crossorigin="anonymous">
25 أغسطس , 2020 زينب محمد
في دراسات امتدت من القرن التاسع عشر إلى الآن تبين إنخفاض درجات حرارة الجسم بمعدلات بسيطة ليصبح حرارة أجسامنا أكثر برودة مما هي عليه.
منذ القرن التاسع عشر المنصرم ، انخفضت درجة حرارة جسم الانسان الطبيعي بكسور وهذا بناء على دراسةممتده لاكثر من ٦٧٧٠٠٠ قياس حراري تم اخذه من الناس منذ عام ١٨٦٠ م في الولايات المتحدة .
قدَّر فريق علمي بقيادة عالمة الأوبئة المعدية في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا جولي بارسونيت ان جسم الانسان الآن في المعدل أكثر برودة مما ذكرته الكتب المرجعية وهي ٣٧درجة مئوية ، حيث ان درجات الحرارة تنخفض عده مئات من الدرجة في كل عقد من الزمن. و تقول العالمة بارسونيت ان اذا ما طرحت سؤال ماهي درجة الحرارة الطبيعية للانسان في غرفة مملوءة بالأطباء فإن الجميع سيجيبون بأنها ٣٧ درجه مئوية و لديها شكوك بأن انخفاض معدلات الالتهابات المزمنة تشرح سبب برودة اجسامنا.
و تقول بارسونيت ان الطبيب الالماني كارل رينهولد اغسطس وندرليتش اكد لأول مره في عام ١٨٥١ م ان درجة ٣٧ درجة مئوية هي المعدل الطبيعي لأجسامنا ، حيث اخذ الملايين من القياسات الحراريه ل ٢٥٠٠٠ شخص و ذكر في تقريره ان المعدل ما بين ٣٦.٢ الى ٣٧.٥ درجه مئوية و اصبحت بذلك معيارا للقياس و تبنتها الكتب المرجعية و هذا ما صدقه الناس .
لم يعترض أحد بصرامة على معيار وندرليتش حتى عام ١٩٩٢م ، حيث قام فريق من جامعة ماريلاند من بالتيمور باختبار ١٤٨ شخص شاركو في تجربة للقاح ووجدوا ان متوسط درجة الحرارة هي ٣٦.٨ درجة مئوية . و وجدت دراسة في المملكة المتحدة عام ٢٠١٧م ان متوسط درجة الحرارة لأكثر من ٣٧٠٠٠ شخص هي ٣٦.٦ درجة مئوية .
يظن طبيب الأمراض المعديه فيليب ماكوايك المشرف على الدراسة الصادرة عام ١٩٩٢م ان اجهزة مقياس الحراره الموجودة على معايير وندرليتش توضح التباين . لاحقاً اختبر الطبيب واحده من اجهزة وندرليتش لقياس الحرارة – و هي جزء من مجموعة متواجده في متحف موتير في فلادليفيا ، بنسلفانيا- و وجد درجات القياس عالية جداً اكثر من ١ درجة مئوية . و خلص الطبيب فيليب الى ان متوسط ويندرليتش ٣٧ درجة مئوية وراء الخلل في القياسات الحراريه.
لكن بارسونيت تقول ان نتائج فريقها العلمي تشير إلى أن أجسادنا حرارتها تنخفض.
، فلقد تفحص الفريق ثلاثة مجموعات من البيانات . المجموعة الاولية عبارة قاعدة بيانات ل٨٣٩٠٠ قياس حراري تم جمعها من محاربي الحرب الأهلية الأمريكيه بين عامي ١٨٦٢ م و ١٩٣٠م . و وجد الباحثين ان درجة حرارة الاشخاص المولودين في اوائل السنوات اعلى من الذين ولدوا في اواخر السنوات حتى عند قياس درجة الحرارة في نفس المدة و باستخدام نفس التقنيه . و تضيف بارسونيت ان هذه النتائج تشير ان تحسن تقنيه اجهزة مقاييس الحرارة ليست متأخرة، فإذا كانت فقط تغيير ، فإن السنة التي تم فيها قياس درجة الحرارة يجب أن تحدث فرقًا.
