crossorigin="anonymous">
15 ديسمبر , 2021
من بين الصعوبات التي يواجهها المصاب بمرض مزمن والتي تشمل الألم المزمن هي أن الناس في حياتنا لا يفهمون ما نمر به. ثقافتنا الصحية ضعيفة من ناحية توعية الناس حول هذه التحديات الصحية.
عندما أُصبتُ بعدوى فيروسية في 2001 وفشلتُ في التعافي منه (لا يختلف عن ما يواجهه المرضى المصابين بمتلازمة ما بعد كوفيد-19 والذين أطلقوا على أنفسهم مسمى مرضى كوفيد-19 طويل الأمد).
أدركت أنني أقطن في عالمٍ موازٍ لم أكن أعلم بوجوده: ألا وهو العالم غير المرئي للمرض المزمن.
السبب في أنه غير مرئي هو أنّ معظمنا الذين يعيشون فيه يبدون كالبقية.
لا يرى الناس الألم الذي نحن فيه، ولا يلاحظون عندما نستند على الجدار أثناء الزيارة لأنه من الصعب جداً علينا أن نقف دون دعم.
الملايين من الناس يعيشون يومياً مع مشاكل طبية غير مرئية للآخرين. وهذا يشمل الظروف التي تهدد الحياة، مثل السرطان، وأمراض القلب. وتشمل أيضاً العديد من الأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد-19، بعد فترة طويلة من تعافيهم.
إنّ الدرس هنا يتلخص في عدم تقييم الحالة الصحية لشخص ما استناداً إلى الحالة التي يبدو بها.
هنا تمرين بسيط من جزئين لتجربته إذا لم تكن مريضاً أو تشعر بألم:
لذا إدارة الإجهاد والضغط النفسي والحفاظ عليه في مستوى صحي مهم جداً للمريض المزمن. لكن في كثير من الأحيان من المستحيل تطبيقه. لماذا ؟
وهذا يثير معضلة يواجهها المصابين بالمرض المزمن طوال الوقت. إذا تحدثنا عن صحتنا، فإننا نقلق من أنّ الآخرين قد لا يرغبون بالاستماع لنا. قبل بضع سنوات، كتبت لي امرأة عن صديقة مصابة بمرض مزمن تحبها وتحاول دعمها، ولكن لا تفعل شيئاً سوى الحديث عن مشاكلها الطبية.
وقالت الكاتبة أنه كيفما بدأت محادثتهم، فإنها تتحول دائماً إلى موضوع صحة صديقتها. أخبرتني أنها هي أيضاً لديها مشاكلها الخاصة تود التحدث عنها، لكن لم تسنح لها الفرصة لمشاركتها معها. هي ترغب بأن تكون صادقة مع صديقتها لكنها تخشى أن تسيء إليها إذا أخبرتها كيف تشعر.
ومن ناحية أخرى، إذا لم نتحدث عن صحتنا، فإن ذلك يزيد من إحساسنا بالعزلة لأن الحقيقة هي أنّ المرض المزمن سمة رئيسية من سمات حياتنا. ففي حالتي، لا يمر يوم بدون أن أفكر فيه وبدون أن يؤثر علي بطريقة ما. لذا مشاركة حياتي مع الآخرين تقربني منهم.
كل هذا على سبيل التوضيح سيكون عوناً هائلاً للمرضى الذين يعانون من مرض مزمن؛ إذا أوضحتم اهتمامكم بهم و أظهرتموه لهم من خلال تفاعلكم معهم بالمحادثات و رغبتكم بمعرفة مشاكلهم الصحية.
القدرة على أن تكون عفوياً هي إحدى متع الحياة ولكن تكاد تكون غير ممكنة لأولئك الذين يعانون من مرض مزمن.
مرة أخرى، سأوضح من حياتي الخاصة، لا يمكن أن يمر يومي دون قيلولة واحدة وأحياناً قيلولتين. وهذا يعني أنه إذا اتصل أحدهم في الساعة الحادية عشرة صباحاً وطلب تناول الغداء معاً لن أستطيع الذهاب، لأنني لم أخطط لجدول قيلولتي حول هذه الدعوة غير المتوقعة.
وبعبارة أخرى، أحتاج إلى إشعار مسبق ليوم واحد على الأقل حتى أتمكن من التخطيط لجدول قيلولتي قبل أي التزام قادم.
بالإضافة إلى ذلك، حوالي الساعة السابعة مساءً “أتحول إلى يقطينة”، كما أحب أن أقول، أي ” أنامُ مبكراً”. لذا العفوية ليست ضمن جدولي في المساء.
ومن المحبط أن مرضي يتطلب مني أن التزم بجدول زمني محدد يمنعني من أن أكون عفوية. ويزيد من هذا الإحباط الحاجة إلى تقديم الأعذار في كل مرة لماذا لا أستطيع أن أفعل هذا أو ذاك.
أمنيتي القلبية للجميع هي أن يكون لديكم أشخاص في حياتكم يدركون أهمية مراعاة هذه النقاط الأربع.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: رشا الحربي
تويتر: @eunlina7
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً