فيروس كورونا: هل الحديث معدي أكثر من السعال؟

فيروس كورونا: هل الحديث معدي أكثر من السعال؟

22 يوليو , 2021

ترجم بواسطة:

محمود البيومي

بينت الدراسة أهمية التهوية المناسبة للأماكن المغلقة ودورها في الحد من العدوى بفيروس كورونا، بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية الأخرى.

أشارت دراسة بريطانية إلى أن التحدث إلى شخص مصاب بفيروس كورونا قد يكون معديًا مثل السعال بل أكثر خاصةً في الأماكن سيئة التهوية.

ومن المعلوم أنه يمكن أن ينتشر فيروس كورونا من خلال عدد من الطرق، بما في ذلك القطرات المحتوية على الفيروسات التي تنبعث عندما يتنفس الشخص المصاب أو يتحدث أو يسعل، قال الخبراء:” إنه يمكن أن يساعد في تفسير سبب انتشار الفيروس بسهولة أكبر في الأماكن المغلقة”.

وطور الخبراء نماذج لاستكشاف المخاطر التي تشكلها القطرات الكبيرة والصغيرة لفحص كيفية انتشار فيروس كورونا  COVID-19 في الأماكن المغلقة، واستخدم الباحثون في هذه الدراسة نموذجًا رياضيًا اعتمادًا على حجم القطرات المنبعثة من الأفراد المصابين عند التحدث أو السعال وحجم الغرفة وعدد الأشخاص ومدى جودة تهوية المكان والجرعة المقدرة المطلوبة للتسبب في العدوى وما إذا كان الناس يرتدون أقنعة الوجه.

 ووجدت الدراسة أنه عندما يكون هناك شخصان في مكان سيئ التهوية ولا يرتديان أقنعة، فإن التحدث المطول يكون أكثر احتمالاً بكثير لنشر الفيروس من السعال القصير، ذلك لأننا عندما نتحدث، ننتج قطيرات صغيرة يمكن أن تنتشر في الهواء لمسافات تزيد عن مترين وتتراكم في منطقة بدون تهوية كافية.   ومن ناحية أخرى، ينتج عن السعال المزيد من القطرات الكبيرة، والتي تسقط بسرعة على الأرض وتستقر على الأسطح.

 في أحد السيناريوهات النموذجية، وجد الباحثون أنه بعد السعال القصير، سينخفض ​​عدد الجسيمات المعدية في الهواء بسرعة بعد 1-7 دقائق، وفي المقابل، بعد التحدث لمدة 30 ثانية فقط سينخفض ​​عدد الجسيمات المعدية إلى مستويات مماثلة خلال 30 دقيقة؛ وظل عدد كبير من الجسيمات معلقًا بعد مرور ساعة كاملة.

  بعبارة أخرى، فإن جرعة من جزيئات الفيروس القادرة على التسبب في الإصابة بالعدوى ستبقى في الهواء بعد الكلام لفترة أطول بكثير من السعال، (في هذا السيناريو النموذجي، تم إدخال نفس عدد القطرات خلال سعال مدته 0.5 ثانية كما حدث خلال 30 ثانية من الكلام)

 ومع ذلك، فإن ارتداء الأقنعة من أي نوع يقلل من كمية الفيروس الذي ينتقل عبر الهواء بدرجات مختلفة لأن الأقنعة ترشح بعض القطرات وتبطئ زخم جزيئات الزفير.

وفي أحد السيناريوهات وجد أنه عندما يتحدث الشخص المصاب بداخل غرفة لمدة ساعة، فإن الآخرين في الغرفة يواجهون خطرًا يصل إلى 20٪ من العدوى،

وإذا تم تحسين التهوية بحيث يتم تجديد الهواء خمس مرات في الساعة بدلاً من ثلاث مرات، يمكن خفض هذا الخطر إلى أقل من 2٪؛ يمكن الحصول على انخفاض مماثل إذا كان كل شخص يرتدي أقنعة الوجه ثلاثية الطبقات.

وتم تقليل هذا الخطر بمقدار ثلاثة أضعاف عندما سمح بتدفق الهواء في الغرفة حيث تم تغيير هواء الغرفة بالكامل 10 مرات في الساعة (في غرفة جيدة التهوية، عادة ما يكون هناك من 10 إلى 20 تغييرًا للهواء في الساعة)

قام بالدراسة باحثون من جامعة كامبريدج وإمبريال كوليدج لندن، المملكة المتحدة، في ورقة بعنون “التهوية … لها أهمية قصوى في تقليل مخاطر العدوى في الداخل”.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة بيدرو دي أوليفيرا من قسم الهندسة في كامبريدج: “لقد تطورت معرفتنا بانتقال فيروس كورونا SARS-CoV-2 بوتيرة مذهلة، عندما تفكر في أنه قد مر عام واحد فقط على اكتشاف الفيروس، لقد أوضحنا كيف يمكن لهذه القطيرات الصغيرة أن تتراكم في الأماكن المغلقة على المدى الطويل، وكيف يمكن التخفيف من ذلك من خلال التهوية المناسبة”.

واستخدم الباحثون النتائج التي توصلوا إليها لإنشاء أداة مجانية عبر الإنترنت، تسمى Airborne. Com ، لإظهار كيف تؤثر التهوية والعوامل الأخرى على خطر انتقال العدوى في الداخل وهذه الأداة يمكن استخدامها من قبل الأشخاص الذين يديرون أماكن العمل والفصول الدراسية للمساعدة في تحديد ما إذا كانت التهوية مناسبة مع الأخذ في الاعتبار التنبيهات الموجودة في الموقع.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: د. محمود البيومي

مراجعة: د. عبدالقادر مساعد 

تويتر: @rcmc2000


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!