هل تشعر بالإنهاك؟

هل تشعر بالإنهاك؟

5 سبتمبر , 2020

ترجم بواسطة:

لمى عبد الله

دقق بواسطة:

تركي طوهري

يفسر الباحثون لماذا قد تستنزف اجتماعات زوم طاقتك؟

اجتماعات الزووم/zoom meetings

يعني العمل من المنزل لكثير منا خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، قضاء وقت أطول في استخدام تطبيقاتٍ لعقد اجتماعات فيديو-مثل زوم- وقد فاجأتنا آثارها!

قد تكون رؤية رؤوس ضخمة تحدق بنا لفترة طويلة أمرًا مزعجًا لكثير منا، ناهيك عن أنه ينبغي علينا أن نصفف شعرنا (هل أصبح شعرك قصيرًا من الأمام وطويلاً من الخلف (تسريحة الموليت) بسبب فيروس كورونا المستجد؟)

ونضع المساحيق التجميلية ونغير ملابس نومنا.

فالسؤال هو لماذا الاجتماعات عن بعد متعبة أكثر مقارنةً بالاجتماعات الشخصية؟

يشعر الناس بأنه ينبغي عليهم بذل جهد عاطفي أكثر، لكي يظهر اهتمامهم. وفي غياب العديد من الإشارات غير اللفظية، فإن التركيز الشديد على الكلمات والتواصل البصري المستمر متعب.

الاجتماعات وجهًا لوجه:

لا تقتصر الاجتماعات الشخصية على تبادل المعرفة، بل هي أنشطة مهمة في المكتب حيث تشعرنا بالراحة والاسترخاء وهي أساسية في إنشاء العلاقات والمحافظة عليها، وهذه الاجتماعات وسائل مهمة أيضًا في إيصال السلوكيات والمشاعر بين شركاء العمل والزملاء. تسبق المشاعر وتتبع جميع سلوكياتنا وتؤثر على إدارة اتخاذ القرارات. غالبًا ما يستشير الناس الآخرين في المواضيع الحساسة ويتطلب منا ملاحظة التفاصيل وإظهار التعاطف.

كيف تختلف اجتماعات زوم؟

لا تستطيع عقولنا أن تقوم بأمور كثيرة بوعي في الوقت ذاته؛ لأننا نملك ذاكرة عاملة محدودة، وفي المقابل يمكننا أن نعالج الكثير من المعلومات دون وعي كما نفعل ذلك عندما نستخدم لغة الجسد. تزيد الاجتماعات عن بعد الحِمل المعرفي؛ لأن العديد من سماتها تشغل قدرة معرفية كبيرة.

١/ فقْد الكثير من التواصل غير اللفظي:

تنقل الإشارات غير اللفظية مشاعرنا وتصرفاتنا، مثل تعابير الوجه، ونبرة ودرجة الصوت، والإيماءات، ووضعية الجسد، والمسافة بين المتواصلين. نعالج غالبًا في الاجتماعات وجهًا لوجه تلك الإشارات مباشرة وما يزال بإمكاننا أن ننصت للمتحدث في آن واحد، ولكن في محادثة الفيديو علينا أن نبذل جهدًا أكبر في معالجة تلك الإشارات غير اللفظية وتولية المزيد من الاهتمام يستهلك طاقة كبيرة. تعمل عقولنا سويًا عندما تشعر أجسادنا بالنقيض، وهذا التنافر الذي يسبب للناس مشاعر متضاربة مجهد. نعتمد أيضًا بشدة في الاجتماعات الشخصية على الإشارات غير اللفظية لإصدار الأحكام العاطفية، مثل تقييم ما إذا كان قولٍ ما موثوق، ونستوعب مباشرة المعلومات. على سبيل المثال، هل يتململ الشخص؟ والاعتماد بالدرجة الأولى على المعلومات اللفظية لاستنتاج المشاعر مرهق.

٢/ ماذا لو قاطعنا الأطفال؟

نشعر بالقلق بشأن مساحة عملنا عن بعد والتحكم بالأحداث التي قد تظهرنا بصور سيئة أمام زملائنا؛ هل ستتعطل خلفية زوم فجأة وتفضح أمام الملأ عادتي بالتكديس؟ ولا يرغب أحد منا أن يكون في مكان «تريني وودوال» خبيرة الأزياء ومقدمة برامج التلفاز التي كانت تبث مباشرة عندما مشى شريكها عاريًا في الجانب الآخر من الغرفة.

٣/ لا مزيد من الحوارات بالقرب من مبرد الماء:

غالبًا ما نقابل الأشخاص في طريقنا إلى اجتماع ونتحدث عن المشاكل أو نناقش آراءنا قبل دخول الاجتماع، ونحضر القهوة وهذا المثال البسيط على الانتقال إلى غرفة أخرى يمدنا بالطاقة، ولكن في المنزل قد نعمل على مهمة ثم نستخدم زوم غالبًا دون أخذ فترة راحة. يُعرف أيضًا بأن المشي يحفز الإبداع، ويؤكَّد على أهمية المناقشات أثناء المشي للاجتماعات، والتحرك أثناء الاجتماع، وعقد الاجتماعات في وضعية الوقوف الرائجة الآن، ولكن لا يمكننا المشي في اجتماعات زوم. مكان عقد الاجتماع مهم؛ لأن البيئة الفيزيائية تعمل بمثابة سقالة معرفية حيث نربط معاني محددة بغرف الاجتماعات مما يغير سلوكنا دون أن نلاحظ ذلك، وهذا يشمل ركائز لمواضيع مهمة، مثل :الإبداع وحل المشاكل.

٤/ التحديق في وجهنا مرهق:

التركيز المكثف على تعابير وجهنا والقدرة على رؤية أنفسنا قد يكون عاملاً مجهدًا. رؤية تعابير وجهنا السلبية مثل :الغضب والاشمئزاز، قد تؤدى إلى مشاعر أقوى مقارنةً برؤية تعابير وجه مشابهة على وجه الآخرين.

٥/ هل تستطيع السماع أم تجمدت الشاشة؟

الصمت في محادثات الحياة الواقعية مهم ويخلق توازنًا طبيعيًا، ولكن يشعرك الصمت في مكالمة الفيديو بالقلق بشأن التكنولوجيا وحتى التأخر في الرد عن بُعد لمدة ثوانٍ يجعل الناس تنظر إليك بأنك أقل وديةً وتركيزًا. بالإضافة إلى الإحباط بسبب تشغيل الأشخاص للميكروفون وإيقافه، والاتصالات البطيئة، والضوضاء خلف الشاشة وهذا يعني أنه نادرًا ما يُعقد الاجتماع عن بعد بسلاسة.

ليس كله زوم وهلاك:

الجانب المشرق هو التأثير الإيجابي لعقد الاجتماعات عن بعد على الرهاب الاجتماعي حيث تُشعر الأشخاص المصابين به بالراحة، وتوفر الاجتماعات عن بعد حتى الآن راحة مطلوبة للأشخاص الذين يهابون الاجتماعات الشخصية. على الرغم من أن التركيز المكثف على التواصل اللفظي في اجتماعات الفيديو قد تستنزفك ذهنيًا، لكن قد يكون لها آثار جانبية إيجابية وذلك بتقليل التحيزات الناتجة عن الإشارات الاجتماعية والعاطفية، فعلى سبيل المثال بعض العوامل الفيزيائية مرتبطة بالهيمنة الاجتماعية مثل :الطول، ولكن هذه العوامل يقل وضوحها في اجتماعات الفيديو مما يؤدي إلى تركيز أكثر على نقاط النقاش.

كيف يمكننا أن نقلل من الإجهاد؟

مع تكهنات بأن مساحة العمل الجديدة «التي أصبحت معتادة» ستختلف تمامًا عن المساحة القديمة، يبدو أن استخدام زوم سيطول. هناك العديد من الخطوات التي يمكن أن نقوم بها للتقليل من الآثار السلبية لاجتماعات الفيديو عن بعد.

أولاً ركز، انظر لو كان هناك حاجة ضرورية لعقد اجتماع، وفي بعض الحالات المنصات التي تسمح لك بمشاركة الملفات مع تعليق ذو تفاصيل يمكن أن تقلل من الحاجة إلى عقد اجتماع. قد يساعد أيضًا الحد من عدد اجتماعات زوم في اليوم وأيضًا إرسال الرسائل والبريد الإلكتروني. الهاتف المحمول قد يكون خيارًا أفضل في بعض الأحيان، فعلى الهاتف يمكننا أن نركز فقط على صوت واحد ويمكننا الحركة مما يحفز التفكير.

ترجمة: لمى عبدالله

مراجعة: تركي طوهري

المصدر: https://www.sciencealert.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!