crossorigin="anonymous">
20 أغسطس , 2020 زينب محمد
في الشهر الماضي، نشرت الأكاديمية الأسترالية للعلوم تقريراً يوضح أن وباء كوفيد-١٩ سيؤثر بشكل غير متناسب على النساء في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وأشار التقرير إلى أنه قبل جائحة كورونا، وُظف نحو ٧٥٠٠ امرأة في مجالات أبحاث العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في أستراليا في عام ٢٠١٧، مقارنة بنحو ١٨,٤٠٠ رجل.
كتب الباحثون:
يبدو أن هذا الوباء يزيد من حدة التفاوت بين الجنسين القائم من قبل؛ وتمثل النساء نسبة قليلة في القوة العاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتُرجح في أدوار تكون عادة أقل تقدماً وأقل أماناً. ويشكل فقدان الوظائف بمعدل أكبر من معدل الرجال الآن تهديداً مباشراً للعديد من النساء في القوى العاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في أستراليا، مما قد يؤدي إلى عكس اتجاه مكاسب الأسهم التي تحققت في السنوات الأخيرة.
والنساء أقل احتمالاً للتسجيل في درجات العلوم والرياضيات من الرجال. وفي أستراليا، لا تُمنح للنساء سوى ٣٥ في المائة من الدرجات الجامعية في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقد ظل هذا الرقم مستقراً على مدى السنوات الخمس الماضية.
تشير بعض الأبحاث في التسعينات إلى أن الفتيات لا يدرسن الرياضيات والعلوم ؛ لأنهن قد لا يتفوقن بها مثل الفتيان. ولكن البحوث التي أجريت مؤخراً توضح أن الفتيات يحصلن على نفس الدرجات أو أعلى قليلاً من الفتيان في الرياضيات والعلوم.
فلماذا لا يختارون هذه المهن بقدر الرجال؟
وجدت دراستنا التي نشرت مؤخراً أنه في حين أن المرأة تؤدي بنفس المستوى أو أعلى في الرياضيات والعلوم مثل الرجل، فإن أدائها في العلوم الإنسانية أفضل بشكل ملحوظ. وقد يكون هذا هو السبب في أنهم لا يختارون الوظائف المتعلقة بالعلوم والهندسة والرياضيات.
أردنا معرفة ما إذا كانت هناك اختلافات بين الجنسين في الأداء المدرسي عندما يتعلق الأمر بالعلوم والرياضيات وما إذا كانت هذه الاختلافات تؤثر على اختيارات الطلاب الجامعية.
استخدمت دراستنا بيانات أكثر من ٧٠.٠٠٠ طالب في المدارس الثانوية في اليونان على مدى عشر سنوات.
وجدنا أن درجات الفتيات في الرياضيات والعلوم كانت أعلى بنسبة ٤٪ من الأولاد. ولكن نتائجهم في العلوم الإنسانية كانت أعلى بنسبة ١٣٪.
كما وجدنا أن الفتيات أقل احتمالاً في اختيار تخصص يتعلق بالمجالات العلمية كالعلوم والهندسة والرياضيات في السنوات الأخيرة في المرحلة الثانوية بنسبة ٣٤٪.
ويمكن أيضًا تطبيق هذه النتائج في أستراليا. وفقاً لأحدث النتائج من برنامج التقييم الدولي للطلاب التابع لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لتقييم الطلاب الدوليين ((PISA تؤدي الفتيات في أستراليا مستوى مماثلاً للبنين في الرياضيات والعلوم، ولكن بمستوى أعلى بكثير في القراءة.
الفرق بين أداء الفتيات والفتيان في القراءة هو ٦ في المائة في أستراليا و٩ في المائة في اليونان.
ولكن عندما يتعلق الأمر بالرياضيات والعلوم، لا يوجد فرق كبير بين أداء الفتيات والفتيان في أي من البلدين.
أظهرت دراستنا أن الطلاب اختاروا المجالات التي يريدون التخصص فيها من خلال مقارنة نقاط القوة والضعف الأكاديمية بين المواد مع زملائهم.
