اتباع الآباء أسلوب صارم في الرقابة عن طريق وضع قوانين حازمة لاستخدام الإنترنت والأجهزة الذكية”.
كما أن ثمة أدلة تشير إلى أن المراهقون يقضون وقتًا أقل في استخدام منصات التواصل الاجتماعي عندما يتّبعون آبائهم أسلوب التحكم الذاتي. وأدلة أخرى تشير إلى أن المراهقين قد تظهر عليهم علامات الإصابة بالقلق والاكتئاب عندما يتّبع آبائهم أسلوب التقييد في رقابتهم، وعلامات أقل عند المراهقين الذين يُطبّق عليهم أسلوب التحكم الذاتي.
باختصار، يجب علينا أن نهتم بخلق بيئة عائلية تُحفّز ثقافة الحوار بين الآباء والأبناء مع المحافظة على القوانين الصارمة المتعلقة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لتقليل خطورتها عليهم.
ولكن هناك حُجج مضادة لهذا النوع من التفكير، ففي دراسة نشرت في مجلة Frontiers in Psychology وجدوا علاقة بين استخدام الآباء أساليب صارمة وإدمان شبكات التواصل الاجتماعي عند الأبناء. وما نستنتجه من هذه الدراسة أن بعض الأساليب قد تكون نافعة لبعض الأشخاص دون غيرهم، فمن المهم أن تُؤخذ ظروف الأبناء بعين الاعتبار عند اختيارك لأسلوب رقابتهم في منصات التواصل الاجتماعي.
كثيرٌ من التساؤلات الهامة بخصوص هذه المشكلة لم يُجب عليها أحدُ بعد، فعلى سبيل المثال غير واضح حتى الآن ما إذا كان نوع منصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها أبنائك -سواءً كانت مخصصة للعب أو أية منصة على الأجهزة الذكية- تأثر على طريقة اختيارك كوالد أسلوب للرقابة. وغير واضح أيضًا كيف نقلل من التأثيرات السلبية على صحة الأبناء المصاحبة للاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعية. فهل يتوقع الآباء تحول كبير في سلوك أبنائهم بعد توقفهم عن استخدامها على الفور؟ أم تستمر التأثيرات لفترة أطول؟
قد نحتاج بحوث متعمقة أكثر بخصوص هذه المشكلة لتجيب على كل تلك التساؤلات.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: نورة البقمي
تويتر: @nouraalbogami2n
مراجعة وتدقيق: سراء المصري
تويتر: @Sarraa_mm
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً