ماذا یعني “فقدان الوعي” على وجه التحدید؟ ومتى یكون مقلقاً؟

ماذا یعني “فقدان الوعي” على وجه التحدید؟ ومتى یكون مقلقاً؟

4 مارس , 2021

ترجم بواسطة:

لمياء محمد

دقق بواسطة:

فاطمة العايدي

معظم الحالات غیر ضارة ولكن، التعامل السریع قد ینقذ حیاة.

شاهدنا في الأفلام عندما یسمعون خبراً صادماً یفقدون لأثرها الوعي، وهذه الحالة تحدث كثیراً وجداً، حتى أنه یصاب بها حوالي ثلث عامة الناس، ولیست الأخبار الصادمة وحدها السبب فثمة أسبابًا مختلفة لغیاب الوعي، حیث یشعَر بالدوار بداءةً ثم ضعف في الرؤیة وحاسة السمع، إلى أن تجد نفسك مستیقظاً في مكان غیر متوقع ساقطاً على الأرض مثلاً متسائلاً ما الذي أصابني؟  

الغشیان

“یعرّف الغشیان – المصطلح الطبي لفقدان الوعي – بأنه فقدان مؤقت للوعي، والتحكم في العضلات نتیجة انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ”. وكما یقول طبیب طِب قَلْبِ الأَطْفال بیتر عزیز: “لتوضیح الأمر ببساطة، یحدث فقدان الوعي عندما ینخفض ضغط الدم أو معدل ضربات القلب فجأة”.

وفقدان الوعي لا یعد مرضًا بحد ذاته، ولكنه علامة أو بادرة قد تشیر إلى حالة كامنة باطنیة، ولو أنه نادراً ما یكون فقدان الوعي نذیرًا لمرض یهدد الحیاة مثل اضطراب القلب، إلا أنه ینبغي للمرضى الذین یعانون من نوبات فقدان الوعي مراجعة الطبیب فوراً. متى لا یكون غیاب الوعي مقلقاً؟

السبب الشائع لفقدان الوعي هو ما یسمیه الأطباء بـغَشْيٌ مُبْهَمِي وِعائِيّ أو (هجمة وعائیة مبهمیة)

یوضح الدكتور عزیز: “یحدث ذلك نتیجة لحركة شدیدة في ردود الفعل في الجسم عندما یبالغ الجسم في ردة فعله تجاه بعض المحفزات، مع تغیرات في انقباض الأوعیة وضغط الدم بواسطة الدماغ. وردّات الفعل تلك تكون في الوقوف لفترات طویلة، والجفاف، ورؤیة الدم، والصدمات العاطفیة، والتوتر، وسحب الدم، والخوف من الضرر أو الأذى الجسماني، والإجهاد – مثل حركة الأمعاء (التغوّط) – وحتى تمشیط الشعر، وهذه العلامات لا تقلق الأطباء لأنها غالباً لیست بالخطیرة.

وعند الإصابة بـهجمة وعائیة مبهمية، فإن الأعراضٍ مثل: الدوخة، والصداع، والغثیان، والتعرق، والشحوب، والشعور بالدفء أو السخونة، والتغیرات في الرؤیة و أو السمع، تكون علامات تحذیریة، رغم أن الهجمة الوعائیة المبهمیة عادةً غیر ضارة ولا تحتاج لعلاج، إلا أن الطبیب قد یطلب من المریض الإكثار من تناول السوائل والأملاح، والاستلقاء أو الجلوس حین الشعور بتلك الأعراض.

ومتى یكون مقلقاً؟

في حین أن فقد الوعي العابر أو العرضي غیر ضار، إلا أنه إذا كثرت النوبات لكبیر سن لدیه مخاطر إصابة معینة، قد تشیر إلى مشكلة خطیرة في القلب، فلا ینبغي الاستهانة بفقدان الوعي عندما یقترن بالتمرین أو الإجهاد، أما في فقدان الوعي غیر الخطیر، فعادةً ما یستعید الشخص قبیل غیاب وعیه. ولكن في حال لم یتذكر أي شيء عن الحادثة مطلقاً، فیكون ذلك ناجماً عن عدم انتظام ضربات القلب.