من خلال النتائج، قارنا درجات الطلاب في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم الإنسانية.
فإذا كان الطالب لديه درجة أعلى في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من مواد القراءة و الكتابة، فإن الطالب يتمتع بالمهارات الخاصة بالوظائف العلمية كالعلوم والهندسة والرياضيات. إذا كانت هذه المهارة أكبر من أحد زملائه، فإن هذا الطالب لديه قوة دراسية في التخصصات العلمية.
لأن الطلاب كانوا عموماً أفضل في العلوم والرياضيات من العلوم الإنسانية، لديهم مهارات عالية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وبما أن الفتيات أفضل بشكل قليل في العلوم والرياضيات من العلوم الإنسانية، فإن ميزتهن في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أقل من تلك التي يتمتع بها الفتيان.
في بياناتنا، نظرنا في أزواج من الفتيات مع درجات متطابقة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم الإنسانية في بداية المدارس الثانوية، الذين تم تعيينهم عشوائياً في فصول دراسية مختلفة. ثم لاحظنا خيارات الالتحاق بهم بعد سنة إلى ثلاث سنوات.
فعلى سبيل المثال، تم تعيين فتاتين لهما أداء مماثل في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم الإنسانية في فصول دراسية مختلفة.
تم تعيين فتاة واحدة في فصل دراسي حيث كان زملائها لديهم مهارات عالية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (درجات أعلى في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من العلوم الإنسانية). تم تعيين الفتاة الأخرى في فصل دراسي حيث كان لزملائها أداء مماثل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم الإنسانية.
أظهرت النتائج التي توصلنا إليها أن هاتين الفتاتين في المتوسط، حتى لو كان لديهما درجات متطابقة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم الإنسانية، فقد اختارتا مجالات مختلفة للدراسة في نهاية المدرسة الثانوية.
أظهرت دراستنا أن هاتين الفتاتين انتهى بهما المطاف باختيار مجال تعليمي مختلف، مقارنة بزملاء الدراسة الذين درسوا معهم. وهذا قد يفسر الفجوة بين الجنسين في الالتحاق بالتعليم العالي في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بنسبة تصل الى ١٢٪.
وقد تم تطبيق نفس التجربة للطلاب، عند تحليل أزواج من الطلاب ذوي الدرجات المتطابقة ولكن زملاء مختلفين عنهم بالمهارات، لم نلاحظ أي اختلاف في قرارات الالتحاق الخاصة بهم.
تشير أبحاثنا إلى أن الفتيات أكثر تأثرً بنجاحهن بالنسبة إلى أقرانهن، في حين أن هذا لا ينطبق على الأولاد.
وتتوافق النتائج التي توصلنا إليها مع البحوث السابقة التي تشير إلى أن الفتيات أكثر تأثرً بالدرجات السلبية من الفتيان، وخاصةً في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، عند اتخاذ القرارات بشأن مستقبلهن.
بالإضافة إلى أن المعلم له دور مهم في التعرف على نقاط القوة الأكاديمية الفردية وتشجيعها، بشكل مستقل عن زملاء الدراسة أو الجنس.
وقد أظهرت البحوث السابقة أن الصور النمطية للجنسين للمعلمين فيما يتعلق بقدرة الفتيات في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تؤثر سلباً على الطريقة التي ترى بها الفتيات أنفسهن.
ويمكن للمعلمين، بل ويجب عليهم، تعزيز الثقة في الفتيات عندما يتعلق الأمر بمواضيع العلوم والرياضيات، حتى وإن كانوا أفضل في القراءة والكتابة.
تؤدي دراسة الرياضيات والعلوم إلى مهن مثل الهندسة والفيزياء وعلوم البيانات وبرمجة الحاسوب، وهي مهن مطلوبة بشكل كبير وتدفع راتباً مرتفعاً، لذا فإن الابتعاد عن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات قد يكون له تأثير طويل الأمد على دخل الفتيات.
ترجمة: ميهاف الزهراني
تويتر: @Mehafsaadi
مراجعة: زينب محمد
المصدر: https://theconversation.com/
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً