crossorigin="anonymous">
في الخريف وفي ظل جائحة كورونا، اضطرت العديد من المدارس أن تتجه إلى التعليم عن بعد، وبدأ العديد من الآباء يتساءلون كيف سينجح هذا الأمر؟
عندما يكون لديك مسؤوليات في عملك ورعاية منزلك في آنٍ واحد ناهيك عن العيش في ظل جائحة عالمية، فإن تعليم أطفالك مهمة إضافية كبيرة جدًا وستشعرك بالإرهاق.
بالإضافة إلي ذلك، عدم تمكن طفلك من الذهاب إلي المدرسة مجددًا، سيكون تغييرًا كبيرًا.
تقول الأخصائية النفسية للأطفال والحاصلة على شهادة الدكتوراة، اميلي مود: لنبدأ بأخذ نفس جماعي عميق. هذا الوضع ليس وضعًا مثاليًا ومن المهم أن تمنح نفسك الراحة والعفو لعدم قدرتك علي تأدية جميع المهام بشكل مثالي.
ومع ذلك، هناك بعض الخطوات التي يمكنك فعلها أنت وطفلك لإعداد أنفسكم للنجاح والسيطرة على التوتر في زمن التعلم الافتراضي.
إحدى أهم الطرق التي يمكن اتباعها لتساعد طفلك ليدخل في وضع الدراسة في المنزل هي: تجهيز مساحة مخصصة حيث يمكنهم القيام بالواجبات المدرسية. وهذا سيساعدهم على التفريق بين وقت الراحة، ووقت اللعب، ووقت الدراسة كما تقول د.مود.
أليس لديك مساحة كافية لإعداد مكتب؟ في هذه الحالة عليك أن تبدع. إذا كان طفلك يرتاح عند سحب الكرسي ووضعه عند الطاولة أو المنضدة، فهذه مساحة عمل. وأيضًا يمكن أن يكون على الأرض أو كرسي مصنوع من كيسًا قماشي إذا كان مريحًا بالنسبة لهم. امنح طفلك مساحته الخاصة واجعل جميع احتياجاته قريبة منه.
تقترح د.مود تخصيص مساحة أخرى لعمل الواجبات المدرسية، إن أمكن، وقد يكون من الصعب على الأطفال الجلوس في مكان واحد طوال اليوم، لذلك من الجيد أن يكون لديك موقع احتياطي لتغيير مزاجهم.
تقول د.مود: «إن الأطفال ينجحون بالقوانين والروتين». «القدرة على التنبؤ تساعدهم على الشعور بالأمان وفهم ما سيحدث بعد ذلك».
ضع جدولًا مقسمًا لوقت الدراسة، ووقت النشاط البدني، ووقت الوجبات الغذائية، وتضيف: لست بحاجة لوضع خططًا لكل ساعة ليومهم. ممكن أن يكون هناك ثلاث مهام مدرسية يجب القيام بها في وقت الغداء، لذا دع طفلك يختار أيهما يريد القيام به أولاً.
توضح الدكتورة أن :«الأطفال يتشجعون بالاختيارات ويشعرون أن لديهم رأيًا في طريقة قضاء يومهم ». «لذلك حسب استطاعتك، اسمح لأطفالك بالمشاركة في وضع الجدول».
إذا لم يكن طفلك مهتمًا ومركزًا في دراسته ويفضل اليوتيوب، بدلًا عن الدراسة فهناك بعض الأمور التي يمكنك فعلها.
تقترح الدكتورة أنه يمكنك استخدام طريقة المكافأة للأطفال الصغار. معظم الأطفال ليس لديهم دافع لإكمال الواجبات المدرسية. قد يكون مملًا وصعبًا بالنسبة لهم، لذا فإن وجود دافعًا خارجيًا مهم جدًا.
ممكن أن يكون الدافع وضع نجمة أو علامة صح لكل واجب يؤدونه خلال اليوم. عند إكمالهم لعدد معين من الواجبات، يحصلون على هدية من اختيارهم على سبيل المثال، يختارون ماذا يريدون أن يتناولوا للعشاء، أو يختارون فلمًا لمشاهدته مع العائلة، أو يقضون وقتًا اضافيًا مع والديهم.
قد يستفيد الأطفال أيضًا من استخدام أجهزة ضبط الوقت المرئية، مثل الساعة الرملية، أو العد التنازلي على هواتفهم. بهذه الطريقة، يمكنهم معرفة مقدار الوقت المتبقي لديهم للتركيز قبل أن يتمكنوا من الانتقال إلى مهمة أخرى.
أخيرًا تقترح الدكتورة بتبديل الخطط بناءً على أسلوب تعلم طفلك. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يفضل التعلم بالممارسة، انقل فصل الرياضيات إلى المطبخ واعمل على قياس المكونات أثناء الطبخ.
تقول د.مود: «إن القدرة على تصميم درس يناسب أسلوب التعلم لطفلك، هي إحدى الفوائد الفريدة للتعلم في المنزل».
إذا كنت تقوم بواجب مزدوج في محاولتك للعمل من المنزل مع التأكد أيضًا من تعلم أطفالك، فقد يكون الهدف هو انقضاء اليوم فقط.
لقد فهمنا، هنا اقتراحات لموازنة وقتك وضغوطاتك:
●تخصيص أماكن محددة لجلوس الأطفال: إذا لم تكن تعمل عن بعد في مرحلة ما قبل الجائحة، فمن المحتمل أن طفلك معتاد على أن تكون متفرغًا له عندما تكون في المنزل. لذلك لا يأتي هذا التغيير بشكل طبيعي. أخبرهم متى تكون متفرغًا لهم ومتى تكون مشغولًا. «إذا كان لديك مكان عمل مخصص في منزلك، فاجعل طفلك يضع لافتة تقول« لا تزعجني » واجعله يعلقها على الباب». «من المرجح أن يلتزموا بهذه العلامة إذا صنعوها بأنفسهم وعلقوها لك».
●ابحث عن لحظات السعادة الصغيرة: علقت الدكتورة قائلة: « تخبرنا الأبحاث، أن الموظفين السعداء يكونوا أكثر إنتاجية في العمل، لذلك عندما تشعر بتوتر زائد، اسمح لنفسك بالركض مع طفلك خارج المنزل لمدة 15 دقيقة. إذا عدت للعمل بعقلٍ صافي ومرتاحًا أكثر، فستكون أكثر إنتاجية.
●استخدم الوقت المتاح لك: إذا كان طفلك نائم، استغل ذلك الوقت لبدء يوم عملك.
●لا تضغط على نفسك أمام الشاشة: بينما يشجع أطباء الأطفال عادةً على تحديد مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك مع أجهزته، فإن الوضع مختلف عندما تكون الدراسة عبر الإنترنت سلوكًا معتادًا وتقول الدكتورة: « لا بأس بالحصول على قسط من الراحة من الشاشة الآن». و «الشيء المهم هو موازنة ذلك مع الوقت الذي لا يقضيه طفلك أمام الشاشة، لذا فبدلاً من تخصيص عدد محدد من الساعات أو الدقائق المسموح قضاؤها أمام الشاشة، فقط تأكد من قضاء وقت أكثر بعيد عن الشاشة. إذا كان طفلك يقضي ساعة في الدراسة عبر الإنترنت، فاجعله يلعب لمدة ساعة في الخارج أو يفعل شيئًا آخر بعيداً عن بقاؤه أمام الشاشة».
إذا وجدت نفسك غارقًا مع طفلك بالواجبات المدرسية، والجداول، والقيود، امنح نفسك قسطًا من الراحة. وتقول الدكتورة: «إنه ماراثون وليس عدوًا سريعًا». «احصل على قسطٍ من الراحة لتعيد تركيزك واسمح لطفلك أيضًا أن يحصل على مساحة لنفسه».
أخيرًا، إذا كنت تعاني من مشاكل تقنية أو يعاني طفلك من المناهج الدراسية، فلا تتردد من التواصل مع مدرستك. على عكس فصل الربيع عندما أغلقت المدارس فجأة للحد من انتشار كورونا، فقد أصبح الآن لديهم الوقت للاستعداد لفصل دراسي افتراضي وقد يكون لديهم أفكار أو موارد يمكن أن تساعدك.
المصدر: https://health.clevelandclinic.org
ترجمة: شذى الدخيل
مراجعة: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً