crossorigin="anonymous">
11 مارس , 2024
تسلط دراسة نوعية جديدة الضوء على العواقب الشخصية والنفسية الوخيمة المتعقلة بـ “حمية اليويو”، والمعروفة أيضًا بدوامة الوزن. تؤكد الدراسة على مدى سوء نظام حمية اليويو ومدى صعوبة الإقلاع عنها على الناس.
تُضيف لينسي رومو، المؤلفة الرئيسية لورقة بحثية عن الدراسة وأستاذة جامعية مساعدة في الاتصالات بجامعة ولاية كارولينا الشمالية على أن “حمية اليويو تُعرف بزيادة وفقدان الوزن عن غير عمد لأجل اكتسابه ثانيةً واستئناف الدوامة، وهي جزء سائد من الثقافة الأمريكية، حيث يتم تطبيع الحميات الغذائية المبتذلة وخطط إسراع فقدان الوزن أو الأدوية لأجل تحقيق معايير الجمال التي يسعى الناس إليها”.
“بناءً على ما تعلمناه من خلال هذه الدراسة، بالإضافة الى البحث الحالي، نوصي معظم الناس بتجنب اتباع حمية غذائية، ما لم يكن لحاجةٍ صحية. وتقدم دراستنا أيضًا أفكارًا للناس حول كيفية مكافحة الجوانب الخفية لحمية اليويو وتحدي الدوامة”.
ولأجل الدراسة، أجرى الباحثون مقابلات تفصيلية مع 36 بالغًا – 13 رجلًا و 23 امرأة – الذين عانوا من حمية اليويو حيث فقدوا واستعادوا أكثر من 11 رطلًا.
كان الهدف هو معرفة المزيد حول سبب وكيفية خوض الناس في دوامة حمية اليويو، وكيف تمكنوا من الإقلاع عنها إن استطاعوا.
أعرب جميع المشاركون في الدراسة عن رغبتهم في فقدان الوزن بسبب النظرة الاجتماعية السلبية المتعلقة بأوزانهم، و/أو لأنهم كانوا يقارنون أوزانهم بأوزان المشاهير وأقرانهم.
تقول رومو: “لم يبدأ المشاركون باتباع حمية غذائية لأسباب صحية للغاية، ولكن لأنهم شعروا بضغط اجتماعي لفقدان الوزن”.
أفاد المشاركون في الدراسة أيضًا عن مشاركتهم في العديد من استراتيجيات فقدان الوزن، مما أدت الى حدوث نزول وزن أولي، ولكن استعادوه في النهاية.
أدت استعادة الوزن إلى شعور الناس بالإحباط وعززت استيعاب الوصمة المرتبطة بالوزن الزائد – مما جعل المشاركون في الدراسة يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم بخلاف ما كانوا يشعرون به قبل أن يبدأوا في اتباع حمية غذائية.
وهذا بدوره ما دفع الناس غالبًا إلى ممارسة سلوكيات خطيرة على نحو متزايد لمحاولة فقدان الوزن مرة أخرى.
تُضيف رومو: “على سبيل المثال، انخرط العديد من المشاركين في سلوكيات مضطربة للتحكم في الوزن، كـالشراهة والأكل العاطفي، وتقييد الطعام والسعرات الحرارية، وحفظ احتساب السعرات الحرارية، والإحباط بشأن ما يأكلونه والأوزان على الميزان، والعودة الى الحلول السريعة (مثل حمية منخفضة الكربوهيدرات أو أدوية الحمية الغذائية)، والمبالغة في ممارسة التمارين، وتجنب المناسبات الاجتماعية مع الطعام لفقدان الوزن بسرعة”.
“أصبحت سلوكيات النظام الغذائي تلك غير مستدامة حتمًا، واستعاد المشاركون أوزانهم أكثر مما فقدوه في البداية غالبًا”.
وبحسب قول كاتلين ميلر، المؤلفة المشاركة في الدراسة وطالبة الدراسات العليا في جامعة كارولينا الشمالية الأمريكية: “أصبح جميع المشاركين في الدراسة مهووسين بأوزانهم تقريبًا”.
وأضافت: “أصبحت خسارة الوزن نقطة رئيسية في حياتهم، لدرجة أنها شتتهم عن قضاء الوقت مع أصدقائهم، وعائلتهم، وزملائهم وحدّتهم من مُغريات زيادة الوزن مثل الشرب والإفراط في الأكل”.
تقول رومو: “وصف المشاركون التجربة بأنها إدمانية أو دوامة خبيثة”.
وأوضحت: “كان المشاركون الأكثر نجاحًا في تحدي الدوامة قادرين على تبني سلوكيات غذائية صحية، مثل تناول نظام غذائي متنوع والأكل عند الجوع، بدلًا من معاملة الأكل كشيء يتطلب المراقبة أو السيطرة أو العقاب”.
ومع ذلك، وجد الباحثون أن الغالبية العظمى من المشاركين في الدراسة عالقين في الدوامة.
وبحسب قول رومو:” إن الجمع بين أنماط التفكير الراسخة، والتوقعات المجتمعية، وثقافة الحمية السامة، والنظرة المجتمعية السلبية الشائعة عن الوزن الزائد تجعل من الصعب على الناس الخروج تمامًا من الدوامة، حتى عندما يرغبون بذلك حقًا”.
تُضيف رومو: “تخبرنا هذه الدراسة أن دوامة الوزن تعتبر ممارسة سلبية قد تسبب ضررًا فعليًا للناس في النهاية”.
“تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن اتباع حمية غذائية من الممكن أن تكون ضارةً على الناس، مالم يكن ذلك ضروريًا من الناحية الطبية. إن اتباع نظام غذائي لتلبية بعض المعايير المجتمعية المفترضة أوقع بالمشاركين سهوًا في سنوات من الإحباط، وعدم الرضا عن الجسم، والتعاسة، والضغط، والمقارنات الاجتماعية، والقلق المرتبط بالوزن الزائد. وبمجرد البدء بحمية، من الصعب جدًا على العديد من الناس تجنب الصراع الأبدي مع أوزانهم”.
المصدر: https://www.sciencedaily.com
ترجمة: رشا ناصر
تويتر: @rasha4t
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً