‎الأولاد الذين يلعبون الألعاب الالكترونية أقل عرضة للاكتئاب

‎الأولاد الذين يلعبون الألعاب الالكترونية أقل عرضة للاكتئاب

22 أغسطس , 2021

ترجم بواسطة:

Norah Suhluli

دقق بواسطة:

Hussam

‎دراسة مقدمة من: كلية لندن الجامعية

وجدت دراسة جديدة بقيادة باحث في جامعة كاليفورنيا، أن الأولاد الذين يلعبون الألعاب الالكترونية بانتظام في سن ١١ أقل عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب وذلك بعد مرور ثلاث سنوات.

‎ووجدت الدراسة التي نُشرت في الطب النفسي أن الفتيات اللواتي يقضين وقتًا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عليهن أعراض اكتئاب أكثر.

‎تظهر لنا مجموعة النتائج كيف يمكن للأنواع المختلفة من وقت الشاشة أن يؤثر إيجابًيا أو سلبًيا على الصحة الذهنية للشباب وقد تؤثر أيضًا على الأولاد والفتيات بشكل مختلف.

‎قال المؤلف الرئيسي وطالب الدكتوراه آرون كاندولا (طب نفسي بجامعة كاليفورنيا): “تسمح لنا الشاشات بالمشاركة في مجموعة واسعة من الأنشطة. يجب أن تستند الإرشادات والتوصيات حول إمضاء الوقت على الشاشة من ناحية فهمنا لكيفية تأثير هذه الأنشطة المختلفة على الصحة الذهنية وما إذا كان هذا التأثير هادف”.

‎على الرغم من أننا لا نستطيع تأكيد ما إذا كانت ممارسة الألعاب الإلكترونية تعمل على تحسين الصحة الذهنية بالفعل حيث إننا وجدنا في دراستنا أنها لم تكن مؤذية وقد يكون لها بعض الفوائد. خاصةً أثناء الجائحة حيث كانت الألعاب الالكترونية منصة اجتماعية مهمة للشباب.

‎نحتاج إلى تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال والبالغون في الجلوس وذلك من أجل صحتهم الجسدية والذهنية، لكن هذا لا يعني أن استخدام الشاشة مؤذٍ أصلاً.

‎قاد كاندولا: “إن دراسات سابقة وجدت أن السلوك الخامل (الجلوس ساكناً) فيما يبدو أنه يزيد من خطر الاكتئاب والقلق لدى المراهقين”. لاكتساب المزيد من البصيرة حول ما يدفع هذه العلاقة؛ اختار كاندولا وزملاؤه التحقيق في وقت الشاشة حيث إنه مسؤول عن الكثير من السلوك الخامل لدى المراهقين. توصلت دراسات أخرى إلى نتائج مختلطة ولم يكن هناك فرقًا كبيرًا بين الأنواع المختلفة من وقت الشاشة أو المقارنة بين الجنسين أو متابعة مثل هذه المجموعة الكبيرة من الشباب على مدى عدة سنوات.

‎قام فريق البحث من معهد كارولينسكا بالسويد ومعهد بيكر للقلب والسكري في جامعة كاليفورنيا بمراجعة ١١٣٤١ مراهقًا يمثلون جزءًا من دراسة الألفية وهي عينة تمثيلية على المستوى الوطني من الشباب الذين شاركوا في الأبحاث منذ ولادتهم في المملكة المتحدة في عامي ٢٠٠٠-٢٠٠٢.

‎أجاب جميع المشاركين في الدراسة على أسئلة حول الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي أو لعب ألعاب الالكترونية أو استخدام الإنترنت في سن الحادية عشر كما أجابوا أيضًا على أسئلة حول أعراض الاكتئاب مثل: الحالة المزاجية المنخفضة وفقدان المتعة وضعف التركيز في عمر الرابعة عشرة. يقيس الاستبيان السريري أعراض الاكتئاب وشدتها على نطاق واسع، بدلاً من تقديم التشخيص السريري.

‎ في التحليل، أخذ فريق البحث في الحسبان العوامل الأخرى التي ربما تكون قد فسرت النتائج مثل: الحالة الاجتماعية والاقتصادية ومستويات النشاط البدني وتقارير التنمر والأعراض العاطفية السابقة.

‎وجد الباحثون أن الأولاد الذين لعبوا ألعاب الفيديو معظم الأيام كانت لديهم أعراض اكتئاب أقل بنسبة ٢٤٪ بعد ثلاث سنوات مقارنةً بالأولاد الذين لعبوا ألعاب الفيديو أقل من مرة واحدة في الشهر على الرغم من أن هذا التأثير كان مهمًا فقط بين الأولاد ذوي مستويات النشاط البدني المنخفضة وكان غير موجود بين الفتيات. يقول الباحثون إن هذا قد يشير إلى أن الأولاد الأقل نشاطًا يمكنهم الحصول على مزيد من المتعة والتفاعل الاجتماعي من ألعاب الفيديو.

‎في حين أن دراستهم لا يمكنها تأكيد ما إذا كانت العلاقة سببية، لذلك يقول الباحثون إن هناك بعض الجوانب الإيجابية لألعاب الفيديو التي يمكن أن تدعم الصحة الذهنية مثل: حل المشكلات والعناصر الاجتماعية والتعاونية.

‎قد تكون هناك أيضًا تفسيرات أخرى للربط بين الألعاب الالكترونية والاكتئاب مثل: الاختلافات في الاتصال الاجتماعي أو أنماط الأبوة والتي لم يكن لدى الباحثين بيانات عنها. لم يكن لديهم أيضًا بيانات عن ساعات استخدام الشاشة يوميًا، لذلك لا يمكنهم تأكيد ما إذا كان وقت الشاشة لعدة ساعات كل يوم يمكن أن يؤثر على مخاطر الاكتئاب.

‎وجد الباحثون أن الفتيات (لكن ليس الأولاد) اللائي استخدمن وسائل التواصل الاجتماعي معظم الأيام في سن الحادية عشر عانين من أعراض الاكتئاب بنسبة ١٣ ٪ بعد ثلاث سنوات من أولئك الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي أقل من مرة واحدة في الشهر على الرغم من أنهم لم يجدوا ارتباطًا بمزيد من الاعتدال بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وجدت دراسات سابقة أخرى اتجاهات مماثلة، واقترح الباحثون أن الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يزيد من مشاعر العزلة الاجتماعية.

‎قد تكون أنماط استخدام الشاشات بين الأولاد والفتيات قد أثرت على النتائج، حيث إن الأولاد في الدراسة لعبوا ألعابًا إلكترونية أكثر من الفتيات واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بصورة أقل تواترًا.

‎لم يجد الباحثون ارتباطات واضحة بين الاستخدام العام للإنترنت وأعراض الاكتئاب في أي من الجنسين.

‎أجرى المؤلف الكبير الدكتور ماتس هالغرين (معهد كارولينسكا) دراسات أخرى على البالغين، حيث بينت النتائج أن الأنواع النشطة ذهنيًا من وقت الشاشة مثل: لعب الألعاب الالكترونية أو العمل على الكمبيوتر، قد لا تؤثر على خطر الاكتئاب بالطريقة التي يبدو أن المزيد من الأشكال السلبية لوقت الشاشة تؤثر فيه.

‎وأضاف: “العلاقة بين وقت الشاشة والصحة الذهنية معقدة وما زلنا بحاجة إلى مزيد من البحث للمساعدة في فهمها. وأي مبادرات لتقليل وقت الشاشة للشباب يجب أن تكون مستهدفة ودقيقة. يشير بحثنا إلى الفوائد المحتملة لوقت الشاشة ومع ذلك، لا يزال يتعين علينا تشجيع الشباب على ممارسة النشاط البدني وتفريق فترات الجلوس الطويلة مع النشاط البدني الخفيف”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

‎ترجمة: نوره أحمد صهلولي

مراجعة: حسام سيف


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!