أتشعر بالإعياء؟ قد تسبب العادات الحميدة التوتر أحياناً

أتشعر بالإعياء؟ قد تسبب العادات الحميدة التوتر أحياناً

14 مارس , 2021

ترجم بواسطة:

نور الجشي

دقق بواسطة:

زينب محمد

يشعر الكثير منا مؤخراً بأنه في قمة الإحباط، سواء كان يعمل في منزله أو برفقة عائلته وأصدقائه، بالخارج أو في مقر عمله. 

إن التركيز على المهام التي يجب إنجازها غالباً ما يكون أمراً صعباً، وأثناء ذلك ينتهي المطاف بنا إلى تأجيل المهام المهمة إلى الغد. ثم تبدأ عندها الأهداف بالتراكم، ويتفاقم الشعور بالتوتر. وقد نشعر أن ما كان يبدو لنا هيناً سهل التنفيذ، ولا حاجة للتفكير فيه، قد صار يُنهِينا بدل أن ننهيه نحن. إن العودة إلى عقلية مطمئنة وهادئة ومنتجة جهدٌ يستحق العناء، ولكنها تحتاج إلى أن تُمعن النظر قليلاً في عاداتك القديمة.

لدى معظمنا عادات عمل حميدة قد اكتسبها على مر السنين، تنسق لنا كل شيء تلقائياً،  بدايةً من طريقة تفكيرنا، وشعورنا، وتصرفاتنا، مروراً  بطريقتنا في بدء يومنا وعملنا، ختاماً بما  نفعله لنستعيد طاقتنا. نستخدم هذه العادات المتأصلة للمساعدة على حل المشاكل المفاجئة، والإبداع، والحفاظ على العلاقات، والقيام بالروتين المسائي. ولكنها قد لا تُجدي  في كل الأوقات، كما هو الحال اليوم في بيئة مشبعة بالتوتر بسبب فيروس كورونا (وحتى في أوقات أخرى). وكلما كبر توقعنا لنفعها زاد إجهادها لنا، وزادت صعوبتها.

إننا لا نفكر ملياً في هذه التصرفات العفوية إلا إن شذّت فجأة، وعندها نحاول اكتشاف سبب شذوذها لئلا يتكرر مجدداً. وفي المقابل، لا نتمعن كفاية في التفاصيل التي تجعل الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.

قد يساعدنا القليل من التأمل في النفس مساعدةً كبيرةً:

إن شعرت بالإعياء الشديد، فحاول البحث فيما سلف ذكره من الأسباب والنتائج عما يشابه ما تفعله وتحس به. إن هذا من شأنه أن يجعلك تمسك بزمام الأمور. إنه أساس التحكم في النفس وتغيير الحالة الذهنية لتصبح أكثر توافقاً مع أهدافك.

في نهاية المطاف، قد يحتاج بعضنا إلى تغيير أسلوب عمله بسبب التوتر الذي يسببه، والبعض الآخر قد يضطر إلى الاجتهاد في المحافظة عليه، لأن نتيجته مرضية. لذلك فإن الأمر يرجع إلى الانتباه جيداً إلى ما تواجهه أو تظهره مما يتكرر روتينياً، ثم تقرر أي الخيارين تحتاجه. وهناك طريقة بسيطة تستطيع تجربتها لكي تجعل طريقة تفكيرك أكثر إنتاجية وخلوًّا من التوتر، وهي أن تنتبه إلى الطريقة التي تنتبه بها.

جرب الآتي:

استخدم التفكر لمعرفة العادات التي تسبب التوتر، ولكي تجدها فكّر بموقف ما وتتبع خطواتك فيه عكسياً، حتى تستعيد ما حدث قبل شعورك بالتوتر مباشرةً. من فوائد التفكر أنه يمكِّنُك من فحص تجربة ما بتفاصيلها لتجد ما يسبب لك التوتر فيها مما قد خفي عنك، وهذا يسهل عليك التعرف عليها عندما تواجهها مجدداً.

ولكن المعرفة وحدها لن تحل مشكلتك. فلإصلاحها تحتاج إلى تخفيف أنماط السلوك المسببة للتوتر، والتي ربما كانت مفيدة في الماضي، إلا أنه لا فائدة منها في الحاضر، ثم إفساح المجال لأنماط جديدة. أي أن عليك إيجاد بديل يناسبك ويخدم أهدافك.

استخدم التخيل لتصنع أنماط سلوك جديدة لها نتائج أكثر سلاسة وهدوءاً. يمكنك استخدام استراتيجيات مناسبة لاحتياجاتك، أو أي نظام توجيه يركز على السلوك الإيجابي في مكان العمل (يمكنك تعديله)، مثل قراءة النصوص غير الخيالية، واليوتيوب، والأدب الخيالي، والفن، والسينما، والموسيقى، حتى تجد الإلهام، ثم أضف السلوكيات في المواقف التي تفكرت فيها من قبل، وتخيل النتيجة إن قمت بها. تخيل نفسك وأنت تفعلها.

ومجدداً، تتبع خطواتك. يمكنك استخدام شريط الذكريات في عقلك لإيجاد وإصلاح ما في الاستراتيجيات المتنوعة من المشاكل المحتملة، أو لصنع الخطة أوالخطة ب للاحتياط. استخدم التخيل لتمرين الأنماط الجديدة، كما تمرن العضلات في الصالة الرياضية، مع كثير من التكرار. وعندما تنخرط في الحياة الواقعية، سيشغل دماغك الخطط الجديدة المخففة للتوتر.

المصدر: hwww.psychologytoday.com

ترجمة: نور الجشي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!