السؤال الباعث للراحة الذي قد تنسى أن تطرحه على نفسك

يتحدث المقال عن القلق وسبب حدوثه بيولوجيًا في أجسامنا وعن المكانيكية الدفاعية التي ينتهجها جُزء من الدماغ للتقليل من أثر القلق علينا كما يستعرض المقال أمثلة على الأسئلة التي تسبب لنا القلق ويقدم أيضًا تدريبًا يُساعدنا على التعامل مع القلق بشكل أفضل.

القلق هو نتاج رد فعل من أدمغتنا فعندما تحس بشيء يهددك يُطلق جسمك هرمون القلق -الكورتيزول- الذي يدفع جسمك إلى العمل وهذا ما يسمى بالاستجابة للإجهاد وعند أسلافنا القُدامى كان هذا يعني أن تكون مستعدًا للقتال أو الطيران أو التجمد -التظاهر بالموت- عند مواجهة تهديدات مُخيفة كالنمر سيفيّ الأنياب.

ولحسن الحظ فإننا لانواجه نمور سيفيّة الأنياب في حياتنا الحديثة ولكن التحديات اليومية تقلقنا بشدة وذلك بسبب عقولنا المستجيبة والمتأثرة بعاداتنا القديمة فغالبًا توجه لنا عقولنا القلقة كلمتان تتولان المسؤولية فالعبث بعقولنا (ماذا لو؟) .

أمثلة على أسئلة (ماذا لو؟) التي نطرحها على أنفسنا في حياتنا اليومية :

– متطلبات العمل : «المدير الجديد متطلب و يبدو من المستحيل إرضائه! ماذا لو فقدت وظيفتي؟»

– ضيق الوقت : «ماذا لو لم أتمكن من الإشراف على تعليم ابني الالكتروني؟ (أو تسجيله في مدرسة حضوريًا) والتواجد في العمل في الوقت المحدد؟»

– الضغوط المُجتمعية : «أنا خائف من هذه الأيام المُربكة التي نعيشها ! ماذا لو انهار هذا البلد؟»

– فيض المعلومات : «أوه! لقد رأيت رسالتك وظننت أنني أجبتك,أسف لهذه الزلة ! ماذا لو استمرت الأشياء تفلت من زمام الأمور ؟»

يمكن لعقلك المفكر ترويض عقلك المستجيب:

ولحسن الحظ هناك جزء أخر من دماغك يُطلق عليها القشرة الجبهية الأمامية وهو جُزء التفكير ومهمته الرئيسية التفكير المنطقي ليساعدك على التحكم في استجاباتك العاطفية للضغوطات حتى لا تتوتر بشدة أو تنفعل ولمعرفة مكان هذا الجزء من دماغك ، ستكون اقرب ما يكون إليه عندما تضع إصبعك على جبهتك.

بإستطاعة هذا الجزء من الدماغ السيطرة على إستجابتُك للتوتر والضغوطات وإبطاء عملية إفراز الكورتيزول عندما يُحدد أن مايفزع لوزتك العصبية -جزء من الدماغ- في الواقع ليس تهديدًا أو عندما يُحدد أن الموقف الذي أنت فيه يُمكن التعامل معه ، وهذا الجزء المُختص بالتفكير المنطقي بعقلك مهم جدًا لمساعدتك في التعامل مع القلق والانفعالات مما يساعدك على اتخاذ خيارات جيدة .

وكما سترى في كثير من الاحيان عندما تتوترعليك أن تتذكر بوعي تام أن تلجأ إلى عقلك المُفكر ليستعيد السيطرة من عقلك المُستجيب.

سؤال السبع كلمات المُنقذ:

والآن بعد إدراكك أن أسئلة (ماذا لو؟) يمكن أن تشغل عقلك فيمكنك أن تستخدم قوة تأثير هذا السؤال لصالحك (ما هو أسوأ شي يمكن أن يحدث؟) لتهدئة عقلك .

التمارين التالية من كتابي الأخير (The anxiety, depression and anger toolbox) للمراهقين ولكن تنطبق على جميع الأعمار :

أغمض عيناك و تفكر في أسئلة (ماذا لو؟) التي عانيت منها في الماضي و تلك التي لا زالت تتبادر إلى ذهنك حتى الآن وأملأ فراغات (ماذا لو؟) أدناه وأثناء قيامك بذلك تفكر في كل (ماذا لو؟) وفكّر كيف تعيقك وبعد ذلك فكر بجدية في سؤال السبع كلمات والذي غالبًا مايُقلل من شأنه رغم انه ترياق للتوتر والقلق : (ماهو أسوأ شي يمكن أن يحدث؟) .

مثال لمساعدتك على البدء:

– ماذا لو فقدت وظيفتي أثناء محاولتي الاعتناء بأطفالي أثناء هذه الجائحة؟

أسوأ شي يمكن أن يحدث هو أنني سأضطر للبحث عن وظيفة أخرى والتي قد تكون مناسبة أكثر لتتوازن مع متطلبات حياتي الحالية .

وحتى لو انتهى بي الأمر إلى الإنتظار لوقت أطول مما كنت أريد للحصول على وظيفة جديدة فمن المفيد تذكير نفسي بالأوقات الماضية عندما اكتشفت كيف أتعامل مع الأوقات الصعبة وفي الواقع فأنا الآن أفكر بشكل منطقي أكثر ، وأعتقد أنني سأبادر بالتحدث إلى مشرفي ونرى ما إذا كان هناك أي طريقة لإتعامل مع الوضع الحالي لصالحي .

أما الآن ، أملأ الفراغات الآتية وأعطِ هذا السؤال ذو التأثير الكبير فرصة لكتابة بعض الضغوطات التي ترغب بالتعامل معها بشكل أفضل.

ماذا لو ……………………………………………………………………………؟

أسوأ شي يمكن أن يحدث …………………………………………………………….

ماذا لو ……………………………………………………………………………؟

أسوأ شي يمكن أن يحدث ……………………………………………………

ماذا لو ……………………………………………………………………………؟

أسوأ شي يمكن أن يحدث ……………………………………………………

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة : شهد أبوساق .

مُراجعة : منصوُر محمد .