قام فريق بارسونيت بنمذجة التغييرات في درجة حرارة الجسم باستخدام مئات الآلاف من القياسات التي تم جمعها في سبعينيات القرن الماضي و ما تم جمعه بين عامي ٢٠٠٧م الى ٢٠١٧م بجانب بيانات الحرب الأهلية . ذكر فريق بارسونيت في elife (انظر “تأثير البرودة”) ان درجة حرارة النساء اللاتي ولدن في العقد الاول من القرن التاسع عشر اعلى ب ٠.٣٢ درجة مئوية من النساء اللواتي ولدت في نهاية التسعينات، و الفرق لدى الرجال كانت ٠.٥٩ درجة مئوية . مجمل القول ان درجات الحرارة تنخفض بمعدل ٠.٠٣ درجة مئوية لكل عقد من الزمن.
تعتقد بارسونيت ان افضل تفسير لإنخفاض درجات الحرارة هي انخفاض معدلات الاصابة .لقد لاحظت انه يمكن لحرارة الجسم ان تزداد عند استجابة المناعة للالتهابات الناجمه عن الامراض المعدية طويلة الأمد مثل الدرن و امراض اللثة. و تضيف انه اذا ما دققنا النظر في غالبية الاشخاص في القرن التاسع عشر فانا متأكدة من ان جميعهم كان يعاني من التهابات مزمنة. فهم عاشوا الى سن الاربعين او اقل ، و جميعهم كان لديهم تركيب اسنان فظيعة . ذكرت في دراسة صغيرة عام ٢٠٠٨ في باكستان ، حيث الدرن مازال يعتبر منتشر نسبيا في المنطقه ، لمتطوعين اصحاء ان متوسط درجة الحراره هي ٣٦.٩ درجة مئوية. يقول عالم الوبائيات في معهد سكريبز لأبحاث الترجمه في لا جولا بكاليفونا و هو ممن قام بمراجعه الدراسة المنشوره في elife جيل والان ان هاذا التفسير منطقي و مثير للإهتمام. لم يعتمد الباحثين على اي من القياسات الحراريه من الفتره الممتدة من بداية الاربعينات حيث بدأ ظهور المضادات الحيويه ، يقول والان ان الانخفاض الكبير في درجات حرارة الجسم في تلك الفتره قد تدعم نظريه ان الالتهابات تفسر بروده الاجسام.
لكن العالم ماكوايك لم يقتنع بان درجات حرارة الجسم تنخفض حيث يقول ” لدي بعض الشكوك لان هنالك العديد من المتغيرات لم تؤخذ بالحسبان ” فعلى سبيل المثال بيانات الحرب الأهليه لم تشير اذا ماكانت القياسات قد اخذت من الفم او من الابط ( حيث انها تختلف في الشخص نفسه) او التوقيت و اليوم التي تم جمعها فيه ( حيث ان الجسم يميل الى زياده في درجات الحرارة خلال اليوم ).
و يضيف ماكوايك ” لم اجد تفسيرات حيويه مقنعه بعد ” ” نحن نتحدث عن ٢٠٠ سنه حيث تطورت الحياة بمجرد غمضة عين .
تقول بارسونيت ” لكن وظائف جسم الانسان تغيرت بطرق مختلفة لذلك يجب ان لا نتفاجئ ان اصبحت اجسادنا بارده قليلا ” ” ايضا اصبحنا اكثر طولاً و اكثر بدانة لقد تغيرنا منذ خمسينات القرن الثامن عشر ، درجه حرارة الجسم هي مجرد علامة اخرى من علامات هذه التغييرات “.
المصدر:https://www.nature.com/
ترجمة: رندا حنيف
تويتر : @GeneticsRanda
مراجعة : حنان صالح
تويتر: @hano019
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً