الاضطراب المزعج السابق للحيض: فحص الأعراض النفسية

الاضطراب المزعج السابق للحيض: فحص الأعراض النفسية

29 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

نوران حبيب

دقق بواسطة:

زينب محمد

الاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD) هو اضطراب مزاجي حاد يصيب واحدة من كل 20 امرأة. يمكن أن يكون له تأثيرًا منهكًا على حياة المصابات به. يقوم الباحثون بالتحقيق فيه وتقييم خيارات العلاج لهن.

كشفت المغنية ونجمة وسائل التواصل الاجتماعي ديكسي دي أميليو على منصة الانستجرام مؤخرًا أنها مصابة بالاضطراب المزعج السابق للحيض.

حيث شاركت في منشورها، كيف تركت  لها هذه الحالة شعورًا بأنها “لم تعد ترغب في الاستمرار في الحياة” وأشارت أنها لم تشعر “بهذا الإحباط الشديد” من قبل.

ولكن على الرغم من أن الاضطراب المزعج السابق للحيض يؤثر على واحدة من كل 20 امرأة، إلا أن قلة قليلة من الناس يعرفون عنه. هذا يعني أن الكثيرات  -مثل ديكسي دي أميليو- قد يعانين لسنوات دون معرفة سبب هذا الشعور، وقد لا يحصلن على المساعدة التي يحتاجنها. في المتوسط، يستغرق الأمر نحو 12 عامًا قبل أن تتلقى النساء التشخيص الصحيح.

ما هو الاضطراب المزعج السابق للحيض؟

هو اضطراب مزاجي حاد، تعاني بسببه النساء من أعراض نفسية مؤلمة وسيئة في الأسبوع أو الأسبوعين السابقين للدورة.

الاضطراب المزعج السابق للحيض ليس مثل متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، فكلاهما يختلف بقدر كبير في شدته. يعاني ما يصل إلى 80٪ من النساء من أعراض متلازمة ما قبل الحيض، والتي قد تسبب أعراضًا عاطفية وجسدية مثل آلام في الثدي أو الانتفاخ أو البكاء أو حدة المزاج. وعادةً ما يمكن التحكم في أعراض هذه المتلازمة ولا تؤثر بشدة على الحياة اليومية.

وعلى النقيض، فإن الاضطراب المزعج السابق للحيض له تأثير مٌعيق للحياة اليومية، وقد يؤثر حتى على العلاقات الاجتماعية والتعليم والعمل. في حين أن العديد من الأعراض الجسدية هي نفسها أعراض متلازمة ما قبل الحيض.

 ستعاني النساء المصابات بالاضطراب المزعج السابق للحيض من أعراض نفسية أكثر حدة. وتتضمن: التقلبات المزاجية، والشعور باليأس، والقلق، وحدة المزاج، والشعور بالإرهاق، وصعوبة التركيز.

كذلك ستشعر بعض النساء بالاضطراب المزعج السابق للحيض لأول مرة في الوقت الذي تبدأ فيه دورتهن الشهرية. لكن قد تصاب أخريات بهذه الحالة في وقت لاحق، مثل بعد الحمل، أو بعد التوقف عن إرضاع أطفالهم.

على الرغم من أن أسباب الاضطراب المزعج السابق للحيض غير واضِحة تمامًا، إلا أن البحث المستمر يستكشف العديد من الآليات الممكنة. وتشمل العوامل الوراثية، والتعرض طويل الأمد لهرمون البروجسترون وأحد المواد الكيميائية التي يتحلل إليها (ألوبريجنانولون)، والعلاقة غير المنتظمة بين هرموني الإستروجين والسيروتونين، والاختلافات في بنية الدماغ وحتى التاريخ السابق للإصابات.

كيفية علاجه؟

يعاني معظم النساء المصابات بالاضطراب المزعج السابق للحيض من أفكار إيذاء النفس والانتحار. ستحاول واحدة من بين كل ثلاث نساء مصابات بالاضطراب المزعج السابق للحيض إنهاء حياتها. وهذا هو سبب أهمية زيادة الوعي بالحالة، حتى تتمكن المزيد من النساء من الحصول على المساعدة التي يحتاجن إليها.

إذا كنتِ تشكين في إصابتك بمرض الاضطراب المزعج السابق للحيض، فمن المهم زيارة الطبيب العام للحصول على التشخيص. ولكن قبل القيام بذلك، عليكِ تتبع دورتك الشهرية لمدة شهرين على الأقل. فهذا ضروري، لتصبحي قادرة على إظهار أنماط مزاجك الشهرية لطبيبك، وكيف يؤثر ذلك على جوانب مختلفة من حياتك.

 هناك أيضًا العديد من التطبيقات التي يمكنك استخدامها لمساعدتك في القيام بذلك، أو يمكنكِ التسجيل في دفتر يومياتك.

عادةً ما يتم التحكم في الاضطراب المزعج السابق للحيض بعدة طرق مختلفة. قد لا تكون خطة العلاج التي ستقدم لكِ هي نفس خطة العلاج لواحدة أخرى.

يُوصف للعديد مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs). يمكن أن يبدأ مفعولها في غضون ساعات لتحسين الأعراض للنساء المصابات بالاضطراب المزعج السابق للحيض. على الرغم من أنه يمكن تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية كل يوم، إلا أنه لا يمكن تناولها إلا عند عودة الأعراض كل شهر.

علاج شائع آخر، ألا وهو وصف الطبيب لموانع الحمل الهرمونية التي تمنع التبويض، مثل حبوب منع الحمل. فهي تساعد على منع التغيرات الحادة في مستويات الهرمونات التي تؤدي إلى نوبات الاضطراب المزعج السابق للحيض.

قد يُعطى النساء اللاتي لا يستجبن لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أو موانع الحمل الفموية علاجات بديلة، مثل نظائر  هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH)، والتي تضعهن في سن انقطاع الطمث الكيميائي الاصطناعي المؤقت.

العلاج الأخير للنساء اللواتي لم يُجدي معهن خيارات العلاج الأخرى هو استئصال المبيض، حيث يُستأصل المبيضين جراحيًا.

ما الذي تستطيعين القيام به؟

قد يكون من المخيف معرفة أنكِ قد تكونين مصابًة بالاضطراب المزعج السابق للحيض، لكن لحسن الحظ، أن هناك داعمين لكِ. فالجمعية الدولية لاضطرابات ما قبل الحيض، على سبيل المثال، لديها العديد من الموارد الممتازة ليس فقط لك، ولكن أيضًا لأسرتك ولمقدمي الرعاية الصحية. أنها توفر معلومات حول هذا الاضطراب وكيف يمكنك إدارته.

يمكن أيضًا أن يكون دعم الأقران منقذًا. فمعرفة أن لديكِ أشخاصًا تتحدثين معهم عن تجاربك أو اللاتي يمررن بنفس الشيء، يمكن أن يدعمك ويمنحك الأمل. حتى إذا لم يكن لديكِ صديقات يمررن بشيء مشابه، فهناك منتديات دعم خاضعة للإشراف ومجموعات دعم عن طريق الفيديو وعبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكنكِ العثور على مجتمع عبر الإنترنت لنساء أخريات يتعايشن مع الاضطراب المزعج السابق للحيض.

لم يُعرف الاضطراب المزعج السابق للحيض كحالة طبية حتى عام 2013، فهو حديث جدًا كمصطلح طبي. وهذا يعني أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به فيما يتعلق بتحسين تشخيص الحالة وعلاجها.

تعد زيادة الوعي بمرض الاضطراب المزعج السابق للحيض أمرًا بالغ الأهمية لمساعدة النساء على الوصول إلى الدعم المناسب، وأيضًا لتثقيف مقدمي الرعاية الصحية حول أعراضه وخيارات علاجه، ولكن بفضل أشخاص مثل ديكسي دي أميليو، يُحكى أخيرًا عن الاضطراب المزعج السابق للحيض ونأمل أن يؤدي ذلك في النهاية إلى حصول المزيد من النساء على المساعدة التي يحتاجن إليها.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: د. نوران أشرف حبيب

تويتر: nourabhabib

لينكد إن: nouran-habib 

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!