القرنية المخروطية

القرنية المخروطية

11 نوفمبر , 2023

ترجم بواسطة:

مباركة العلي

دقق بواسطة:

زينب محمد

القرنية المخروطية هو اضطراب يصيب قرنية العين حيث يتعرض مركز القرنية والمنطقة المحيطة بها لترقق وتحدب مستمر يؤدي إلى انحراف وتقوس غير منتظم.

المسببات

يصيب اضطراب القرنية المخروطية 1 من كل 700 شخص ولم تحدد مسبباته بعد، ولكن سُجلت حالات إصابة بالقرنية المخروطية بين أشخاص مصابين بأمراض مختلفة مثل الأكزيما، ومتلازمة داون وداء ليبر الخلقي، ومتلازمة إيلرز-دانلوس الذي يؤثر على الأنسجة الضامة، وحالات أخرى لأشخاص لديهم تاريخ مرضي في العائلة. يعتبر النمط الوراثي أحد مسببات القرنية المخروطية ولكن لا يمكن الجزم بأنه هو المسبب الرئيسي.

عوامل الخطر

  • فرك العين بشكل عام، والفرك المرتبط بالإصابة بالأكزيما، أو بالتهاب القرنية، أو بالتهاب الملتحمة الربيعي.
  • انقطاع النفس أثناء النوم.
  • داء النسيج الضام المختلط (MCTD).
  • متلازمة الجفن المرن.
  • التهاب الشبكية الصباغي.
  • العامل الوراثي.
  • متلازمة داون.

علم الأمراض

القرنية المخروطية هو اضطراب يصيب قرنية العين نتيجة لتمزق طبقة بومان وهي إحدى طبقات القرنية، وكذلك نتيجة لترقق النسيج الضام وغشاء الظهارة، ولحدوث تشققات في غشاء ديسميه، وندبات متفاوتة في القرنية.

الوقاية

 لم تثبت أي استراتيجية وقائية فعاليتها حتى الآن، ولكن يعتقد البعض بأن فرك العين أو الضغط عليها مثل النوم مع وضع اليد على العين، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالقرنية المخروطية لمن لم يصاب بها من قبل ويمكن أن يسبب تدهور القرنية المخروطية للمصابين بها. لذا، يجب إرشاد المرضى بعدم فرك العين أو الضغط عليها باليدين أثناء النوم. ومن المهم أيضًا تجنب مسببات الحساسية ومعالجة أمراض الشدفة الأمامية الأخرى لتقليل تهيج العين وبالتالي تقليل فركها.

التشخيص

هناك عدة إجراءات طرق لتشخيص القرنية منها، التشخيص عن طريق مجهر القرنية وذلك لفحص ترقق القرنية في الجزء المركزي والسفلي منها ويمكن أيضًا استخدام جهاز قياس سماكة العين بالموجات فوق الصوتية لقياس المنطقة الأقل سمكًا في القرنية. بالإضافة إلى استخدام تصوير القرنية بالفيديو المحوسب والذي يعد مفيدًا في الكشف المبكر عن القرنية المخروطية، ويسمح بمتابعة تطورها.

طورت تقنية تصوير القرنية بالفيديو باستخدام خوارزميات جديدة تسمح باكتشاف شكل القرنية المخروطية أو الأعراض غير الظاهرة أو المشابهة لأعراض أمراض أخرى، حيث تساهم هذه التقنيات بفحص المرضى بشكل دقيق مما يساعد في تحديد إجراء التصحيح المناسب.

التاريخ الطبي

تصيب القرنية المخروطية كلتا العينين، ولكن قد يكون تأثيرها متفاوت بين العينين حيث يظهر انحراف عالي جدًا وانحدار طفيف في العين الأقل تأثرًا. عادةً ما يبدأ ظهور مرض القرنية المخروطية في بداية مرحلة المراهقة ويتطور في منتصف العشرينيات والثلاثينيات، فقد يبدأ في مرحلة عمرية مبكرة جدًا أو متأخرة، وقد يستمر تقدمه إلى ما بعد الثلاثينيات حيث يتفاوت تطور المرض من شخص لآخر.

ينبغي على المريض تغيير مقاس النظارة التي لا تصحح النظر بشكل فعال مع تقدم الحالة، أو اللجوء إلى ارتداء العدسات اللاصقة اللينة أو العدسات اللاصقة الحيدية، أو العدسات اللاصقة الصلبة النافذة للغاز، ويجب على طبيب العيون أخذ التاريخ الطبي الكامل عند فحص المريض، بما في ذلك التغيير في وصفة النظارات وانخفاض الرؤية وتاريخ ظهور المشاكل الأخرى مثل فرك العين، والحساسية، بالإضافة إلى أنماط النوم.

فحص العين

يجب إجراء فحص شامل لعين الأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم بالقرنية المخروطية. وينبغي كذلك تقييم الصحة العامة للعين، وإجراء الفحوصات المساعدة المناسبة لتقييم مدى انحناء القرنية، ومدى انحرافها، وسمكها. كما ينبغي فحص مدى الرؤية بالإضافة إلى الفحوصات التالية:

  • قياس حدة البصر غير المصححة.
  • قياس حدة البصر المصححة (قوة التصحيح الحالي المسجل) من مسافة بعيدة ومن مسافة قريبة.
  • قياس حدة البصر الأفضل تصحيحًا باستخدام النظارات والعدسات اللاصقة الصلبة أو النافذة للغاز.
  • قياس حدة البصر باستخدام الثقب الضيق.
  • فحص قاع العين للتحقق من انعكاس الضوء الأحمر. 
  • الفحص المجهري باستخدام مجهر القرنية لفحص الشدفة الأمامية.
  • فحص العين باستخدام جهاز قياس تقوس القرنية، وجهاز قياس التضاريس القرنية، والتصوير المقطعي المحوسب، وقياس الضغط بالموجات فوق الصوتية.

العلامات المبكرة

تشمل العلامات المبكرة للقرنية المخروطية ما يلي:

  • عيوب انكسارية غير متماثلة في العينين مصحوبة بانحراف عالي.
  • ظهور درجة عالية من الانحراف غير المنتظم بنتائج قياس تقوس القرنية.
  • انعكاس الضوء الأحمر بمنظار الشبكية.
  • وجود انحدار في الجزء السفلي للقرنية، وانحراف المحور، أو ارتفاع قيم تقوس القرنية عند قراءة قيم ( (Kوكذلك عند قياس تضاريس القرنية.
  • وجود ترقق في القرنية خاصة في الجزء السفلي منها. يتوافق الحد الأقصى من ترقق القرنية مع موقع الحد الأقصى من الانحدار أو البروز.
  • ظهور علامة ريزوتيز– انعكاس مخروطي الشكل يظهر على الجانب الصدغي من القرنية-عند تسليط القلم الضوئي على العين من الجانب الخارجي للعين. 
  • ظهور حلقة فلايشر– رواسب من الحديد بنية اللون- توجد داخل الظهارة حول قاعدة المخروط. حيث يمكن رؤيتها بوضوح عند استخدام جهاز مرشح الكوبالت الأزرق.
  • ظهور خطوط فوجت – وهي خطوط رفيعة ومتوازية عموديًا في النسيج. تختفي هذه الخيوط مع الضغط القوي على مقلة العين، وتعاود الظهور عند توقف الضغط.

 العلامات المتقدمة

تشمل العلامات المتقدمة للقرنية المخروطية ما يلي:

  • ظهور علامة مونسون وهي عبارة عن تسنن على شكل رقم 7 يظهر في الجفن السفلي عند النظر إلى الأسفل. 
  • حدوث تمزق في غشاء بومان.
  • حدوث عتامة في الجزء الأمامي للقرنية بسبب تمزق غشاء ديسميه مما يؤدي إلى سماكة شديدة في القرنية، وانخفاض الرؤية، وحساسية الضوء، والتمزق، والألم.
  • ظهور ندبات على ملتحمة العين بسبب تراكم السؤال في الجزء الأمامي للقرنية. وبالرغم من أن ظهور هذه الندبات على الملتحمة تدل على تدهور العين، إلا انه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تحسين الرؤية في بعض الحالات وذلك بسبب تغيير تقوس القرنية وتقليل الانحراف غير المنتظم.
علامة مونسون

حالات طبية مختلفة وأعراض متشابهة

 قد تشير هذه الفحوصات إلى اضطرابات ذات أعراض مشابهة للقرنية المخروطية مثل:

  • انحلال الجزء الشفاف الطرفي لقرنية.
  • تكور القرنية.
  • انحراف القرنية الناتج عن العدسات اللاصقة.
  • توسع القرنية بعد عملية تصحيح النظر بالليزر.

العلاج

يهدف العلاج إلى تحسين حدة البصر الوظيفية ووقف تدهور القرنية. في بداية مرحلة العلاج تُستخدم النظارات أو العدسات اللاصقة الحيدية اللينة مع الحالات غير المتقدمة لتحسين جودة البصر ولعلاج الانحراف، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر وصف عدسات لاصقة صلبة نافذة للغاز لإصلاح الانحراف غير المنتظم في القرنية. توصف عدسات لاصقة صلبة أو عدسات صلبة نافذة للغاز لغالبية المرضى حيث تساهم بتحسن كبير في جودة النظر.

طورت عدسات لاصقة متخصصة لتناسب القرنيات ذات الانحدار العالي وعدم الانتظام؛ وتشمل هذه العدسات على سبيل المثال لا الحصر عدسات (RoseK) المصممة بناءً على قياسات التضاريس أو سطح الموجة أو الاثنين معًا، والعدسات اللاصقة شبه الصلبة، والعدسات المزدوجة التي تتكون من عدستين عدسة ليّنة، وعدسة أخرى صلبة حيث تلاصق العدسة اللينة ملتحمة العين عند ارتدائها وتكون العدسة الصلبة فوقها من الخارج.

قد يلجأ الأطباء إلى البدائل الجراحية لمعالجة المرضى الذين أصبحوا غير قادرين على تحمل العدسات اللاصقة أو الذين لم تجدي معهم جميع حلول العدسات اللاصقة لوجود ندبات في مركز القرنية.

تعد عملية تثبيت القرنية هي العلاج الأولي للقرنية المخروطية غير المستقرة لدى صغار السن الذين من المحتمل أن تتدهور حالتهم في مرحلة ما. حيث وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على هذا الإجراء في ربيع عام 2016.

 هناك نوعان من عملية تثبيت القرنية

  • النوع الأول: تثبيت القرنية بإزالة الطبقة الخارجية للقرنية (الظهارة)، حيث يبدأ الطبيب بإزالة غشاء الظهارة ومن ثم  تقطير محلول الريبوفلافين 5 فوسفات (فيتامين ب2) للسماح للمحلول   بالتعمق والوصول إلى أنسجة القرنية، ثم يقوم بتنشيط المحلول بتسليط الأشعة فوق البنفسجية  لمدة 30 دقيقة.
  •  النوع الثاني: تثبيت القرنية دون إزالة الطبقة الخارجية (الظهارة). في هذا النوع تكون مدة تسليط الأشعة فوق البنفسجية أقل.

أظهرت التجارب التي أجرتها هيئة الغذاء والدواء ومعظم التقارير الطبية الأوروبية تفوق تثبيت القرنية بإزالة الطبقة الخارجية للقرنية (الظهارة) على إجراء التثبيت الآخر الذي لا يتضمن إزالة غشاء الظهارة.

من المضاعفات المحتملة لعملية التثبيت، ظهور عتامة في مقدمة العين مصحوب بألم شديد وتورم.

ينبغي متابعة المرضى الذين أجريت لهم عمليات تثبيت من 3 إلى 6 أشهر لمراقبة تطور ترقق القرنية وانحدارها ولتقييم التغيرات البصرية الناتجة، وكذلك لإعادة تقييم الحاجة إلى إجراء تثبيت قرنية آخر ومعرفة مدى ملائمة العدسات اللاصقة للمريض، ولتقديم الرعاية اللازمة.

يساهم التشخيص المبكر والتدخل الفوري لتثبيت القرنية في الحفاظ على البصر من التدهور حيث يمكن تخفيف أعراض القرنية المخروطية بارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة على مدى الحياة. وفي بعض الحالات، قد يستلزم الأمر إجراء عملية زرع قرنية للوصول إلى أفضل مستوى ممكن من الرؤية.

المصدر: https://eyewiki.aao.org

ترجمة: مباركة العلي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!