كيف غيّر كوفيد 19 العالم

كيف غيّر كوفيد 19 العالم

1 مارس , 2021

ترجم بواسطة:

غيثة داودي

دقق بواسطة:

زينب محمد

عُرفت سنة 2020 بجائحة فيروس كورونا، حيث يمكن القول أنها أسوأ جائحة عرفها العالم منذ 100 سنة. كوفيد-19 خلّف أكثر من 75 مليون حالة و1.6 مليون موتى في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من منتصف ديسمبر. هذا المرض أثّر تقريباً في جميع نواحي الحياة، من وظيفة ومدرسة إلى جميع الأنشطة اليومية مثل التبضع للبقالة، وحتى أنه أحدث تغيرات في مخزوننا.

نقدم هنا بعض التغيرات التي خضع لها العالم سنة 2020 إثر كوفيد-19.

مصطلحات جديدة

عدد من الكلمات الجديدة و الجمل دخلت المعجم العام سنة 2020. أُعلمنا بإننا نحتاج ”للتباعد الاجتماعي’‘، أو ترك مسافة 6 أقدام، لكي نستطيع ”تسطيح المنحنى” أو الحد من انتشار الداء لكي نخفف العبء على نظام الرعاية الصحية. أصبح الناس معتادين على مصطلحات وبائية غريبة نسبياً مثل رقم ”الاستنساخ الأساسي” أو الحد الأدنى لعدد الأفراد المعرضين للإصابة بالفيروس نتيجة مخالطة شخص مصاب. وبالطبع اسم المرض بحد ذاته، كوفيد-19، مصطلح جديد، تم تسميته من طرف منظمة الصحة العالمية في 11 فبراير.

إضافة في خزانة الملابس

عنصر الموضة ضروري الاقتناء سنة 2020 هو قطعة الملابس الصغيرة لوضعها على وجهك.

مع الكمامات الطبية قليلة العرض في بداية السنة. هواة الخياطة بدؤا بصنع كمامات منزلية الصنع لمجتمعهم. ثم مصانع الملابس وتجار التجزئة كذلك يضيفون الكمامات لصيحات الموضة. الآن في معظم دول العالم، لا يمكنك ترك بيتك دون ارتداء الكمامة. 

في بادئ الامر، لم يكن معروفاً أن ارتداء الكمامات سيحمينا من فيروس كورونا، لكن مع مرور الزمن، العديد من الدراسات أثبتت فوائد ارتداء الكمامة، بالنسبة لمن يرتديها ومن معه.

القلق والاكتئاب

تسبب الوباء في خسائر فادحة في الصحة العقلية للناس في عام 2020. وجدت دراسة نشرت في أغسطس من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن مستويات القلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية ارتفعت بشكل كبير أثناء الوباء.

لم تستطع الدراسة تحديد سبب ارتفاع حالات الصحة العقلية، لكن العوامل المتعلقة بالوباء، مثل العزلة الاجتماعية وإغلاق المدارس والجامعات والبطالة والمخاوف المالية الأخرى، فضلاً عن خطر المرض نفسه، قد تلعب دورًا في ذلك، كما ذكر الباحثون.

الشرب أثناء الجائحة

ومن الآثار الجانبية الخبيثة الأخرى للوباء زيادة استهلاك الكحول. وجدت دراسة  نشرت في(JAMA Network Open ) أكتوبر 2020 في صحيفة إن استهلاك    الكحول في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفع 14% أثناء الحجر الصحي.  

ذكرت الدراسة أن النساء على وجه الخصوص أبلغن عن زيادة مقلقة في شرب الكحول خلال ربيع عام 2020.

وخلص الباحثون إلى أنه “بالإضافة إلى مجموعة من الارتباطات السلبية المتعلقة بالصحة البدنية، فإن الإفراط في تعاطي الكحول قد يؤدي إلى مشاكل الصحة العقلية القائمة أو يزيدها سوءًا.

الجديد الطبيعي

عندما بدأت الشركات في فتح أبوابها بعد عمليات الإغلاق الأولية، احتاج الناس إلى التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد لتقليل مخاطر انتشار المرض من الأنشطة اليومية. نفذت الشركات سياسات القناع الشاملة. تحول تناول الطعام إلى الهواء الطلق فقط. أصبحت غرف الانتظار شيئًا من الماضي. كنت بحاجة إلى الحجز للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، لكن حُظرت التجمعات والمناسبات الكبيرة بشكل كامل في العديد من المناطق.

على الرغم من عدم وجود طريقة لضمان عدم وجود خطر الإصابة بـ COVID-19، قال المسؤولون إن اتخاذ الاحتياطات قد يقلل من خطر الانتشار. ومع بدء الخريف، أُغلقت العديد من المناطق مرة أخرى وسط ارتفاع حالات COVID-19.

شائعات متفشية

من فكرة أن شرب الكلور يمكن أن يقتل نورو فيروس إلى نظرية أن الفيروس أُنشئ في المختبر كسلاح بيولوجي، أنتجت جائحة COVID-19 موجة من المعلومات المضللة. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات، التي نُشرت في 10 أغسطس في ( American Journal of Tropical Medicine and Hygiene )، أن الوباء أدى إلى ظهور أكثر من ألفي شائعة  ونظرية مؤامرة وتقارير عن التمييز.

يمكن أن يكون لمثل هذه المعلومات الخاطئة عواقب وخيمة، حيث وجد الباحثون في الدراسة الجديدة أن الشائعات المتعلقة بـ COVID-19 كانت مرتبطة بآلاف من حالات العلاج في المستشفيات ومئات الوفيات.

وخلص المؤلفون إلى أنه “يجب على الوكالات الصحية تتبع المعلومات المضللة المرتبطة بـ COVID-19 في الوقت الفعلي، وإشراك المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة الحكوميين لفضح المعلومات المضللة”.

جراء الوباء

مع أوامر بالبقاء في المنزل قدر الإمكان، قرر الكثير من الناس الحصول على صديق فروي أثناء الحجر الصحي.

لقد كانت جائحة الفيروس التاجي نعمة لتبني الحيوانات الأليفة، وخاصةً تبني الكلاب. أفادت العديد من الملاجئ والمربين ومتاجر الحيوانات الأليفة عن زيادة في طلبات اقتناء الكلاب، مع تجاوز الطلب للعرض بكثير، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست. أبلغت بعض الملاجئ عن تضاعف عدد حالات التبني مقارنةً بالعام السابق، وتحتاج إلى اللجوء إلى قوائم الانتظار للتعامل مع الطلب.

ليست هذه أخبارًا جيدة للحيوانات الأليفة التي تحتاج إلى منازل فحسب، بل أيضًا للبشر، نظرًا لأن العديد من الدراسات تظهر أن هناك فوائد للصحة العقلية عند اقتنائك للحيوانات الأليفة، وفقًا لـ NPR.

إغلاق المدارس

يبدو أن الأطفال قد نجوا إلى حد كبير من الآثار الشديدة لـ COVID-19، لكن لا يزال بإمكانهم العمل كناشرين للمرض. اتخذت العديد من المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم قرارًا بالإغلاق في عام 2020، واختارت التعلم الافتراضي بدلاً من ذلك. كانت الأسئلة حول مدة الإغلاق وكيفية إعادة الفتح بأمان موضوع الكثير من النقاشات. مع حلول الخريف مع استمرار إغلاق عدد من المدارس، بدا أن العديد من الأطفال يتخلفون عن التعلم. وجدت استطلاعات الرأي على مستوى الولاية أن ما يقرب من 9 من كل 10 آباء قلقون بشأن تخلف أطفالهم عن المدرسة بسبب الوباء، وفقًا لمؤسسة التعليم التربوي.

 

انبعاثات مخفضة

يبدو أن عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، والتي أدت إلى تخفيف الزحام والضجيج المعتاد في المدن إلى ما يقرب من التوقف، أدت أيضًا إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. وجدت دراسة نُشرت في 19 مايو في مجلة Nature Climate Change أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية اليومية انخفضت بنسبة 17٪ في أوائل عام 2020، مقارنةً بمستويات عام 2019. ويبدو أن هذا يعد أحد أكبر الانخفاضات المسجلة في التاريخ. لكن هذا الانخفاض المؤقت بعيد كل البُعد عن أن يكون كافياً للتراجع عن الآثار الضارة لتغير المناخ من صنع الإنسان.

 كما يقول ريتشارد بيتس، رئيس أبحاث التأثيرات المناخية في مكتب الأرصاد الجوية : “على الرغم من أن هذا من المرجح أن يؤدي إلى أكبر خفض في الانبعاثات منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أنه بالكاد سيؤثر على التراكم المستمر لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي”.

لقاح جديد

عادةً ما يستغرق تطوير لقاح جديد من سنوات إلى عقود. ولكن في إنجاز غير مسبوق، ابتكر باحثون في الولايات المتحدة وعدة دول أخرى لقاحًا لفيروس كورونا، من المختبر إلى التجارب السريرية في أقل من 12 شهرًا. عندما بدأ عام 2020، كان COVID-19 والفيروس المسبب له، SARS-CoV-2، غير معروفين للعلم. ولكن بمجرد التعرف على الفيروس، تحرك العلماء بسرعة للبدء في تطوير لقاح. بحلول منتصف شهر مارس، بدأت التجارب المبكرة على البشر، وبحلول أواخر الصيف، كانت اللقاحات جاهزة لتجارب أكثر تقدمًا مع آلاف المشاركين. في ديسمبر / كانون الأول، اعتمدت الولايات المتحدة لقاحين لـ COVID-19، من شركة Pfizer وModerna، بعد أن أظهرت التجارب نتائج مبهرة. استخدم كلا اللقاحين جزيئات معروفة باسم mRNA لتحفيز الاستجابة المناعية ضد فيروس كورونا، وهي المرة الأولى التي يُصرح فيها باستخدام أي لقاح mRNA في البشر. أُعلن عن اللقاحات على أنها تقدم علمي غير عادي، وأعطيت الجرعات الأولى للعاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة في منتصف ديسمبر الماضي.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: غيثة داودي رغيوي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!