خطر إعادة استخدام العدسات اللاصقة لأكثر من ثلاث مرات يهدد بإصابة العين بعدوى نادرة يمكن الوقاية منها

خطر إعادة استخدام العدسات اللاصقة لأكثر من ثلاث مرات يهدد بإصابة العين بعدوى نادرة يمكن الوقاية منها

22 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين محمد علي

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

أوضحت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين بكلية لندن الملكية (UCL) ومستشفى مورفيلدز للعيون أن مستخدمي العدسات اللاصقة القابلة لإعادة الاستخدام معرضون للإصابة بعدوى نادرة للعين تهدد بفقدانهم للبصر بنحو أربعة أضعاف مقارنةً بمستخدمي العدسات اللاصقة اليومية ذات الاستخدام الواحد.

وبيَنت الدراسة الإفرادية المنشورة بالمجلة الدورية لطب العيون (Ophthalmology) وحددت العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب القرنية الشوكميبي، ومن بينها إعادة استخدام العدسات اللاصقة، أو استخدامها أثناء الاستحمام، أو ارتداؤها أثناء النوم.

ما هو التهاب القرنية الشوكميبي؟

التهاب القرنية الشوكميبي هو نوع من أنواع التهاب القرنية البكتيري (أي عدوى بالقرنية) وهي حالة ينتج عنها التهاب بالقرنية (الطبقة الخارجية الشفافة التي تحمي العين).

صرّح الأستاذ جون دارت، الباحث الرئيسي للدراسة -بمعهد طب العيون بكلية لندن الملكية ومستشفى مورفيلدز للعيون التابعة لمؤسسة أمانة خدمات الصحة الوطنية- قائلًا: “لقد لاحظنا زيادةً في عدد الحالات المصابة بالتهاب القرنية الشوكميبي في إنجلترا وأوروبا خلال السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن العدوى ما تزال نادرة الحدوث إلا أنه يمكن الوقاية منها بل وتستدعي استجابة الصحة العامة”.

تجدر الإشارة إلى أن العدسات اللاصقة آمنة بدرجة عالية، ولكن يمكن أن تحمل خطرًا بسيطًا للإصابة بالتهاب القرنية الميكروبي -الذي غالبًا ما تسببه البكتيريا- ويمثّل ذلك الخطر الوحيد الذي يهدد بفقدان البصر نتيجة لاستخدام العدسات اللاصقة. وبما أنه قد وصل عدد مستخدمي العدسات اللاصقة نحو 300 مليون شخص على مستوى العالم فمن الضروري أن يتعرفوا على السبل المتاحة للحد من مخاطر التهاب القرنية.

ما مضاعفات هذا المرض؟

يُعد استخدام العدسات اللاصقة السبب الرئيسي للإصابة بالتهاب القرنية الميكروبي في الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة في بلدان شمال الكرة الأرضية. وعلى الرغم من أن فقدان البصر نتيجة لالتهاب القرنية الميكروبي هو أمر غير شائع، إلا أن ميكروب الشوكميبا -هو سبب نادر الحدوث ولكنه بالغ الأثر- يعد أحد المسببات المسؤولة عن فقدان البصر لنصف الحالات تقريبًا من مستخدمي العدسات اللاصقة بعد إصابتهم بالتهاب القرنية.

 كما تصيب تلك العدوى النادرة شخصًا واحدًا من إجمالي 20,000 مستخدم للعدسات اللاصقة سنويًا بالمملكة المتحدة، ويمكن تجنب مخاطر الإصابة بالتهاب القرنية في %90 تقريبًا من الحالات المصابة.

تُعرَف الشوكميبا بأنها طُفيل دقيق يكوّن أكياسًا خلال دورة حياته، وعندما يصيب العين يسبب ألمًا والتهابًا بالقرنية، فيما يُعرف باسم التهاب القرنية الشوكميبي.

 تمثّل حالات الإصابة الشديدة نحو ربع إجمالي عدد الحالات، وتنتهي بضعف البصر بنسبة %25 أو فقدانه تمامًا بعد الإصابة بالمرض وبداية رحلة العلاج المطولة. ويحتاج نحو %25 من الأشخاص المصابين إلى زراعة القرنية لعلاج المرض أو استرداد البصر.

دراسة جديدة ترجح استخدام نوع من العدسات دون الآخر

في هذه الدراسة الإفرادية المقترنة بحالات ضابطة، أخضع الباحثون أكثر من 200 مريض من مستشفى مورفيلدز للعيون الذين استكملوا الاستبيان ومنهم 83 مريضًا بالتهاب القرنية الشوكميبي، وبالمقارنة مع المجموعة الضابطة (غير المصابة) التي تكونت من 122 مشارك توجهوا لزيارة عيادات الرمد بشكوى من حالات أخرى.

حيث بيّنت الدراسة أن مستخدمي العدسات اللاصقة المتعددة الاستخدام (مثل الأنواع الشهرية) كان لديهم فرصًا أعلى للإصابة بالتهاب القرنية الشوكميبي بنحو 3,8 مرات مقارنةً بمستخدمي العدسات اللاصقة اليومية ذات الاستخدام الواحد. وزدات احتمالات الإصابة بالتهاب القرنية الشوكميبي بنحو 3,3 مرات أكثر عند الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة أثناء الاستحمام، وارتفعت فرص الإصابة بالمرض بنحو 3,9 مرات لدى الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة أثناء النوم.

أما بالنسبة لمستخدمي النوع اليومي فأظهرت النتائج إن إعادة استخدام العدسات يزيد من فرص إصابتهم بالعدوى ويمكن تقليل فرص الإصابة بالعدوى عند اللجوء لفحص للعدسات عند المتخصص الطبي.

إحصائيات مهمة على ارتفاع نسب العدوى

بالإضافة إلى نتائج هذه الدراسة ومع إجراء المزيد من التحليل، استنتج الباحثون إن من بين %30 إلى %62 من الحالات المصابة بالمملكة المتحدة وبلدان أخرى يمكن أن نمنع إصابتهم بالعدوى إذا تحول الأشخاص إلى ارتداء النوع اليومي ذي الاستخدام الواحد بدلًا من النوع المتعدد.

أظهرت الدراسة الحديثة التي أجراها البروفيسور دارت أن هناك انتشارًا لحالات الإصابة بالتهاب القرنية الشوكميبي بالمملكة المتحدة، وبمراجعة بيانات الإصابة الواردة من مستشفى مورفيلدز للعيون من عام 1985 إلى 2016، وجد البروفيسور وفريقه أن عدد الحالات بدأ في الارتفاع من 8-10 حالات سنويًا في الفترة بين عام 2000-2003 حتى وصل إلى 36-65 حالة سنويًا مع انتهاء فترة الدراسة.

كيف نحد من خطر الإصابة بالتهاب القرنية؟

صرّحت نيكول كارنت، الباحثة الأولى للدراسة والأستاذ المساعد بجامعة نيو ساوث ويلز، ومعهد طب العيون بجامعة لندن الملكية بالتعاون مع مستشفى مورفيلدز للعيون- قائلةً: “أوضحت الدراسات السابقة أن هناك رابطًا بين الإصابة بالتهاب القرنية وارتداء العدسات اللاصقة أثناء السباحة في البحيرات، أو حمامات السباحة العامة، أو أحواض الاستحمام الساخنة، وفي هذه الدراسة أضفنا الاستحمام العادي للقائمة، وبشكل عام تجنب التعرض للماء أثناء ارتداء العدسات اللاصقة.

 وتستطيع سلطات السواحل ومسؤولو حمامات السباحة العامة أن يساعدوا في تقليل خطر الإصابة بالمرض إذا ما أكدوا على عدم ارتداء العدسات اللاصقة أثناء السباحة”.

ثم أضاف البروفيسور دارت قائلًا: “يجب أن تحتوي عبوة العدسات اللاصقة على معلومات تخص سلامة استخدام العدسات وتجنب مخاطرها، حتى وإن كان التنويه بملصقات بسيطة يكتب فيها “لا للماء” على كل عبوة، وخاصةً أن غالبية الأشخاص يشترون عدساتهم عبر الإنترنت ودون استشارة المتخصصين.

كما يمكن تجنب العدوى إذا طُبقت إجراءات العناية الصحية البسيطة لاستخدام العدسات اللاصقة، مثل غسل اليدين جيدًا وتجفيفهما قبل ارتداء العدسات”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ياسمين محمد علي

لينكد إن: yasmine-m-aly

مراجعة وتدقيق: ريم عبدالله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!