المضادات الحيوية تعطل نمو العقل الاجتماعي لدى الفئران

المضادات الحيوية تعطل نمو العقل الاجتماعي لدى الفئران

29 ديسمبر , 2020

ترجم بواسطة:

يمنى يوسف

دقق بواسطة:

ديمة حنون

 قد يؤثر التعرض المبكر للمضادات الحيوية على مسار إشارات الدماغ المرتبطة بالسلوك الاجتماعي والتحكم في الألم. وتنخفض استجابة المستقبلات المتحكمة في إشارات الإندورفين والأكسيتوسين والفازوبرسين في القشرة الأمامية الجبهية لدى الفئران صغيرة السن المُعالجة بالمضادات الحيوية.

المصدر: جامعة أوكسفورد

وجدت دراسة جديدة أجرتها الدكتورة كاترينا جونسون والدكتور فيليب بيرنيت  بأن العلاج  بالمضادات الحيوية في وقت مبكر من الحياة قد يعطل مسار إشارات الدماغ المختص بالسلوك الاجتماعي و التحكم في الألم لدى الفئران، وقد نُشرت هذه الدراسة اليوم في مجلة BMC لعلم الأعصاب.

وكانت كاترينا جونسون، الدكتورة في  قسمي الجامعة للطب النفسي وعلم النفس التجريبي، تجري أبحاثا في آثار تعطيل الميكروبيوم في أدمغة الفئران. وتوضح قائلة :« نحن نعلم من أبحاث سابقة بأن الحيوانات التي تفتقد الميكروبات ، مثل الحيوانات الخالية من الجراثيم (المجردة من الميكروب) أو الحيوانات المعالجة بالمضادات الحيوية (المستنفذة بشدة من الميكروب) تعاني من اختلال في السلوك الاجتماعي، ولذلك اهتممت بشكل خاص بتأثير الميكروبيوم على إشارات الإندورفين والأكسيتوسين والفازوبرسين لما تلعبه هذه الببتيدات العصبية من دور حيوي في السلوك الاجتماعي والعاطفي».

كانت النتائج الأكثر لفتا للنظر في الحيوانات صغيرة السن المُعالجة بالمضادات الحيوية ،وأسفرت عن انخفاض في استجابة المستقبلات المتحكمة في إشارات الإندورفين والأكسيتوسين والفازوبرسين في القشرة الأمامية الجبهية. وعلقت دكتورة كاترينا: «إذا كان مسار الاشارات أقل نشاطاً، فقد يساعد ذلك في تفسير الخلل السلوكي الذي يظهر على الحيوانات المُعالجة بالمضادات الحيوية. وبالرغم من أن هذه الدراسة أجريت على حيوانات أعطيت مزيجا قويا  من المضادات الحيوية ، إلا أن نتائجها أبرزت احتمالية التأثيرات الضارة لتناولها على الدماغ في طور النمو».

وأضاف دكتور فيليب: «أكد بحثنا الإجماع المتزايد على أن الخلل في الميكروبيوم خلال مرحلة النمو يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على وظائف الأعضاء، بما في ذلك الدماغ».

أُجريت الدراسة على عدد صغير نسبياً من الحيوانات التي أعطيت جرعات عالية من المضادات الحيوية ، ويجب أن تتبعها دراسات  لاحقة حيث أن  المجتمع يعتمد على المضادات الحيوية، إلا أنها لا تزال تلعب دورًا حيويًا في الطب لمكافحة العدوى البكتيرية.

كانت هذه أول دراسة تبحث في مدى تأثير الميكروبيوم على نظام  الإندورفين في الدماغ  (حيث يُنشط الإندورفين مستقبلات الأفيونات)،  ولذلك فقد يكون للنتائج أهمية سريرية. وقالت دكتورة كاترينا: «إن الآثار السلبية للمضادات الحيوية على نظام  الإندورفين لا تؤثر فقط على السلوك الاجتماعي و لكن أيضاً على التحكم في الالم. إننا في حقيقة الأمر نعرف أن الميكروبيوم المعوي يؤثر على الاستجابة للألم ، ولذا فقد تكون هذه إحدى طرق عملها».

