اصنع نقلة في شخصيتك عن طريق هاتفك الذكي

اصنع نقلة في شخصيتك عن طريق هاتفك الذكي

7 مايو , 2021

ترجم بواسطة:

هند عادل

دقق بواسطة:

زينب محمد

أفاد الباحثون أن تطبيق واحد من هاتفك الذكي لديه القدرة على تغيير الخصال غير المحببة في شخصيتك خلال ثلاثة أشهر فقط.

المصدر: جامعة زيورخ

أظهر فريق بحث دولي تابع لجامعة زيورخ أن استعمال تطبيق واحد من جهازك الذكي على مدارٍ يومِيّ لمدة ثلاثة أشهر يؤدي إلى إحداث نقلةٌ فارقة في شخصية الفرد، ومن الممكن أن تلازمه هذه التغيرات حتى بعد التوقف عن استعماله! فما مدى سرعة تغيُر خصال الشخصية؟ 

تُعتبر خصال الشخصية أنماط من تجارب وسلوكيات قد تتغير على مدى السنين: كالضمير، ومقدرة الفرد على الاختلاط اجتماعيًا مع الآخرين. فالتغيرات الشخصية تتشكل وتستجيب بشكلٍ بطئ خطوةً بخطوة على حسب متطلبات المجتمع أو البيئة المحيطة بمعنى أصح،  ولكن ما لم يتم إثباته هو ما إذا خصال الشخصية تتأثر نفسيًا في مدة قصيرة أم لا. وتم التحقق من هذا التساؤل عبر منهجية تقنية بحتة أشرف عليها باحثون من شتى الجامعات: زيورخ، سانت غالن، براندايس، إلينوي، وبالإضافة إلى المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.

 أُدرجَ في الدراسة حوالِ 1500 مشترك، و زوِّدَ معهم لمدة ثلاثة أشهر أحدث تطبيق في عالم الأجهزة الذكية ليتم تقييم ما إذا خصال الشخصية الخمس تتغير أم لا، وما يتم اختباره تحديدًا هو: مدى الوضوح، الضمير، القدرة على الاختلاط اجتماعيًا مع الآخرين، التفاهم، وحدود التأثر العاطفي. يشتمل التطبيق على أساسيات تبادل المعرفة، تنشيط السلوكيات والموارد، الانعكاس الذاتي، بالإضافة إلى خانة لكتابة الملاحظات حول التحديثات الجديدة، وخلال ذلك كله يتم التواصل عن طريق المدرب الرقمي أو ما يطلق عليه بقناة دردشة آلية. وكان لهم دور فعال في مساعدة المشتركين بشكل يومِ للحصول على التغيرات المطلوبة.

تطورٌ ملحوظ خلال ثلاثة أشهر

صرّح الغالبية العظمى من المشتركين برغبتهم في القضاء على ضعفهم العاطفي، تقوِّية ضمائرهم، والتحرر من القيود التي فرضتها عليهم الانطوائية، وكل من شارك في هذه الدراسة لأكثر من ثلاثة أشهر شهد تغير مُرضيّ بالفعل! ولكن لن ينطبق نفس الكلام على من استمر لمدة شهرين فقط.  

 أما فيما يتعلق بملاحظة هذه التغيرات سواءً من قبل أفراد العائلة أو بعض الأصدقاء المقربين، فإن ذلك يعتمد على ما يريده الفرد، فالمشترك الذي أراد تقوية خصلة شخصية معينة سوف يلاحظ عليه الآخرون تغيرات خارجية ملموسة، عكس الذي كان هدفه القضاء على خصلة سلبية كالضعف العاطفي مثلاً والسبب يعود إلى كينونة هذه الخصلة، فمن كان يرغب بالقضاء على إحساسه بالضعف لن يُشهدَ عليه تغيرات خارجية مادام أن إحساسه داخلي.

أفادت ماثياس اليماند، أستاذة الطب النفسي في جامعة زيورخ: ” أن المشاركون وأصدقاؤهم كذلك قد أثبتوا حقيقة استمرارية التغيرات في خصال الشخصية حتى بعد ثلاثة أشهر من تاريخ انتهاء الدراسة، والفضل يعود لاستخدامهم التطبيق المحدد”.

“هذه النتائج المذهلة تُبرهن لنا إن الانسان ليس محكومًا عليه قصرًا بشخصية معينة وحسب، بل يستطيع عمدًا إجراء تغيرات في أنماط سلوكه”.

دورها المهم في تعزيز الصحة والوقاية

تشير الدراسات أيضًا إلى أن سرعة التطور الملحوظ في كيان شخصية الفرد من المحتمل أن يتضاعف أكثر مما اعتقدنا سابقًا، كما وضحت ميرجام ستيجر، الكاتبة الأولى من جامعة براندايس في الولايات المتحدة والحاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة زيورخ: “أن عملية التغيير المصاحبة بأدواتٍ تقنية من الممكن استعمالها يوميًا”.

 لكن مع ذلك، لا يمكن الاستغناء عن أدلة مثبتة لقياس مدى كفاءة التدخلات التقنية، فعلى سبيل المثال ليس من الواضح لنا ما إذا هذه النتائج الملحوظة ستكون للأمد الطويل أم لفترة معينة وتنقضي؟

إن النتائج الحالية ليست مهمة بالنسبة للبحوث فحسب، بل يمكن أيضاً أن تُطبق في مجالات مختلفة من الحياة كمجال تعزيز الصحة والوقاية، مثل هذه التطبيقات بإمكانها أن تُثري موارد الفرد فيما يتعلق بالأساليب التي يتبعها الناس في مواجهة بعض المواقف، بالإضافة إلى خصال الشخصية كالضمير، كل تلك الأشياء تعتبر عامل مؤثر على نمط الحياة الصحي بشكلٍ عام.

المصدر: https://neurosciencenews.com/

ترجمة: هند عادل

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!