6 أسباب لعدم قدرتك على البكاء

6 أسباب لعدم قدرتك على البكاء

24 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

رشا يوسف

دقق بواسطة:

زينب محمد

قد تتعامل مع حالة مرضية أو نفسية تم تجاهلها.

النقاط الرئيسية

  • يمكن أن يكون لعدم القدرة على البكاء العديد من الأسباب المحتملة.
  • يمكن لمضادات الاكتئاب والإحباط، والصدمات، والعوامل الشخصية، والوصمة الاجتماعية، وبعض الحالات الطبية أن تمنعنا جميعًا من البكاء الشديد.
  • لحسن الحظ، يمكن معالجة وعكس العديد من الأسباب التي تجعلنا لا نستطيع البكاء بنجاح.

ربما تعرضت لصدمة عاطفية، أو فقدت وظيفتك، أو ربما توفي أحد أفراد أسرتك، حينها لجأت إلى غرفة نومك وانتظرت البكاء الذي لا يأتي أبدًا. ولكن على ما يبدو أنك لست وحدك.

على الرغم من عدم توفر إحصاءات رسمية، إلا أنه يُعتقد أن عدم القدرة على البكاء أمر شائع جدًا. فكثير من الأشخاص لا يستطيعون إخراج المشاعر (السلبية) أمام الآخرين – أو على الإطلاق. في حين أنه ليس من الجيد دائمًا تجربة ذلك، إلا أن للبكاء إيجابياته بما في ذلك القدرة على معالجة المشاعر والحصول على الدعم من الآخرين. كان البحث حول سبب زيادة بكاء الناس في السنوات الاثنتي عشرة الماضية، ولكن تتوفر معلومات قليلة حول سبب عدم بكاء البعض.

إذا كنت تأمل في الحصول على إجابة محددة، فسوف تشعر بخيبة أمل. فهناك العديد من الأسباب المحتملة التي تجعل البعض منا لا يستطيع البكاء. لقد تحدثت إلى باحثي المشاعر المشهورين عالميًا، مثل: أد فيجرهوتس ولورين بيلسما، وإليك ما وجدته:

1- صدمة عاطفية

يمكن أن يؤدي وجود تاريخ من الصدمات العاطفية إلى إضعاف التعبير الصريح عن المشاعر. فوفقًا لـفينجرهوتس، الأستاذ المتقاعد في قسم علم النفس بجامعة تيلبورغ في هولندا: “من اللحظة التي يتعرض فيها شخص ما لصدمة نفسية، يمكن أن يفقد القدرة على البكاء”. يتضمن السبب عادةً آلية دفاع نفسي لحمايتها من المشاعر غير السارة، سواء بوعي أو بغير قصد.

يذكر فينجرهوتس عدة أمثلة: فَقد ضحية هارب من القاتل المتسلسل جيفري دامر القدرة على البكاء بعد إنقاذه؛ المريضة التي عانت من ولادة جنين ميت لن تستطيع أن تذرف دمعة في العقود القادمة. وقد رأيت هذا مع مرضاي الذين عانوا من الصدمة.

الخبر السار أنه: إذا حُددت الصدمة بشكل صحيح، فستزداد احتمالات قابلية علاج فقدان القدرة على ذرف الدموع.

2- نمط شخصيتك

من المعروف أن البكاء صعب الدراسة في المختبر بسبب الظروف الاصطناعية، ولكن توصلت مجموعة الأبحاث التي أجراها فينجرهوتس إلى أن أولئك الذين يبكون بانتظام ويعبرون عن شعورهم بأنهم أكثر ارتباطًا بالآخرين ويتلقون أيضًا المزيد من الدعم الاجتماعي. إذن، هل يمكن أن يكون العكس صحيحًا؟

وفقًا لفينجرهوتس، هناك دراسة واحدة منشورة تبحث في بعض أسباب عدم القدرة على البكاء العاطفي. في هذه التجربة المكونة من 475 بالغًا، أفاد الأشخاص الذين لم يبكوا بأنهم أقل ارتباطًا بالآخرين، وأظهروا قدرًا أقل من التعاطف، وكان لديهم استجابة عاطفية أقل لأشكال الفن والطبيعة، لكن فينجرهوتس يشير إلى أنه يكاد يكون من المستحيل استخلاص استنتاجات محددة حول دور نمط الشخصية في غياب التعبير العاطفي من هذه الدراسة الفردية.

3- مضادات الاكتئاب الخاصة بك

بعض الأدوية الأكثر استخدامًا في الطب النفسي – مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (أو السيروتونين / النوربينفرين) – يمكن أن تكون سببًا خفيًا للدموع المكبوتة.

بينما تبقى هذه الأدوية وسائل مفيدة في علاج القلق والاكتئاب، إلا أنها تجعل بعض المرضى يشعرون بالخدر، هذا التأثير إما أن يتحسن أو يختفي عند سحب الدواء أو تقليل الجرعة. لقد رأيت هذا مرات عديدة على مر السنين مع مرضايّ.

كانت إحدى المريضات “تامي”، وهي امرأة في أوائل الستينيات من عمرها تتناول مثبطات امتصاص السيروتونين/ النوربينفرين، غير قادرة على البكاء عند تعرضها لطلاق مؤلم ومحاربة السرطان، ولكن عندما قللنا جرعة دوائها تدفقت الدموع بحرية، مما أفادها كثيرًا.

4- الاكتئاب

هذا أمر محير وغير منطقي، ألا يعني الاكتئاب أن البكاء أكثر وليس أقل؟ اتضح أن بعض المرضى الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد يعبرون عن مشاعر الفراغ وليس الحزن. وينطبق هذا بشكلٍ خاص على نوعٍ حاد من الاكتئاب يعرف باسم “الكآبة”، حيث يشعر المريض بسوء حالته في الصباح ويعاني من نقصٍ تام في المتعة.

يذكر الدليل التشخيصي للطب النفسي الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي الكآبة على أنها نوع فرعي من اضطراب الاكتئاب الرئيسي ويصنف “الحالة المزاجية الفارغة” كعرض.

5- حالة مرضية

من غير المرجح أن يكون هذا هو المتسبب من بعض الأسباب الأخرى. على الرغم من عدم شيوعها، إلا أن هناك بعض الحالات الطبية التي يمكن أن تمنع إفراز الدموع. كما يسبب اضطراب المناعة الذاتية، مثل متلازمة سجوجرن، جفاف العين، مما قد يعيق إفراز الدموع.

واضطراب نادر يعرف باسم متلازمة موبيوس – وهو مرض خلقي – يمكن أن يعيق حركة عضلات العين ويثبط الغدد الدمعية (المفرزة للدموع). وفي بعض الأحيان يمكن أن يلعب التهاب الغدة الدمعية دورًا أيضًا.

6- الوصمة الاجتماعية

أوضح بيلسما، الأستاذ المساعد في الطب النفسي وعلم النفس بجامعة بيتسبرغ: “إن الحاجة إلى السيطرة يمكن أن تمنع بعض الأشخاص من البكاء”. هذا ينطبق بشكل خاص على الذكور البيولوجيين، الذين يبكون في المتوسط ​​أقل من مرة واحدة كل شهرين، بينما تبكي الإناث البيولوجيات في الدول الغربية مرتين إلى أربع مرات في الشهر.

تجدر الإشارة أن هناك اختلافات عديدة في هذه الإحصائيات، فنحن بحاجة إلى مراعاة الفروق الفردية، وبيئة الطفولة، والأعراف الثقافية والمجتمعية.

قد يتردد الأشخاص الذين مُنعوا دائمًا من البكاء عندما كانوا أطفالًا،  يقول بيلسما: “هذا محتمل بشكل خاص بالنسبة للرجال”.  لكن الأعراف المجتمعية كانت تتغير في السنوات الأخيرة، مثال على ذلك: أصبح من المقبول أكثر للرياضيين الذكور البكاء في الأماكن العامة عند الهزيمة أو النصر.

الخبر السار هو أن العديد من هذه الحالات، إن لم يكن معظمها،  قابلة للعلاج. إذا شعرت بالإحباط بسبب عدم القدرة على البكاء، فمن المهم طلب العلاج من أخصائي طبي أو متخصص في الصحة النفسية يمكنه مساعدتك في استكشاف أسباب قلة دموعك وإرشادك نحو حل.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: رشا يوسف

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!