4 أمور يتمنى المصاب بمرض مزمن تفهمها ومراعاتها من قبل الآخرين| العديد من الأشخاص لا يفهمون التحديات التي يواجهونها

4 أمور يتمنى المصاب بمرض مزمن تفهمها ومراعاتها من قبل الآخرين| العديد من الأشخاص لا يفهمون التحديات التي يواجهونها

15 ديسمبر , 2021

ترجم بواسطة:

رشا الحربي

دقق بواسطة:

زينب محمد

بقلم: توني برنهارد ج.د (Toni Bernhard J.D)

النقاط الرئيسية

  • المرض والألم المزمن غالباً ما يكون غير مرئي للآخرين، لذلك من المهم عدم تقييم حالة الآخرين الصحية بناءً على مظهرهم.
  • قد يظهر الضغط النفسي كأعراض جسدية مثل التعرق، أو سرعة نبضات القلب مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض المرض أو الألم المزمن.
  • من الصعب على المصاب بمرض مزمن معرفة مقدار مايشاركه مع الآخرين.

من بين الصعوبات التي يواجهها المصاب بمرض مزمن والتي تشمل الألم المزمن هي أن الناس في حياتنا لا يفهمون ما نمر به. ثقافتنا الصحية ضعيفة من ناحية توعية الناس حول هذه التحديات الصحية.

نسرد هنا أربعة أمور نتمنى من الآخرين تفهمها ومراعاتها:

1. إذا كنت مصاب بمرض مزمن، قد تَبْدو بخير.

عندما أُصبتُ بعدوى فيروسية في 2001 وفشلتُ في التعافي منه (لا يختلف عن ما يواجهه المرضى المصابين بمتلازمة ما بعد كوفيد-19 والذين أطلقوا على أنفسهم مسمى مرضى كوفيد-19 طويل الأمد).

أدركت أنني أقطن في عالمٍ موازٍ لم أكن أعلم بوجوده: ألا وهو العالم غير المرئي للمرض المزمن.

السبب في أنه غير مرئي هو أنّ معظمنا الذين يعيشون فيه يبدون كالبقية.

لا يرى الناس الألم الذي نحن فيه، ولا يلاحظون عندما نستند على الجدار أثناء الزيارة لأنه من الصعب جداً علينا أن نقف دون دعم.

الملايين من الناس يعيشون يومياً مع مشاكل طبية غير مرئية للآخرين. وهذا يشمل الظروف التي تهدد الحياة، مثل السرطان، وأمراض القلب. وتشمل أيضاً العديد من الأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد-19، بعد فترة طويلة من تعافيهم.

إنّ الدرس هنا يتلخص في عدم تقييم الحالة الصحية لشخص ما استناداً إلى الحالة التي يبدو بها.

2. وحتى عندما يكون المرض قائماً على أعراض جسدية، فإنّ الحالة العاطفية للشخص يمكن أن تؤثر على أعراضه أيضاً

هنا تمرين بسيط من جزئين لتجربته إذا لم تكن مريضاً أو تشعر بألم:

  1. في المرة القادمة التي تشعر فيها بالضغط النفسي – ربما كنت منزعجاً من شخص ما أو تشعر بالضيق بسبب الالتزامات والجهود – توقف عن كل ما تفعله، وأغلق عينيك، وانتبه لحالة جسدك هل يمكنك الشعور بالضغط؟ قد تشعر فجأة بالتعرق، أو ربما قلبك ينبض بشكل أسرع (من المعدل الطبيعي)، أو جسمك بأكمله ينبض. هذه بعض الأعراض البسيطة التي توضح وتظهر الضغط النفسي في جسم الشخص السليم.                                         
  2. ابقِ تلك الحالة النفسية المرهَقة في مقدمة وعيك، لكن تخيل أنك تعاني من ألم أو مرض مزمن، ماذا سيحدث؟ جسمك يستجيب للضغط النفسي بنفس الطريقة التي فعلتها للتو كشخص سليم. لكن ستُضاف تلك الإستجابةِ إلى أعراضكَ المزمنةِ كُلّ يوم. وإذا كانت هذه الأعراض الناجمة عن مرضك المزمن تتداخل مع الأعراض الجسدية التي تصاحب الضغط النفسي؛ -التي ذكرناها آنفاً- (التعرق، نبضات القلب المتسارعة، نبض الجسم) فبإمكانك أن ترى أنّ الحالة النفسية للشخص تزيد بسهولة من تفاقم الأعراض الجسدية للإنسان.

لذا إدارة الإجهاد والضغط النفسي والحفاظ عليه في مستوى صحي مهم جداً للمريض المزمن. لكن في كثير من الأحيان من المستحيل تطبيقه. لماذا ؟

لأننا نواجه نفس الضغوط التي يواجهها الناس الأصحاء.

3. يحتاجون منك أن تخبرهم عن مدى اهتمامك بصحتهم

وهذا يثير معضلة يواجهها المصابين بالمرض المزمن طوال الوقت. إذا تحدثنا عن صحتنا، فإننا نقلق من أنّ الآخرين قد لا يرغبون بالاستماع لنا. قبل بضع سنوات، كتبت لي امرأة عن صديقة مصابة بمرض مزمن تحبها وتحاول دعمها، ولكن لا تفعل شيئاً سوى الحديث عن مشاكلها الطبية.

وقالت الكاتبة أنه كيفما بدأت محادثتهم، فإنها تتحول دائماً إلى موضوع صحة صديقتها. أخبرتني أنها هي أيضاً لديها مشاكلها الخاصة تود التحدث عنها، لكن لم تسنح لها الفرصة لمشاركتها معها. هي ترغب بأن تكون صادقة مع صديقتها لكنها تخشى أن تسيء إليها إذا أخبرتها كيف تشعر.

ومن ناحية أخرى، إذا لم نتحدث عن صحتنا، فإن ذلك يزيد من إحساسنا بالعزلة لأن الحقيقة هي أنّ المرض المزمن سمة رئيسية من سمات حياتنا. ففي حالتي، لا يمر يوم بدون أن أفكر فيه وبدون أن يؤثر علي بطريقة ما. لذا مشاركة حياتي مع الآخرين تقربني منهم.

كل هذا على سبيل التوضيح سيكون عوناً هائلاً للمرضى الذين يعانون من مرض مزمن؛ إذا أوضحتم اهتمامكم بهم و أظهرتموه لهم من خلال تفاعلكم معهم بالمحادثات و رغبتكم بمعرفة مشاكلهم الصحية.

4. كونك على جدول زمني صارم ليس ممتعاً، لكنه غالباً ضروري

القدرة على أن تكون عفوياً هي إحدى متع الحياة ولكن تكاد تكون غير ممكنة لأولئك الذين يعانون من مرض مزمن.

مرة أخرى، سأوضح من حياتي الخاصة، لا يمكن أن يمر يومي دون قيلولة واحدة وأحياناً قيلولتين. وهذا يعني أنه إذا اتصل أحدهم في الساعة الحادية عشرة صباحاً وطلب تناول الغداء معاً لن أستطيع الذهاب، لأنني لم أخطط لجدول قيلولتي حول هذه الدعوة غير المتوقعة.

وبعبارة أخرى، أحتاج إلى إشعار مسبق ليوم واحد على الأقل حتى أتمكن من التخطيط لجدول قيلولتي قبل أي التزام قادم.

بالإضافة إلى ذلك، حوالي الساعة السابعة مساءً “أتحول إلى يقطينة”، كما أحب أن أقول، أي ” أنامُ مبكراً”. لذا العفوية ليست ضمن جدولي في المساء.

ومن المحبط أن مرضي يتطلب مني أن التزم بجدول زمني محدد يمنعني من أن أكون عفوية. ويزيد من هذا الإحباط الحاجة إلى تقديم الأعذار في كل مرة لماذا لا أستطيع أن أفعل هذا أو ذاك.

أمنيتي القلبية للجميع هي أن يكون لديكم أشخاص في حياتكم يدركون أهمية مراعاة هذه النقاط الأربع.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: رشا الحربي

تويتر: @eunlina7

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!