“من الملاحظات المثيرة للدهشة قليلاً التناقض في النتائج بين الفئران الخالية من الجراثيم والفئران المُعالجة بالمضادات الحيوية، حيث أن التغييرات في التخلق العصبي عادة ما تكون  في الاتجاه المقابل. هذا الاستنتاج وثيق الصلة لأن استخدام المضادات الحيوية لاستنزاف الميكروبيوم عادة ما يعد بديلا أسهل للحيوانات الخالية من الجراثيم. رغم ذلك فإننا نؤكد  على الحاجة للأخذ بالطريقتين على أنهما نموذجان متمايزان  للتعامل مع الميكروبيوم عند البحث في  تأثير الميكروبات على الدماغ والسلوك.”

الخلاصة:

الآثار المتعارضة للمضادات الحيوية وحالة الخلو من الجراثيم على أنظمة  الببتيدات العصبية المسؤولة عن السلوك الاجتماعي والتحكم  بالألم.

الخلفية:

 بينت الأبحاث الحديثة أن منظومة الكائنات الحية الدقيقة التي تسكن الأمعاء تؤثر على نموالدماغ  ووظائفه وسلوكه. إن الخلل في الميكروبيوم المعوي تحديداً خلال فترات النمو الحاسمة قادر على إحداث آثار دائمة على وظائف أعضاء الجسم المضيف. ويؤثر كل من التعرض للمضادات الحيوية وحالات الخلو من الجراثيم على الجهاز العصبي المركزي ويمكنه أن يغير عدة جوانب سلوكية . عادة ما تظهر الاعتلالات السلوكية لدى الحيوانات المُعالجة بالمضادات الحيوية والخالية من الجراثيم، إلا أن فهم التغيرات البيولوجية العصبية التي تسبب هذه الاعتلالات يظل قاصرا . وحيث إن  أنظمة مستقبلات أشباه الأفيونات من النمط ميو والأكسيتوسين والفازوبرسين تعتبر معدلات أساسية للسلوك الاجتماعي للثدييات، فقد بحثنا في تأثير التلاعب التجريبي  بالميكروبيوم المعوي على استجابة هذه المسارات.

النتائج:

 أظهرنا أن  إشارات الببتيدات العصبية  الاجتماعية  تتعطل لدى الفئران المُعالجة بالمضادات الحيوية والخالية من الجراثيم، مما قد يكون أحد أسباب العيوب السلوكية الملاحظة على نماذج الحيوانات هذه .ومن أبرز النتائج الملاحظة انخفاض استجابة  جينات المستقبلات العصبية في القشرة الأمامية الجبهية لدى الفئران التي تناولت مزيجًا من المضادات الحيوية بعد فطامها. بالإضافة إلى ذلك، فإن التغييرات الملحوظة لدى الفئران الخالية من الجراثيم كانت عموماً في الاتجاه المعاكس للفئران المُعالجة بالمضادات الحيوية.

الاستنتاجات:

 يمكن أن يؤثر العلاج بالمضادات الحيوية في الصغر على مسار الإشارات الداعمة للسلوك الاجتماعي والتحكم في الألم. بما أن تناول المضادات الحيوية شائع لدى الأطفال والمراهقين، فقد أبرزت نتائجنا الآثار الجانبية المُحتملة عند التعرض للمضادات الحيوية أثناء فترات النمو العصبية الأساسية هذه على الدماغ البشرية، متضمناً احتمالية زيادة خطر الإصابة بحالات نفسية عصبية في مرحلة لاحقة من الحياة. علاوة على ذلك، نظراً لأن المضادات الحيوية تعد بديلا أسهل استعمالا من الحالات الخالية من الجراثيم، فإن نتائجنا المتباينة لهذين العلاجين تشير إلى ضرورة اعتبارهما كنموذجين متمايزين .

المصدر:

ترجمة: يمنى يوسف

تويتر: YomnaYoussef10

تدقيق: ديمة حنون

تويتر :  dhanoon3


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!