أوضح الباحثون كيف يمكن للساعات الذكية أن تقدم بيانات تمكن الذكاء الاصطناعي من اكتشاف مرض باركنسون حتى سبع سنوات قبل ظهور الأعراض.

كشفت دراسة جديدة أن ارتداء ساعة اليد قد يكشف مرض باركنسون قبل 7 سنوات من ظهور أعراضه الأولية.

يمكن أن يؤدي الاكتشاف والتشخيص المبكر لمرض باركنسون إلى خيارات علاجية ناجحة أكثر، وتكشف البيانات التي جمعتها الساعة الذكية على مدى 7 أيام  مؤشرات الحالة.

وفي دراسة حديثة، فحص العلماء مدى سرعة حركة المشاركين ومن خلال هذه البيانات كان برنامج الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحديد من سيصاب بالمرض بدقة بمجرد استخدام خوارزمية التعلم الآلي.

ولقد أجريت هذه الدراسة على يد علماء تابعين لمعهد بحوث مرض الخرف في المملكة المتحدة ومعهد ابتكار العلوم العصبية والصحة العقلية في جامعة كارديف، والتي يعتقد الخبراء أنها قد تُستخدم كأداة فحص جديدة للحالة.

إن مرض باركنسون هو مرض عصبي تنكسي يحدث نتيجة عدم كفاية الدوبامين في الدماغ، وهذا العجز يسبب مشاكل في الدماغ تتزايد مع مرور الوقت.

ووفقًا لجمعية باركنسون الخيرية في المملكة المتحدة لم يُفهم بعد سبب إصابة الناس بمرض باركنسون، لكن الخبراء يعتقدون أنه مزيج من عوامل العمر والجينات والعوامل البيئية.

وعادةً ما تكون أعراضه عبارة عن الاهتزاز اللاإرادي لأجزاء مختلفة من الجسم، وتأخر الحركة، وتيبس العضلات وتكون غير مرنة، ولكن قد تكون هناك أيضًا أعراض نفسية مثل الحزن وفقدان حاسة الشم ومشاكل في الذاكرة.

وعادةً ما تظهر الأعراض على غالبية الأشخاص المصابين بمرض باركنسون بعد سن 50، ولكن هناك حالات قد تظهر الأعراض في وقت مبكر في سن 40.

وبحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض المؤكدة للمرض، ربما يكون أكثر من نصف الخلايا الواقعة في الجزء المصاب من الدماغ قد ماتت، مما يجعل طريقة الكشف المبكر ضرورية للغاية.

ولقد صرحت الدكتورة سينثيا ساندور، القائدة الصاعدة في معهد بحوث مرض الخرف في المملكة المتحدة، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “يمكن الوصول إلى بيانات الساعة الذكية بسهولة وبتكلفة منخفضة”.

وواصلت حديثها قائلة بأن بحلول عام 2020، سيرتدي حوالي 30٪ من سكان المملكة المتحدة ساعات ذكية. ومن خلال استخدام هذا النوع من البيانات قد نكون قادرين على اكتشاف الأفراد المصابين في المراحل المبكرة جدًا من مرض باركنسون في المجتمع بشكل عام”.

“مع هذه النتائج، قد نطور أداة فحص مفيدة للمساعدة في التشخيص المبكر لمرض باركنسون. وهذا له تداعيات على كل من البحث والممارسة السريرية، بما في ذلك تطوير أداء التجارب السريرية”.

الدكتورة سينثيا ساندور|  قائدة في معهد بحوث مرض الخرف في المملكة المتحدة

حلل الباحثون بيانات من 103,712 مشارك من البنك البيولوجي البريطاني ارتدوا ساعة ذكية من المستوى الطبي لمدة 7 أيام بين 2013 – 2016.

ولقد قاسوا باستمرار متوسط تسارع الشخص على مدار الأسبوع. ونتيجة لمقارنة بيانات المجموعة الفرعية للمشاركين الذين سبق وشخصوا بمرض باركنسون مع مجموعة أخرى تلقت تشخيصًا قبل ظهور الأعراض بمدة تصل إلى 7 سنوات بعد جمع بيانات الساعة الذكية، مما أدى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأشخاص الذين قد يصابون بمرض باركنسون.

فكان الذكاء الاصطناعي قادرًا على تمييز هؤلاء الأشخاص عن المشاركين في مجموعة المراقبة ضمن الدراسة، وواصل الباحثون في إثبات أنه يمكن استخدامها لتحديد الأشخاص المعرضين للخطر في المجتمع بشكل عام.

ووجدوا أن هذه الطريقة كانت أكثر طريقة دقيقة في التنبؤ بالإصابة بمرض باركنسون من خلال عامل خطر أو مؤشر مبكر معروف عن المرض. وكان النموذج قادرًا أيضًا على التنبؤ بالوقت الذي سيستغرقه التشخيص.

وأضافت ساندور: “لقد بيّنا هنا أن أسبوعًا واحدًا من البيانات التي حصلنا عليها يمكن أن تتنبأ بأحداث تصل إلى 7 سنوات في المستقبل. و مع هذه النتائج، قد نتمكن من إنشاء أداة فحص فعالة للمساعدة في الكشف المبكر عن مرض باركنسون”.

“وهذا له آثار على كل من البحث، من حيث تحسين التوظيف في التجارب السريرية، والممارسة السريرية، من حيث السماح للمرضى بالوصول إلى العلاجات في مرحلة مبكرة عندما تصبح هذه العلاجات متاحة في المستقبل”.

ولقد ذكر الباحثون عيبًا في دراستهم وهو عدم المحاكاة  باستخدام مصدر بيانات آخر ويعود ذلك الأمر إلى عدم توفر أي مجموعة بيانات أخرى قابلة للمقارنة.

ويمكنك الاطلاع على نتائج الدراسة كاملة في مجلة نيتشر ميديسين.

المصدر:  https://www.euronews.com

ترجمة: سارة آل صقر

مراجعة وتدقيق: زينب محمد