ارتباط السمنة بالدماغ والقناة الهضمية

ارتباط السمنة بالدماغ والقناة الهضمية

29 يوليو , 2023

ترجم بواسطة:

لينة الفرحان

دقق بواسطة:

زينب محمد

النقاط الرئيسية

  • دراسة حديثة تسلط الضوء على الرابط بين القناة الهضمية والدماغ والسمنة.
  • الأشخاص المصابين بالسمنة يعانون من قلة استشعار العناصر الغذائية مقارنةً بالأشخاص النحيلين.
  • أوضح مكتب العلوم والتكنولوجيا أن الأشخاص الذين يفقدون الوزن يستعيدونه لاحقًا، وقد تساعد النتائج الجديدة في تفسير سبب ذلك.

تغيرت النظرة تجاه السمنة في السنوات الأخيرة، ففي الماضي كان يعزى إلى فشل الشخص في تقليل كمية الطعام والكسل، أما الآن فقد زاد الوعي بأن للسمنة آليات بيولوجية معقدة ومستمرة.

تسلط دراسة حديثة، قادها باحثون من جامعة ييل، ونُشرت في مجلة نيتشر ميتابوليزم، الضوء على العلاقة بين القناة الهضمية والدماغ والسمنة. فبعد أن يأكل الشخص وجبة، ترسل القناة الهضمية إشارات للدماغ لإبلاغه بوجود عناصر غذائية، وتلعب هذه الإشارات دورًا في تنظيم أسلوب الأكل.

استخدمت الدراسة صورًا للدماغ لإثبات انخفاض النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بتناول الطعام عند تلقي الأصحاء للعناصر الغذائية، وذلك يشير إلى أن الدماغ يرسل إشارات لهؤلاء الأشخاص عند الاكتفاء من الطعام على عكس الأشخاص المصابين بالسمنة، فهذه الإشارات لا تُرسل، بالإضافة إلى أنها لم تُرسل حتى عند خسارة المشاركين المصابين بالسمنة للوزن، وهذا يفسر صعوبة الالتزام بخسارة الوزن مع مرور الوقت لدى الكثيرين.

وأجرى الباحثون تجاربًا من خلال حقن الجلوكوز أو الدهون مباشرةً في بطون الأشخاص النحيلين (مؤشر كتلة الجسم لديهم 25 أو أقل)، والأشخاص المصابين بالسمنة (مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 أو أكثر)، واستخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لتحليل نشاط الدماغ.

أظهرت النتائج أن حقن الجلوكوز والدهون أدى إلى انخفاض نشاط الدماغ في عدة مناطق مختلفة لدى المشاركين النحيلين، أما المشاركين المصابين بالسمنة فلم تطرأ عليهم أي تغيرات. وركز الباحثون على الجسم المخطط، وهي منطقة بالدماغ مسؤولة عن الجوانب المكافئة والتحفيزية لتناول الطعام، فوجدوا أن الجلوكوز قد أخفض نشاط هذه المنطقة عند الأشخاص النحيلين فقط، بالإضافة إلى ملاحظة إطلاق الدوبامين المرتبط بوظيفة الجسم المخطط استجابةً للجلوكوز في كلتا المجموعتين، لكن المشاركين النحيلين فقط من استجابوا للدهون.

تشير النتائج إلى أن الأشخاص المصابين بالسمنة يقل استشعارهم للعناصر الغذائية مقارنةً بالأشخاص النحيلين، وقد خضعوا إلى برنامج حمية لمدة 12 أسبوع، ثم أعادوا تقييم كل من حقق ما لا يقل عن 10% من خسارة وزنه من خلال التصوير.

وأظهرت الدراسات السابقة أن معظم الأشخاص الذين خسروا وزنهم يستعيدونه لاحقًا، وقد تساعد النتائج الجديدة في تفسير سبب ذلك. وقد يساهم ضعف استشعار الغذاء لدى الأشخاص المصابين بالسمنة في الإكثار من الطعام وصعوبة الالتزام بخسارة الوزن.

واستقصى الباحثون أيضًا ما إذا كان هناك علاقة بين استجابة الدماغ والهرمونات التي تُطلق عند تواجد العناصر الغذائية في القناة الهضمية، ورغم أنهم لم يلاحظوا أي ارتباط مع الأنسولين أو الجلوكوز، فقد وجدوا علاقة بين مستويات مرتفعة من هرمون الببتيد الشبيه بالجلوكاجون١ GLP-1 وانخفاض نشاط الدماغ في مناطق معينة مرتبطة بتناول الطعام بعد حقن الدهون في الأشخاص النحيلين.

أصبح هرمون GLP-1 مؤخرًا موضوعًا مهمًا في عوامل إنقاص الوزن، ورغم أن الدراسة لم تكتشف العلاقة بينه وبين استجابة الدماغ ولم تختبر تأثير الأدوية على الاستجابات لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، إلا أنها قد تكون مجالات بحثفي المستقبل.

ومن خلال الكشف عن التعقيدات المتعلقة باستشعار العناصر الغذائية وعلاقتها بالسمنة، يمكن للمتخصصين في الرعاية الصحية تطوير علاجات واستراتيجيات وقائية هدفها مكافحة الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن.

وتسلط نتائج الدراسة الضوء أيضًا على أن “مقاس واحد يناسب الجميع” ليس حلًا لوباء السمنة؛ حيث إن الاستجابة لعوامل إنقاص الوزن مثل الحمية، والرياضة، والخطط العلاجية تتفاوت من شخص لآخر.

 نحتاج إلى كل من الحلول الفردية والجماعية التي تتناول العوامل الجينية، والبيولوجية، والبيئية المسؤولة عن تطور مرض السمنة، من خلال تطوير خطط علاجية جديدة والتطرق إلى الاستخدام المفرط لشراب الذرة عالي الفركتوز في أطعمتنا بهدف نشر الوعي لإحداث التغيير.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: لينة الفرحان

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!