الرعب الوجودي من الحُبسة الكلامية

الرعب الوجودي من الحُبسة الكلامية

1 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

أميرة رضا

دقق بواسطة:

زينب محمد

تخبرنا الحالة الطبية لبروس ويليس كيف يمكن أن نفقد القدرة على الكلام.

في الثلاثون من شهر مارس، كتبت إيما ويليس _ زوجة بروس ويليس_  منشورًا على الإنستغرام نيابةً عن زوجها. أعلنت إيما فيه أن ويليس قد تم تشخيصه بالحُبسة الكلامية، لقد بدأ يفقد قدرته على التحدث، وبالتالي فإنه سيبتعد عن حياته المهنية الرائعة كممثل والتي استمرت أكثر من أربعة عقود.

ما هي الحُبسة الكلامية؟

الحُبسة الكلامية هي حالة طبية تعيق الفهم والتعبير اللغوي للشخص، وتشتمل على ثلاثة أنواع: الحُبسة الاستقبالية، والحُبسة التعبيرية، والحُبسة العامة. يستخدم الأطباء هذا التصنيف لمعرفة الأعراض ولتحديد المنطقة التالفة في الدماغ، ومع ذلك لا تستطيع هذه الأنماط تحديد سبب الحُبسة بدقة، والذي يتراوح بين سبب مفاجئ (مثل إصابات الرأس والسكتات الدماغية) وأشياء أكثر تدرجًا (مثل ورم متنامي أو الخرف المتفاقم)

أنواع الحُبسة الكلامية

لا يستطيع المصاب بالحُبسة الاستقبالية فهم كلام الآخرين أو التعبير عن النفس. للوهلة الأولى يبدو المريض وكأنه يتحدث بسلاسة، ولكن عندما تدقق السمع تدرك أن كلامه ليس منطقيًا، ويتحدث كلام غير مفهوم أو ينطق كلمات لا تتناسب مع السياق العام للكلام.

من المدهش أن المصابين بالحُبسة الاستقبالية يجهلون إلى حد كبير بمرضهم.

في المقابل فإن المصابين بالحُبسة التعبيرية يكونون أكثر دراية بعجزهم من مصابي الحُبسة الاستقبالية، فهم قادرون على فهم اللغة المنطوقة والكتابية، ولكنهم يتحدثون ويكتبون بشكل متقطع وعادةً ما يجدون صعوبة بالغة في إيجاد الكلمات الصحيحة.

المرضى ذوو المهارات اللغوية الأكثر محدودية هم في الغالب مرضى الحُبسة العامة. في هذه الحالة يتعرض مركز الاستقبال والتعبير اللغوي الموجود في المخ للإصابة مسببًا بذلك صعوبة بالغة على القراءة، والكتابة،  وفهم الكلام، والتحدث بسلاسة، ويصبحون غير قادرين على فهم الآخرين أو التعبير عن أنفسهم من خلال الكلمات.

هل يمكنك تخيل عالمًا لا تستطيع فيه التحدث مع أحبائك؟ كم هو مرعب ألا تكون على دراية بمرضك كما في حالة الحُبسة الاستقبالية! وكيف سيكون الأمر مزعجًا إذا استمرت الكلمات على الهروب من بين يديك كما في حالة الحُبسة التعبيرية!

ما الأبعاد النفسية للحُبسة الكلامية؟

قد لا يكون هناك من هو أكثر ملاءمة للإجابة عن هذه الأسئلة من عضوة الكونغرس الأمريكية السابقة غابرييل جيفوردز. في عام 2011 قام رجل بإطلاق النار على جيفوردز وثمانية عشرَ آخرين أثناء اجتماع عضوة الكونغرس بأنصارها.

أصيبت جيفوردز في رأسها، وبعد جهود بطولية وناجحة لإنقاذ حياتها، خضعت للعلاج الجسدي والإدراكي واللغوي على مدار شهور.

استعادت جيفوردز قدرتها على القراءة والتحدث بعبارات قصيرة وأخيرًا تعلمت استخدام جُمل أطول. عادت غابرييل جيفوردز من حافة الهاوية وقامت بالرد على منشور إيما، حيث كتبت: ” اليوم أفكر في بروس ويليس وعائلته، الحُبسة الكلامية تجعل من الصعب عليّ إيجاد الكلمات الصائبة، فهي تشبه أن تكون وحيدًا ومنعزلًا “.

الكلمات وسيلة هامة للتفاعل مع الآخرين وإخبارهم عن حاجاتنا وأفكارنا، وأن تكون بمعزل عن هذه الوسائل المهمة للتواصل يعني انقطاع تواصلك وأنك مجبر على الانعزال عن العالم.

 إنها لحالة محطِمة، وسيكون أمام بروس ويليس وعائلته طريقًا طويلًا وشاقًا. ربما يكون في التعبير العلني عن مصيبتهم وألمهم ما يجعلنا جميعًا نقدّر كل لحظة مع أحبائنا.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: أميرة رضا عبد المحسن

تويتر: amirar951753

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!