crossorigin="anonymous">
19 يوليو , 2023
“تقدير الذات سمعةٌ نكتسبها برفقة ذواتنا”.
ناثانيال براندن
تقدير الذات ركيزةٌ أساسية من ركائز علم النفس تؤثر على إدراكنا وتفاعلنا مع أنفسنا والعالم. كان العالِم وليام جيمس من أوائل علماء النفس الذين وصفوا هذا المفهوم في عام 1890 وعرّفه بأنه العلاقة بين الذات المدركة (أي من أظن نفسي) والذات المثالية (أي من أود أن أكون)، وكلما زادت الفجوة بينهما قلَّ الرضا، مما يفسر ضرورة الترابط بين نجاحات المرء وتطلعاته.
يساهم تقدير الذات في تشكيل معتقداتنا وعواطفنا وسلوكياتنا مما يؤثر تأثيرًا كبيرًا على رفاهيتنا العامة وصحتنا العقلية. كما يشير تقدير الذات إلى التقييم العام وإدراك جدارة الفرد وقدراته وقيمته وأيضًا إلى طريقة رؤيتنا لأنفسنا ورؤية الآخرين لنا. يشمل تقدير الذات الصحي النظرة الإيجابية والتوازن الذاتي والاعتراف بنقاط القوة والضعف مع استمرار الشعور بتقبّل الذات واحترامها.
لتقدير الذات دورٌ مهم في جوانب حياتية عدة مثل:
إن تنمية تقدير الذات الصحي وتنشئته عمليةٌ مستمرة وتعتمد على استراتيجيات أساسية لتعزيز الصورة الإيجابية للذات منها أن تعامل نفسك باللطف والتفاهم والتسامح. عليك احتضان ذاتك كجزءٍ من الرعاية الذاتية وتحديد أولولياتك إضافةً إلى الانخراط في الأنشطة التي تبهجك وترضيك. كن واعيًا بالحديث الذاتي السلبي واستبدله بأفكار واقعية وحنونة أكثر واعترف بنقاط قوتك وإنجازاتك وتذّكر حقيقة أن لا أحد مثالي بيننا.
قسّم أهدافك لخطواتٍ موزونة واحتفل بكل إنجاز مهما كان صغيرًا وركز على تطوير شخصيتك وتقدمك لا على الكمال، واسعَ لتكوين علاقاتٍ وصداقات مع أشخاصٍ يشجعونك ويدعمونك فإن إحاطتك لنفسك بالمؤثرات الإيجابية يساهم في تعزيز تقدير الذات الصحي. انخرط في الأنشطة التي تشعرك بالمتعة وتفسح لك المجال لتطوير مهاراتٍ جديدة، فتقوية الكفاءة والإتقان في مجالات اهتماماتك يزيد من تعزيز تقدير الذات.
كتب عالم النفس الشهير وخبير تقدير الذات ناثانيل براندن بتوّسعٍ عن تقدير الذات في كتابه “الأركان الستة لتقدير الذات” وهذه بعض الأفكار التي ناقشها في كتابه:
تذّكر أنَّ ما تطمح له أهم مما أنت عليه الآن. تقدير الذات ليس شيئًا ترِثه وإنما تكتسبه، ووفقًا للحيلة الصينية القديمة المعروفة “لتقبض على عدو، عليك أن تطلق سراحه أولًا” فإن علينا أن نطرح على أنفسنا يوميًا السؤال التالي: كيف يمكن أن يأخذ تقديري لذاتي منحنى أسوأ حتى أتعلم كيف أحسنه؟ بإجابتنا عن هذا السؤال نستطيع استنتاج 8 أنماط غير فعالة إذا تكررت كثيرًا عمومًا ستضمن نجاح هذه المشكلة.
1. كثرة التذمر: لا شك أن التحدث عن الصعوبات التي تواجهك يشعرك بالراحة والخفة، ولكن مع مرور الوقت ستتعقد الأمور وسيتحول هذا الشعور إلى ألمٍ ومعاناة.
2. الاتكال على الآخرين: إنه لشيءٌ مطمئن أن تتلقى المساعدة من الآخرين وهذه إشارةٌ لاهتمامهم بك، ولكن ربما تشعر بأنهم يساعدونك لأنك لا تستطيع مساعدة نفسك، مما يصوّرك وكأنك ضعيف ومتكلٌ على غيرك.
3. التهّرب: من الطبيعي أن يتخللك الخوف عند المرور ببعض المواقف، ومن الفطري كذلك أن تتجنب ما يسبب لك هذا الشعور، ولكن إذا كان تهّربنا سيشعرنا بالراحة لفترةٍ طويلة، فإنه في المقابل سيزيد من تصورنا للخطر مما يجعلنا عاجزين عن التعامل مع مثل هذه المواقف.
4. نبوءة تحقيق الذات: لأفعالنا تأثيرٌ على آراء الآخرين عنّا وكذلك تحدد سلوكياتهم تجاهنا التي بدورها تعزز معتقداتنا وأفعالنا وتؤكدها.
5. التسويف: إن تحفيز الوهم الذي يشعرنا بقدرتنا على التصرف بفاعلية رغم إخفاقنا في الواقع وسيلة مُساعِدة لتثبيط عزيمتنا وتعطيل قدرتنا على اتخاذ القرارات الحاسمة التي هي جوهر تقدير الذات.
6. القبول في مواضع الرفض: في محاولةٍ للشعور بالأمان من السهل أحيانًا الاستسلام للإغراءات والرد بـ “نعم” استجابةً لمطالب الناس، وينبع هذا من وهم أن بإمكاننا زيادة تقدير الذات طالما أننا محبوبون أو مطيعون. والصدق منجاة، لذا فإن غالبية المشاكل الاجتماعية ومشاكل العلاقات تبدأ من الرد بـ “نعم” في موضعٍ كان الرفض فيه أولى.
7. إهمال الذات: قد يعطي ارتداء الملابس بتواضع أو بدون ترتيب وجهات نظرٍ متباينة عنّا بخلاف المتعارف عليه، لذا تذكر أنَّ من النادر جدًا أن تحظى بفرصةٍ ثانية لتحسين انطباعك الذي تركته في نفوس الآخرين.
8. الاستسلام: “ستُهزم إذا استسلمت.” قد يؤذينا نحن البشر تجنب الاستسلام أو الاعتقاد بأن لا شيء مما نفكر فيه سيتحقق، لذا علينا أن نواصل المسير حتى نصل إلى أهدافنا.
إنَّ طبيعة تقدير الذات معقدة ومتعددة الجوانب وتؤثر بشدة على رفاهيتنا ونوعية معيشتنا، ولكي نحظى بتقدير الذات الصحي علينا أن نحتضن خصالنا التي تميزنا ونتقبّل أنفسنا بلطف ونعترف بأن قيمتنا لا تحددها عوامل خارجية أو مقارنات بالآخرين. نستطيع بتعزيز صورةٍ إيجابية عن أنفسنا وممارسة التعاطف الذاتي أن نقوّي شعورنا بتقدير الذات ونعيش حيواتٍ حافلة. دائمًا ذكّر نفسك بأنك تستحق الحب والقبول والسعادة، وتقبّل قيمتك الذاتية الداخلية وأطلق لها العنان لتضيء.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: ديم بنت سلمان البداح
تويتر: deemalbdah
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً