المضادات الحيوية في مرحلة الطفولة المبكرة تبطئ وظيفة العصب الهضمي وتغيّر الميكروبيوم

المضادات الحيوية في مرحلة الطفولة المبكرة تبطئ وظيفة العصب الهضمي وتغيّر الميكروبيوم

7 ديسمبر , 2020

ترجم بواسطة:

مزون الدوسري

دقق بواسطة:

ولاء الظهار

وجدت دراسة جديدة أن تناول المضادات الحيوية في المراحل المبكرة من الطفولة يؤثر سلباً على الجهاز العصبي المعوي والكائنات المجهرية الطبيعية (الميكروبيوم)، مما يبطئ من حركة المعدة والأمعاء ويزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض.

تأثير المضادات الحيوية على العصب الهضمي

وجدت دراسة حديثة أن التعرض للمضادات الحيوية خلال فترة النمو الحرجة في مرحلة الطفولة المبكرة يغير من وظيفة عصب القناة الهضمية والمستعمرات البكتيرية. نُشرت هذه الدراسة في المجلة الأمريكية لفسيولوجيا الجهاز الهضمي والكبد (American Journal of Physiology-Gastrointestinal and Liver Physiology) وكانت من مختارات الجمعية الفسيولوجية الأمريكية (APSselect) لشهر يوليو.

تحتوي القناة الهضمية في الجسم على أكبر تجمع للبكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى ويطلق عليها (ميكروبيوم الأمعاء)، بالإضافة إلى شبكة واسعة تسمى الجهاز العصبي المعوي، يسيطران معًا على عملية الهضم، وحركة الأمعاء، وتبادل السوائل وتدفق الدم إلى الجهاز الهضمي. كما يستمران بالتطور حتى الأشهر الأولى بعد الولادة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انتقال الطفل لمرحلة أكل الأطعمة الصلبة.

أظهرت الأبحاث أن المضادات الحيوية تؤثر على ميكروبيوتا الأمعاء عن طريق تغيير تجمعات البكتيريا المختلفة. وقد تم ربط استخدام المضادات الحيوية في المراحل المبكرة من الحياة وعند الأطفال الخدج خاصة، بزيادة خطر الإصابة بمرض التمثيل الغذائي والسمنة والحساسية. فقد اكتشف الباحثون في هذه الدراسة الحديثة آثار التعرض للمضادات الحيوية على ميكروبيوم الأمعاء والجهاز العصبي المعوي بناءً على العمر.

قام فريق البحث بدراسة مجموعتين من الفئران أحدهما مولودة حديثًا، والأخرى فُطمت مؤخرًا، وتم تعريضهم للمضاد الحيوي فانكوميسين (Vancomycin) الذي يستخدم لعلاج مختلف الالتهابات البكتيرية بما فيها التهاب القولون. ثم تمت مقارنة فئران الدراسة بفئران أخرى تطابقها بالعمر.

أحدث علاج الفانكوميسين في كلتا مجموعتي الفئران المعالجتين اختلالاً بالتوازن البكتيري (Dysbiosis)، والذي يُعرَّف بأنه تغير في ميكروبيوم الأمعاء مما يؤدي إلى حدوث الأمراض. على الرغم من ذلك كان للمضاد الحيوي تأثيرات مختلفة على تكوين الميكروبيوتا في الفئتين العمريتين؛ ويرجع ذلك جزئيًا إلى نضج الميكروبيوتا بين فترتي الولادة والفطام.

حدثت تغيرات في الخلايا العصبية بالجهاز العصبي المعوي للفئران المفطومة بعد تعريضها للمضادات الحيوية، وبطء في أنماط حركة القولون المعقدة، حيث تقوم هذه الأنماط ذات النشاط الكهربائي بِحَثّ عضلات القولون لدفع محتويات المعدة عبر القناة الهضمية. يرتبط وقت العبور لمحتويات الأمعاء بتركيبة الميكروبيوتا المعوية وتنوعها، وغالبًا ما يسبب بطء وقت العبور الإمساك.

التغيرات في التواصل بين الميكروبيوتا والجهاز العصبي المعوي التي تنشأ من العلاج بالمضادات الحيوية في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يكون لها آثار دائمة على وظيفة الجهاز الهضمي، حيث أفاد الباحثون أن نتائج الدراسة تدعم فكرة أن «المضادات الحيوية التي يتم تناولها خلال الفترة الحرجة للنمو لها عواقب أكبر على فسيولوجيا المضيف من التعرض للمضادات الحيوية أثناء النضج»

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: مزون مسفر الدوسري

تويتر: @__Ilmare

مراجعة: ولاء ظهار

تويتر: @lolazahhar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!