من سيكون الرابح والخاسر في العمل المرن؟

من سيكون الرابح والخاسر في العمل المرن؟

10 يوليو , 2021

ترجم بواسطة:

فاطمة الخميس

دقق بواسطة:

منيرة المطيري

بقلم: هاميش ارمسترونج، من جامعة سيتي لندن.

شكَّل العمل من المنزل خلال الجائحة منحنى تعليمي رئيسي للمنظمات والعاملين على حد سواء مع وجود العديد من المنافع.

ومع استمرار تسارع وتيرة خارطة الطريق التي وضعتها الحكومة لتخفيف حظر التجول، يضع أرباب العمل الآن خططًا لـ “الوضع الطبيعي الجديد”، حيث يفضل الكثيرون طريقة العمل المرن والتي تكون بالدمج بين المنزل والمكتب، ويقترح عدد قليل جدًا العودة إلى المكتب بساعات العمل بدوام كامل.

تنوع دعم العمل من المنزل على المدى الطويل من قادة الأعمال. وأشار ديفيد سولومون من بنك جولدمان ساكس إلى العمل من المنزل على أنه “اضطراب”، بينما صرح الرئيس التنفيذي لشركة “نيشن وايد” جو جارنر أن 13000 من عاملي مكاتبها يمكنهم اختيار العمل من أي مكان في المملكة المتحدة.

يشرح أستاذ المالية في كلية إدارة الأعمال (كاس سابقًا) البروفيسور كيث كاثبرتسون تداعيات مثل هذا التحول الدائم في أنماط العمل، والآثار المحتملة التي سنراها على الرفاهية، والاقتصاد، والمجتمع ككل.

هل يستمتع الموظفون بالعمل من المنزل؟

 قال البروفيسور كاثبرتسون:” إن الأدلة المبدئية تشير إلى تفضيل الكثير للعمل المرن، حيث يمكن للعاملين الاختيار بين المنزل والمكتب في يوم أو أسبوع معين لتلائم الاحتياجات التنظيمية”.

و قال البروفيسور كاثبرتسون: “أشارت دراسة استقصائية شملت 5000 من البالغين العاملين في المملكة المتحدة في أوائل عام 2021 إلى وجود دعم كبير للعمل من المنزل”.

 وأعرب حوالي 50 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع عن تفضيلهم للعمل من المنزل لمدة تتراوح بين يومين وأربعة أيام في الأسبوع، في حين أن 20 في المائة سيستمرون بسعادة في العمل من المنزل لمدة خمسة أيام في الأسبوع.

 كما قد زاد دعم العمل المرن جزئيًا لأن الجائحة قد قللت من وصمة العار المرتبطة سابقًا بالعمل عن بُعد الذي كان عذرًا لـ “التهرب”.

الاستفادة من ساعات إضافية في اليوم

 وأوضح البروفيسور كاثبرتسون الجانب الإيجابي و ذلك انه من الفوائد التي لا يمكن إنكارها للعمل المرن للموظفين تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة.

“يعتمد التوازن بين العمل والحياة كثيرًا على وقت التنقل وجودة التنقل. في المملكة المتحدة، يستغرق وقت التنقل حوالي 60 دقيقة في اليوم و 80 دقيقة في اليوم للتنقل في لندن. ولا تؤدي ساعة الذروة للتنقل في رحلات السكك الحديدية والطرق المزدحمة إلى زيادة الإنتاجية”.

“وبالتالي، يستغل الناس وقتهم بشكل أكبر خارج المكتب”. وكشفت دراسة استقصائية شملت 10000 عامل أمريكي العام الماضي أن حوالي 35 بالمائة من وقتهم الذي قاموا بتوفيره قد أعيد تخصيصه لوظائفهم الأساسية، و 8 بالمائة لوظيفة ثانوية، و 30 بالمائة لزيادة أوقات الفراغ مثل مشاهدة التلفزيون، والقيام بأنشطة خارجية مثل التمارين الرياضية، مع تخصيص الباقي للأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.

 “فقط من هذه الأرقام يمكننا أن نرى بوضوح الفوائد التي تعود على العاملين”.

المنظمات لا تزال مسؤولة عن بيئة العمل

 بينما يرى الموظفون الامتيازات الملموسة للعمل بعيدًا عن المكتب، يعتقد البروفيسور كاثبرتسون أنه ستكون هناك مسؤولية متزايدة على أصحاب العمل.

 “خلال الأشهر القادمة سيكون هناك ارتفاع في التكاليف التنظيمية، بما في ذلك جدولة العمل الجديدة، وتغييرات في تخطيط المكاتب، والمزيد من المناطق المشتركة التفاعلية.

سيتعين على الشركات أيضًا التأكد من أن ظروف العمل والمعدات في المنزل مناسبة لعمالها، وأن تقليل التفاعلات المباشرة بين الموظفين والإدارة لا يؤدي إلى تدهور فرص ترقيتهم.

فعلى سبيل المثال، يمكن تشجيع الموظفين الجدد وأصحاب الأداء المنخفض على قضاء وقت أطول في المتوسط ​​في مكان عملهم المحدد مقارنة بالعاملين الدائمين”.

كيف سيؤثر العمل من المنزل على الاقتصاد؟

 أبرزت التقارير سرعان ما أصبحت المراكز الرئيسية، مثل: ” كناري وارف” مهجورة نتيجة للتحول الوبائي.

 يتوقع البروفيسور كاثبرتسون مزيدًا من التغييرات في أنماط المعيشة والإنفاق نتيجة للعمل المرن.

 “مع الكم الهائل من الأعمال في المنزل، سيكون هناك انخفاض في الإقبال على مراكز المدن، وسيحل محله زيادة الإنفاق عبر الإنترنت، مما يصاحب ذلك زيادة في النشاط الاقتصادي في الضواحي.

ستستفيد المدن الصغيرة والمناطق الريفية حول المدن الكبيرة مقارنة بمراكز المدن نفسها. وقد تنقل الشركات أيضًا بعض أماكن عملها الأساسية من مراكز المدن إلى القرى وأماكن البيع بالتجزئة للاستفادة من الإيجارات الأرخص.

 كما قد تسمح بعض الشركات بالعمل من المنزل لمدة ثلاثة أيام أو أكثر في الأسبوع، مما قد يؤدي إلى انتقال الموظفين إلى أماكن أبعد حيث تكون أسعار المنازل والإيجارات أقل تكلفة.

“قد يؤدي تقليل استخدام المكاتب في وسط المدينة إلى انتقال إلى المباني السكنية، كما اُقترح مؤخرًا مع “مدينة لندن”. وفي الوقت ذاته، قد يجذب انخفاض إجارات الأماكن التجارية الشركات الناشئة الإبداعية حيث يكون التفاعل المباشر أكثر أهمية.

ستستمر المدن الكبيرة، ولكن سيتقلص النشاط الاقتصادي اليومي ولا سيما في البيع بالتجزئة والضيافة. وسيولد النقل العام إيرادات أقل وقد يتطلب دعمًا متزايدًا، بينما ستتلقى السلطات المحلية معدلات أقل في الأعمال التجارية مما قد يشكل عاملًا حافزًا للتغييرات في الضرائب المحلية”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: فاطمة الخميس

تويتر: fatimaal_k

مراجعة: منيرة المطيري

تويتر: @muneerah2006


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!