سیختبر الطبیب النظام الكهربائي للقلب من خلال مخطط كهربیة القلب وسیطرح أسئلة حول أفراد العائلة، نظرًا لأن تاریخ العائلة یمكن أن یساعد في تقدیم أدلة أعمق حول ما إذا كان غیاب الوعي غیر خطیر أو كان دلیل على مشكلة أخطر.

یقول الدكتور عزیز: “غالبًا ما یسأل الطبیب عما إذا كان أي شخص في العائلة یعاني من نوبات إغماء أو نوبات صرع أو موت مفاجئ غیر مبرر (مثل الغرق) أو حوادث سیارة فردیة أو نوبات قلبیة في سن مبكرة”.

كل هذه الأسئلة التي تبدو للناظر غریبة یمكن أن تشیر إلى أن عدم انتظام ضربات القلب قد یهدد حیاة الأسرة.

والأشخاص الذین تزید أعمارهم عن 60 عامًا أكثر عرضة لغیاب الوعي -لأسباب تتعلق بالقلب- أكثر من الأصغر سنًا، فلیس من الغریب أن تناول أدویة ضغط الدم بكثرة یخفض معدل الضغط انخفاضا شدیداً، لهذا بمجرد تعدیل الجرعة لتكون مناسبة فسیخف فقدان الوعي.

ومصدر القلق الأكبر هو فقد الوعي الناجم عن نوبات بطیئة أو سریعة، والأخطر هو اضطراب ضربات القلب الذي یسمى تسارع القلب البطیني، أو الاختلاج البطیني: حیث یتوقف القلب عن النبض (یتسابق بطریقة غیر منظّمة) وبعد أربع إلى خمس ثوانٍ، یفقد المریض الوعي ویتوقف عن التنفس والنبض، وهذا ما یسمى بالسكتة القلبیة المفاجئة.

ویحذر الدكتور عزیز: “إذا تركت حالة عدم انتظام ضربات القلب دون علاج، قد تؤدي للوفاة والطریقة الوحیدة لتثبیط عدم انتظام ضربات القلب إذا استمرّ هي استخدام جهاز صدمات القلب الكهربائي الخارجي الآلي”.

إن السكتة القلبیة المفاجئة هي السبب الشائع للوفاة في بلادنا، فمن الضروري معرفة ما إذا كنت تعاني من:

  • تندب في القلب.
  • قصور القلب.
  • ضعف في الكسر القذفي أو (الجزء المقذوف).
  • تاریخ عائلي من الموت المفاجئ في سن مبكر.
  • مرض الشریان التاجي.

إذا أصبت بأي من عوامل الخطر أعلاه، أخبر طبیب القلب حالاً عن نوبات فقدان الوعي التي تصیبك، إذا وجد أنك معرض لخطر الإصابة بالرجفان الأذیني، أو معرضاً لسكتة قلبیة مفاجئة، فیمكن أن ینقذ جهاز إزالة رجفان القلب القابل للزرع حیاتك عند حدوث نوبة ما، حیث یقوم ذلك الجهاز المزروع باستعادة نظم القلب الطبیعي – في غضون ثوانٍ.

ولمَ فقدان الوعي مقلقًا في فصل الصیف؟

خلال فصل الصیف عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة، تكون الأنشطة في الهواء الطلق كثیرة ویمكن أن یتكرر غیاب الوعي بسبب ارتفاع درجة الحرارة والجفاف. یقول الدكتور عزیز: “من المهم أن تظل یقظًا وتكون مستعدًا في حالة حدوث ذلك لشخص تعرفه، على الرغم من أن نوبات فقد الوعي غیر الضارة قصیرة، ویستعید المصابون وعيهم في غضون 10 إلى 15 ثانیة، إلا أنها ما زالت خطیرة ومؤذیة”.

إذا رأیت شخصًا فاقدًا للوعي، فلا تقف مكتوف الأیدي تأكد ما إذا كان واعیاً، وإذا لم یستجب فاتصل بـ 911 حالاً، وابدأ في إدارة الإنعاش القلبي الرئوي.

على الرغم من أن فقدان الوعي شائع إلى حد ما ولا داعي للقلق في معظم الحالات، إلا أن الانتباه والوعي لهذا الموضوع – خاصةً خلال أشهر الصیف الحارقة – قد ینقذ حیاة أحدهم  

 المصدر: https://health.clevelandclinic.org/

ترجمة: لمیاء محمد

تویتر: Lamtranslator

مراجعة وتدقيق: فاطمة العايدي


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!