تعويض الجانب الأيمن من الدماغ لفقدان اللغة في الجانب الأيسر بعد السكتة الدماغية في دماغ الرضع

تعويض الجانب الأيمن من الدماغ لفقدان اللغة في الجانب الأيسر بعد السكتة الدماغية في دماغ الرضع

7 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

آيات حمام

دقق بواسطة:

أماني نوار

وجدت دراسة سريرية أجراها الباحثون في المركز الطبي بجامعة جورج تاون أن الأطفال المصابين بسكتة دماغية كبيرة بالنصف الأيسر من دماغهم في غضون أيام من ولادتهم، كان دماغ الطفل مرنًا بشكل كاف لاكتساب نصف الدماغ الأيمن القدرات اللغوية والتي يتعامل معها الجانب الأيسر عادةً مع الحفاظ على قدراته اللغوية الخاصة به.

أما نصف الدماغ الأيسر فعادةً ما يكون مسؤولًا عن معالجة الكلام (فهم المعاني والجمل بينما نستمع للحديث).

عادةً ما يكون نصف الدماغ الأيمن مسؤولًا عن معالجة العاطفة والصوت سواء كان سعيدًا أم حزينًا، غاضبًا أم هادئًا.

سعت هذه الدراسة للإجابة على سؤال “ماذا يحدث عندما يصاب أحد نصفي الدماغ عند الولادة؟”

ظهرت هذه النتائج في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر الماضي.

تطور المشاركون في هذه الدراسة بشكل طبيعي أثناء الحمل، ولكن عند الولادة أصيب كل منهم بسكتة دماغية كبيرة والتي من شأنها أن تؤدي إلى نتائج موهنة لدى البالغين.

 إن السكتة الدماغية أكثر ندرة في الرضع، ولكن تحدث في واحد من كل أربعة آلاف ولادة.

درس الباحثون السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية قبل الولادة، وهي نوع من إصابات الدماغ تحدث في وقت قريب من الولادة حيث ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ بسبب جلطة دموية.

 يحدث النوع نفسه من السكتة الدماغية بشكل أكثر شيوعًا لدى البالغين.

 تضمنت الدراسات السابقة في إصابات الدماغ في الرضع أنواع متعددة من إصابات الدماغ ولكن التركيز في هذه الدراسة كان على نوع معين من الإصابة، مما مكن المؤلفين من إيجاد تأثيرات أكثر ثباتًا مما كانت في العمل السابق.

أوضحت إليسا نيوبورت، الحاصلة على درجة الدكتوراه ومديرة مركز مرونة الدماغ والتعافي في مركز جورج تاون الطبي وأستاذة في أقسام طب الأعصاب وطب إعادة التأهيل والمؤلفة الأولى لهذه الدراسة: “أهم استنتاجاتنا هي أن مرونة الدماغ ممكنة بالتأكيد في وقت مبكر من الحياة خصوصًا القدرة على إعادة تنظيم اللغة للجانب الآخر من الدماغ”.

وأضافت: “ومع ذلك فقد تقتصر هذه المرونة المبكرة للغة على منطقة واحدة بالدماغ. لا يستطيع الدماغ إعادة تنظيم الوظائف المصابة في أي مكان، حيث إن إعادة التنظيم الكبيرة غير ممكنة حتى في وقت مبكر من الحياة. هذا يعطينا رؤى عظيمة للمناطق التي قد نتمكن من التركيز عليها للاكتشافات المحتملة في تطوير تقنيات التعافي لدى البالغين أيضًا”.

لقد عين المحققون أشخاصًا من جميع أنحاء الولايات المتحدة والمصابين بسكتات دماغية متوسطة إلى كبيرة بمنطقة القشرة المخية في نصف الدماغ الأيسر في وقت قريب من الولادة.

خضع المشاركون لاختبارات لغوية في سن 9 إلى 26 عامًا لتقييم النتائج طويلة المدى في قدراتهم اللغوية كما قارنوهم بأقربائهم الأصحاء القريبين في العمر.

كما فُحصوا أيضًا بالتصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن مناطق الدماغ المشاركة في فهم الجملة.

أكمل المشاركون وأقرباؤهم الأصحاء جميعًا مهام اللغة بإتقان تقريبًا. كان الاختلاف الرئيسي أن المشاركين المصابين بالسكتة الدماغية يعالجون الجمل في الجانب الأيمن من الدماغ بينما أقرباؤهم يعالجون الجمل في الجانب الأيسر من الدماغ.

 أظهر المشاركون المصابون بالسكتة الدماغية نمطًا ثابتًا للغاية من التنشيط اللغوي في النصف الأيمن من الدماغ بغض النظر عن مدى التلف أو موقعه من السكتة الدماغية في النصف الأيسر من الدماغ.

 واحدًا فقط من 15 مشاركًا والذي كان مصابًا بأصغر سكتة دماغية لم يظهر نشاطًا مهيمنًا واضحًا في النصف الأيمن من الدماغ.

قالت نيوبورت: “من الجدير بالملاحظة أنه بعد سنوات عديدة من السكتات الدماغية كان المشاركون لدينا جميعهم بالغين يعملون بكفاءة عالية، بعضهم طلاب شرف والآخرون يعملون للحصول على درجة الماجستير أو حصلوا عليها”.

  “إن إنجازاتهم رائعة خصوصًا أن بعض والديهم قد أُخبروا منذ ولادتهم أن سكتتاتهم الدماغية ستسبب لهم إعاقات مدى الحياة”.

يأمل الباحثون في الدراسات المستقبلية لفهم السبب الذي يجعل النصف الأيسر من الدماغ مهيمنًا بشكل روتيني في الدماغ السليم فهمًا أفضل، ولكنه يخسر تلك الهيمنة بشكل مستمر لصالح النصف الأيمن من الدماغ عندما يكون هناك سكتة دماغية كبيرة به.

هناك سؤال إضافي حيوي متعلق بالناحية السريرية وهو لماذا يمكن للغة بالنصف الأيسر من الدماغ أن ينجح في استعادة نظامه من خلال النصف الأيمن إذا حدثت إصابات في وقت مبكر جدًا من الحياة وليس لاحقًا.

 تشير الأبحاث حول تعافي السكتات الدماغية ومعالجة الجمل في البالغين أن مرونة الدماغ  تتناقص مع تقدم العمر، وهو شيء تأمل نيوبورت دراسته لأنه يمكن أن تكون له فوائد عظيمة، واهتمام علاجي محتمل للبالغين الناجين من السكتات الدماغية.

   المصدر:  https://medicalxpress.com

   ترجمة: د. آيات حمام البدوي

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!