انتشار الاكتئاب والقلق والوحدة بين الطلبة الجامعيين

انتشار الاكتئاب والقلق والوحدة بين الطلبة الجامعيين

29 يونيو , 2021

ترجم بواسطة:

نوره الثنيان

دقق بواسطة:

زينب محمد

بقلم: الدكتورة سارة كيتشن لبسون، باحثة في الصحة النفسية في جامعة بوستن ومحققة رئيسية مشتركة في موقع شبكة العقول الصحية على مستوى البلاد.

في استفتاء أجرته باحثة من جامعة بوسطن الأمريكية والتي تضم ما يقارب ٣٣ ألف طالبًا جامعيًا في أنحاء البلاد، يكشف أن نسبة تفشي الاكتئاب والقلق بين الشباب في تزايد مستمر، حيث وصل الآن أعلى مراحله، نظراً لعوامل الضغط المتزايدة من جائحة كورونا والاضطرابات السياسية والعنصرية النظامية وعدم المساواة.

وقالت الباحثة في استفتاء لها نُشر في الحادي عشر من شهر فبراير لعام ٢٠٢١، والذي أجرته عن بعد في فصل الخريف لعام ٢٠٢٠ عبر موقع منظمة شبكة العقول الصحية: ” أثبت الفحص إصابة نصف الطلاب بالاكتئاب والقلق”.

وأوضح الاستفتاء كذلك بأن ٨٣ بالمائة من الطلاب صرحوا بأن صحتهم النفسية أثرت سلباً على أدائهم الأكاديمي خلال الشهر الماضي، ويعاني ثلثي الطلاب الجامعيين من الوحدة والعزلة – وهو معدل انتشار عالي يعكس حجم التغيرات الناجمة من الوباء والتباعد الاجتماعي مما أدى إلى ضرورة الحد منها.

وقالت لبسون، وهى أستاذة مساعدة في قانون الصحة والسياسة والإدارة في كلية الصحة في جامعة بوسطن:” إن نتائج الاستطلاع تؤكد الحاجة الماسة إلى إنشاء كلية وتعيين أعضاء هيئة تدريس جامعي وفقاً لآليات تخدم متطلبات الصحة النفسية للطلاب”.

ويجب أن تكون الكلية مرنة في المواعيد الزمنية المحددة، وتذكّر الطلاب بأن موهبتهم لا تقتصر على حصولهم على معدل عالي في فصل مليء بالعقبات.

وأضافت بأنه يمكن للمدربين النفسيين الحفاظ على صحة الطلاب النفسية، وذلك من خلال جدولة تسليم الواجبات في موعد أقصاه الساعة الخامسة مساءً، بدلاً من تسليمها قبل الساعة التاسعة أو حتى منتصف الليل، حيث أن هذا الوقت يجعل الطلاب يسهرون ويحرمهم من النوم المفيد وذلك لإنجاز التكاليف المستحقة.

ويسعى المدربون الذين يلاحظون تغيب أحد الطلاب عن الدروس إلى الوصول إليه مباشرة للاطمئنان عليه، لاسيما طلاب الفصول الصغيرة التي يكون غياب الطالب فيها ملحوظاً أكثر من الفصول الكبيرة.

وأضافت: ” يستطيع المدربون إرسال رسائل واسعة النطاق بين الفصول، حتى إلى الفصول الكبيرة حيث تكون التوعية الفردية فيها أصعب، وذلك لإيصال فكرة اهتمام المدربين النفسيين بطلابهم”.

وقالت: “يجب أن يضع المدربون في اعتبارهم بشكل حاسم أن أعباء الصحة النفسية مختلفة تبعاً لتركيبات الطلاب السكانية، ومن المحتمل أن الطلاب ذو البشرة المختلفة والدخل المنخفض يعانون كثيراً من ألم فقدان عزيز عليهم بسبب جائحة كورونا”. وعلى الأرجح أنهم يواجهون ضغوطات مالية أكثر من غيرهم. وبإمكان هذه العوامل أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية وعلى الأداء الأكاديمي بعواقب وخيمة.

وفي مستوى أعلى بين الكليات والجامعات، أضافت لبسون بأنه يجب على المدراء أن يركزوا على تزويد الطلاب بخدمات الصحة النفسية التي تشدد على أهمية الوقاية والتكيف والمرونة النفسية.

وكشفت بيانات الاستطلاع الذي أُجري في فصل الخريف لعام ٢٠٢٠ عن “فجوة علاجية ” ملحوظة، وتعني أن العديد من الطلاب الذين لم يتلقوا أي من خدمات الصحة النفسية، كان فحصهم إيجابيًا في تعرضهم للاكتئاب والقلق.

وقالت لبسون: “غالباً، سيضطر الطلاب إلى طلب المساعدة عندما يجدون أنفسهم في أزمة صحية نفسية تتطلب موارد عاجلة”0 ولكن كيف بإمكاننا أن نطلق أنظمة لتعزيز الصحة النفسية قبل أن يصلوا لتلك المرحلة؟ واقترحت قائلة: ” يجب على الطلاب أن يتلقوا التعليم في الصحة النفسية، والطريقة المثلى لذلك هى أن تكون دراستها كجزء من متطلب في المنهج الدراسي”.

وقالت: “يجب أن أنوه على أن مخاطر الصحة النفسية المتزايدة لا تقتصر على البيئة الجامعية، إضافة إلى أن نتائج الاستطلاع متوافقة مع العزوف عن الصحة النفسية بنطاق واسع بين المراهقين والشباب- واعتقد أن الصحة النفسية تزداد سوءاً بين السكان الأمريكيين، حيث أننا الآن نجمع معلومات حول هذه التوجهات أكثر من قبل”.

وأشارت لبسون: ” نعلم أن وصمة الصحة النفسية في انحدار، وهذا أحد أكبر الأسباب التي ساعدتنا في جمع معلومات أفضل، وأصبح الناس أكثر وعيًا ويتناقشون كثيراً في هذه المسألة، وبمقدورنا أن نتعرف على الأشخاص الذي يعانون منه بشكل جيد.

ويرجع السبب وراء تفاقم مشاكل الصحة النفسية بين الأمريكان بشكل واسع إلى عدة عوامل منها تفشي الجائحة وتأثير برامج التواصل الاجتماعي وانحياز القيم المجتمعية التي تأثرت بالمحفزات الخارجية (كمهنة ناجحة أو جني الأموال وجذب عدد أكبر من المتابعين والإعجابات) بدلاً من المحفزات الداخلية، كأن تكون عضواً فعالاً في المجتمع.

وتعتبر الوطأة الثقيلة التي تطرأ على الضغوطات الاقتصادية الأساسية ماهى إلى أعباء زائدة، مشيرة إلى أن قرض الطالب مكلف جداً وكلما تراكمت الديون على الطالب، أصبحت أكثر عرضة للقلق. وتشير الدراسة إلى أن الانتحار يرتبط مباشرة بالرفاه المالي.

وتؤكد لبسون بأن التعليم العالي بيئة مهمة يمكن أن تحدث الوقاية والعلاج فارقاً فيها، بدليل أن أكثر من ٢٢ مليون من الشباب ملتحقين في الكليات والجامعات الأمريكية  وأن سنوات الجامعة التقليدية الحياتية متوافقة مع بداية الأمراض النفسية الدائمة.

ومن جانب مشرق يحتمل حدوثه، فقد تبين من خلال الإستفتاء أن وصمة العار في الصحة النفسية تتلاشى شيئًا فشيئًا، وقد كشفت النتائج بأن ٩٤ بالمائة من الطلاب قالوا بأنهم لن يحكموا على شخص بمجرد أنه طلب المساعدة في الصحة النفسية، وأوضحت لبسون فيما بعد بأن ذلك يعد مؤشرًا مرتبطًا بالطلاب الذين يسعون إلى مساعدة أنفسهم أثناء مرورهم بأزمة شخصية. وخلافاً لذلك، يقول نصف الطلاب أنهم يدركون أن البعض ربما يعاملونهم بشفقة إذا طلبوا منهم المساعدة.

” كم أننا مولعين بانتقاد أنفسنا ونقسوا عليها أكثر مما يفعله الآخرين، ونتقبل ذلك تفادياً لوصمة العار الشخصية، يجب أن يدرك الطلاب أن رفاقهم لا يحكموا عليهم بذلك”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: نورة سليمان الثنيان

تويتر: none05555@

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!