crossorigin="anonymous">
13 يونيو , 2022
اكتشف باحثون من معهد ويلكوم سانغار، ومعهد هدسون للأبحاث الطبية في أستراليا، وجامعة كامبريدج، والمتعاونون معهم، سلالتين جديدتين من البكتيريا في ميكروبيوم الفئران تسبب أعراض مرض التهاب الأمعاء.
أظهرت دراسة نُشرت هذا الشهر في دورية (Nature Microbiology) أن هذه البكتيريا توجد عادةً في الفئران التي تستخدم لدراسة مرض التهاب الأمعاء، ويمكن أن تؤثر على نتائج البحث قي هذه الحالة. أظهرت أيضًا أنه من الضروري الأخذ في الاعتبار طبيعة أمعاء الميكروبيوم عند تفسير البيانات. في المستقبل، سيتم التحقيق حول ما إذا كان يوجد سلالات مماثلة لتلك البكتيريا في الأمعاء البشرية قد يؤدي إلى مزيد من التبصر ومعالجة مرض التهاب الأمعاء.
مرض التهاب الأمعاء هو حالة تستمر مدى الحياة وتؤثر في حوالي 6.8 مليون شخص على مستوى العالم كل عام. يحدث هذا عندما يكون هناك التهاب مزمن في الجهاز الهضمي ويشمل التهاب القولون التقرحي، ومرض كرون. يعتبر مرض التهاب الأمعاء حالة مزمنة، وعندما تُثار يمكن أن تسبب أعراض منهكة تقلل بشكل كبير جودة حياة المريض.
في حين أن السبب الدقيق لمرض التهاب الأمعاء غير معروف، فقد اُقترح في بعض الأشخاص أن الجهاز المناعي يتفاعل مع البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء، وذلك يبرز أهمية دراسة الميكروبيوم لفهم هذه الحالة وعلاجها.
في السنوات الأخيرة توسعت معرفة الميكروبيوم البشري على نطاق واسع، ومع ذلك فالأبحاث المماثلة لها في نماذج الفئران بقيت محدودة. يعتمد البحث في مرض التهاب الأمعاء بشكل كبير على نماذج الفئران المعروفة باسم (ديكستران كبريتات الصوديوم) (DSS) لمعرفة ماذا يحدث في الأمعاء ودور الجينات في هذه الحالة.
وفي حين وُضعت بروتوكولات محددة للسيطرة على أي آثار يمكن أن تسببها البكتيريا المُمرضة في ميكروبيوم الفئران، ولكن لاتزال هناك مجموعة كبيرة من البكتيريا يجب تصنيفها وتحديدها وفهمها. من المهم فهم ميكروبات الفئران وتأثيرها على المرض في حالة تأثير ذلك على النتائج و تأثيره على أي أبحاث أخرى.
في هذا المنشور الأخير، درس الباحثون حوالي 600 فأر من منشأة واحدة في معهد ويلكوم سانغار وقامو بتحليل كل الميكروبيوم بالتفصيل. حدد هذا النهج الجديد واسع النطاق نوعين جديدين من البكتيريا يؤديان إلى فقدان الوزن والتهاب الأمعاء في الفئران، وسماها الباحثون Duncaniella muricolitica و Alistipes okayasuensis.
وجد الباحثون أن بكتيريا Duncaniella muricolitica وAlistipes okayasuensis هي بكتيريا شائعة في مستعمرات الفئران حول العالم، باستخدام بيانات من أعمال سابقة صنفت 26.640 بكتيريا في ميكروبيوم الفئران.
ونظرًا لأن هذه البكتيريا تسبب أعراض مرض التهاب الأمعاء، فإنها تؤثر على نتائج نماذج الفئران لدراسة مرض التهاب الأمعاء. يقترح الباحثون أن هذا يجب أن يُلاحظ في تصميم الدراسات، وإذا كانت هذه البكتيريا موجودة فإنها يجب أن تؤخد في الاعتبار عند تفسير النتائج.
تستخدم نماذج الفئران على نطاق واسع للكشف عن المزيد من المعلومات حول تطوير وعلاج مرض التهاب الأمعاء، ورغم ذلك أظهر بحثنا أن ميكروبيوم هذه الفئران يمكن أن يؤثر على نتائج هذه الدراسات.
يقول دكتور صاموئيل فورستر، المؤلف الأول، من معهد هدسون للأبحاث الطبية في أستراليا: “في حين أن هناك طرق مطبقة حاليًا لتقليل تأثير البكتيريا المسببة للأمراض المعروفة في الدراسات، وكنا أوضحنا أن هناك بكتيريا لم تكن معروفة في السابق، وبالتالي لم تُعدل. نأمل أن يساعد بحثنا في تصميم الدراسة وتفسير أعمال مشابهة في المستقبل”.
تقول د. فرجينيا بديكورد، مؤلفة مشاركة من جامعة كامبريدج: “يتزايد التعرف على ميكروبيوم الأمعاء البشرية كممثل رئيسي في الصحة والمرض، خاصةً في حالات مثل مرض التهاب الأمعاء. ولدراسة هذا نحتاج أيضًا إلى فهم أكثر عمقًا لميكروبيوم الفئران، بما في ذلك البكتيريا الموجودة، وتفاعلاتها، وكيف تختلف باختلاف مستعمرات الفئران ومرافقها. يبدأ بحثنا في إعطاء رؤى جديدة وحاسمة لهذه العوامل”.
يقول د. تريفور لولي، مؤلف مشارك من معهد ويلكوم سانغار: “حددت دراستنا واسعة النطاق سلالتين جديدتين من البكتيريا ظهر أنها تسبب أعراض هذا المرض لدى الفئران. الآن نحن على دراية بهذه البكتيريا، ولدينا رؤية أكثر استنارة للنتائج التي تأتي من الدراسات التي تستخدم نماذج الفئران هذه، للمضي قدمًا. هذا مهم حيث أن العلماء حول العالم يقومون بأبحاث أساسية، وكذلك البحوث التكنولوجية الحيوية أو الصيدلانية لمرض التهاب الأمعاء، ويستخدمون نماذج الفئران للكشف عن طرق جديدة للوقاية أو علاج هذه الحالة”.
المصدر: medicalxpress.com
ترجمة: بسمة يحيى راشد
مراجعة وتدقيق: إيمان رمضان
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً