أثر المجتمع على أسلوب الكتابة لدى الأشخاص وتغيّر هوياتهم

أثر المجتمع على أسلوب الكتابة لدى الأشخاص وتغيّر هوياتهم

25 يونيو , 2021

ترجم بواسطة:

أفنان الأسمري

دقق بواسطة:

أفراح السالمي

تكشف الدراسة عن أثر السلوك المعياري الجماعي على أسلوب كتابة الشخص، وأن الأشخاص يغيرون أسلوب كتابتهم كي يقنعوا القراء، وقد يكون ذلك مبني على هوية المجتمع الذي يؤثرعليهم في ذلك الوقت.

يقول علماء النفس إن التغييرات البسيطة التي تحدث لأسلوب الكتابة لشخص معيّن تدل على مجتمعه الذي ينتمي إليه في تلك اللحظة. 

إن المجتمع هو الأساس في هوية الشخص، وأغلبية الأشخاص هم أجزاء من جماعات مختلفة تتشارك الصفات والاهتمامات – تتراوح من المجتمعات المحلية إلى الهوية الوطنية.

وحينما ينتمي الشخص إلى مجتمع معيّن في موقف ما، يميل سلوكه إلى إتباع معايير مجتمعه بحيث يتصرف “بشكل مناسب بالنسبة لمجتمعه”.

هذه الدراسة من “جامعة لانكستر”، و”جامعة إكستر”، و”جامعة إمبريال كلية لندن”، و”جامعة كلية لندن”- والتي توضح أن السلوك الطبيعي للمجتمع يؤثر في اسلوب كتابة الشخص، وأنه من خلال تقييم أسلوب الكتابة يمكن الكشف عن أي المجتمعين لها أثر على شخص ما أثناء كتابته لقطعة معينة – مع واقعية بنسبة ٧٠٪؜ -.

نُشرت الدراسة في مجلة بحث مناهج السلوك بعنوان: “(ASIA) التقييم التلقائي للهوية المجتمعية باستخدام الأسلوب اللغوي”.

وقد قال البروفسور “مارك ليڤين” من جامعة لانكستر: يُظهرعملنا أنه من الممكن رؤية التغييرات في الطريقة التي يفكر بها الناس فقط من خلال الطريقة التي يكتبون بها، وتظهر هذه العلامات التي توضح الهوية حتى عندما نتحكم بالموضوعات التي قد يكتب عنها الشخص، أو حتى أين يكتبونها، ويعتبر هذا التقييم تقدماً مهماً في دراستنا للهوية النفسية والتي تشكل السلوك”.

ولإثبات الفرضية، ‏درس الباحثون كيف يغير الآباء والأمهات بما في ذلك النسويات طريقة كتابتهم عندما يغيرون هويتهم في منتديات مجهولة على الإنترنت.

تقول الدكتورة ميريام كوشاتريس من جامعة إكستر: “الناس ليسوا شيئاً واحداً – نحن نغير هويتنا ومن نحن من موقف إلى آخر، وفي وضعنا الحالي كثير من الناس بحاجة للتبديل من كونهم أمهات أو آباء إلى موظفين، وذلك للتوفيق بين الدراسة من المنزل والاهتمام بالأطفال والتزامات العمل”.

وتقول:” إن التبديل بين الهويات يؤثر على السلوك بطرق كثيرة، وفي الدراسة تتبعنا الهوية المستعملة من خلال التركيز على اللغة، ووجدنا أن الناس لا يغيرون اسلوب كتابتهم فقط لإثارة إعجاب القرّاء – بل يغيرونه بناءً على هوية المجموعة التي تؤثر عليهم في ذلك الوقت، لذلك عندما طلبنا من الأشخاص في إحدى التجارب أن يفكروا في أنفسهم كآباء ، فإن اسلوب لغتهم عكس ذلك “.

وقد تجنبت الدراسة كلمات “المحتوى” (قد يذكر أحد الوالدين “رعاية الأطفال” على سبيل المثال)، وركزت على الأسلوب، بما في ذلك استخدام الضمائر والكلمات “الفكرية” والكلمات التي تعبر عن المشاعر.

وتعليقًا على هذه الطريقة يقول الدكتور كوشاتريس: “نركز حاليًا على الصحة العقلية، إنها الطريقة الأولى التي تتيح لنا دراسة كيفية وصول الأشخاص إلى هويات مجتمعية مختلفة خارج المختبر على نطاق واسع وبطريقة علمية، فعلى سبيل المثال تشرح لنا هذه الطريقة فهم كيفية اكتساب الناس هويات جديدة مثلما يكتسب الشخص هوية الوالدين إذا رزقت بطفل، وما إذا كانت الصعوبات في “الدخول” في هذه الهوية قد تكون مرتبطة باكتئاب ما بعد الولادة والقلق، كما يمكن أن تساعد هذه الدراسة في توجيه السياسات في هذا المجال وفي العديد من المجالات الأخرى “.

وجدت هذه الدراسة أن الهويات المجتمعية تؤثرعلى الأفكار والمشاعر والسلوك، في سياقات العمل إلى التعليم إلى النشاط السياسي، وأن البحث مستمر لفهم مدى تحكمنا في التبديل بين الهويات المختلفة – والتي يُعتقد أن معظمها ناتج عن السياق الاجتماعي.

يقول الدكتور كوشاتريس:” إنه قد يكون من الممكن التلاعب بالإشارات التي تؤدي إلى تبديل الهوية بالذهاب إلى موقع مرتبط بالهوية، على سبيل المثال، قد يجد الطلاب أنه من الأسهل الكتابة “بأسلوب أكاديمي” عندما يكونون في المكتبة بدلاً من المقهى”.

المصدر : https://neurosciencenews.com

ترجمة : أفنان الأسمري

تويتر: @justbnaz

مراجعة: أفراح السالمي

تويتر:@fara7alsalmi


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!