تمتلك بعض الكلاب عينين مختلفتين. هل نرى هذه الظاهرة لدى الإنسان والحيوانات الأخرى؟ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا؟ هذه تساؤلات جورج الطفل البالغ 10 سنوات من هيثرسيت في المملكة المتحدة.
تولد بعض الكلاب بعينين متغايرتين في اللون أحدهما بنية والأخرى زرقاء، وذلك يبدو غريباً للغاية لأننا معتادون على رؤية الكلاب دائماً بعيون بنية فقط. يُطلق عليه مصطلح “عين الجدار”، وينتج الاختلاف بسبب جينات معينة حيث تنتقل من الآباء إلى الأبناء.
إذا نظرنا عن كثب، فسنلاحظ أيضًا أن هذه الكلاب ذات العينين المتغايرتين لها فراء متميز اللون. فقد يكون الفراء مرقطاً أو ملطخاً باللون الأبيض. وذلك لأن جينات لون العينين ولون الفراء مرتبطان ارتباطًا وثيقًا.
قد لا يظهر الاختلاف في لون العينين والفراء لدى الوالدين أنفسهم، ولكن إن بحثت في شجرة العائلة سترى ظهور كلب واحد على الأقل لدى العائلتين بهذه الصفة المميزة. وهذه طريقة انتقال الجينات من الأم والأب إلى الجراء حيث تُولد بعض الجراء بعينين متغايرتين.
قد تتساءل ما هي الجينات؟ دعوني أوضح الأمر: تتكون جميع الكائنات الحية من خلايا. حيث تحتوي كل خلية على جميع المعلومات اللازمة كيفية عمله وشكله. تسمى جميع هذه المعلومات الصغيرة جدا “الجينات”، وهناك الكثير والكثير من الجينات التي تحدد جميع جوانب المظهر تقريباً.
يتكون جسم الإنسان من حوالي 25000 جين داخل الخلايا، والتي يمكنها تحديد جميع الخصائص بداية من الطول ونهاية بلون الشعر أو مدى احتمال الإصابة ببعض الأمراض المحددة. تتكون الجينات من الحمض النووي، ويتم تجميعها معًا على شكل خيوط تسمى “الكروموسومات” تقع في وسط الخلية.
انظر شكل الخلية من الداخل، تتكون الجينات من الحمض النووي.
تحتاج جميع الثديات إلى والدين لتتكاثر، بالتالي نحصل على نسختين من كل جين – أحدهما من الأم والآخر من الأب. قد تقدم كلا النسختان صفتين مختلفتين في الجسم، على سبيل المثال، قد يعطي الجين القادم من الأم “شعر داكن” بينما يعطي جين الأب “شعر أشقر”.
في هذه الحالة، سوف تظهر جينات الأم وسيولد الطفل بشعر داكن، وذلك لأن جينات الشعر الداكن أقوى من جينات الشعر الأشقر. بالتالي لن تنتقل جينات الشعر الأشقر إلا في حالة اشتراك الوالدين في جين الشعر الأشقر.
ما يحدث للجينات في حالة العينين المتغايرتين والفراء الملون المتميز مشابه جداً لظهور الشعر الأشقر، فلن تظهر هذه الصفة لدى الحيوان إلا إذا كان كلا الوالدين يحملان الصفة ذاتها وانتقل هذا الجين من كلا الوالدين، كما أن الصفة غير ظاهرة على الوالدين برغم حملهما للجين إلا أن أعينهما بنية، بالتالي سيحصل بعض أطفالهم على عينين بلونين مختلفين، ولكن ليس جميعهم.
تُرَى هذه الظاهرة أحياناً لدى الأرانب والقطط والأبقار والأغنام والخيول. عادة ما تظهر بقع بيضاء وسوداء على الخيول التي تمتلك عين زرقاء
يمكن أن تُرى العينان المتغايرتان عند الأرانب والقطط والأبقار والأغنام والخيول. عادة ما يكون للخيول التي لها عين زرقاء بقع سوداء وبيضاء على ظهرها فيطلق عليها أنها “مبقعة” او “مرقطة” او “مطلية” وقد تمتلك بعض الخيول عينان زرقاوان مما يجعلها أكثر غرابة.
يمكن أن يمتلك البشر أيضًا عين زرقاء وأخرى بلون مختلف، مثل اللون البني أو الأخضر. ولكن غالباً ما يظهر لدى هؤلاء الأشخاص خط أبيض في مقدمة الشعر.
يمكن أن تنتج بعض المشاكل بسبب تغاير القرنيتين، فغالبا ما نجد أن الكلاب ذات العين الزرقاء تعاني من مشاكل تؤثر على بصرها. ولذلك نرى مربوا الكلاب عند ملاحظتهم امتلاك الذكر والأنثى لنفس هذه الصفة فإنهم يمنعونهم من التزاوج، عند تزاوجهم فإن جراءهم سيكونون في معظم الحالات مصابين بالعمى وربما الصمم أيضاً.
لا تظهر مشاكل في الرؤية لدى الخيول المتميزة بعينين مختلفتين، ولكن امتلاك عينين زرقاوين يمكن أن يرتبط بالصمم. قد يواجه بعض الأشخاص الذين يمتلكون عين الجدار مشاكل في السمع والأمر نفسه مع القطط، وفي حالة ظهور عين الجدار لدى كلا الوالدين فقد يكون أطفالهم غير قادرين على التحدث أو السماع.
ترجمة: سحر مال
رابط المصدر:https://theconversation.com
مراجعة: سارة ياسين
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً