تُظهر صور الأقمار الصناعية شظايا من الجبل الجليدي الهائل A-76A تنتشر بالقرب من جزيرة جورجيا الجنوبية، حيث واجه أكبر جبل جليدي سابق في العالم هلاكه أيضًا في عام 2020.

تظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة أن أكبر جبل جليدي في العالم A-76A لم يعد كذلك، وأن القطعة الهائلة من الجليد التي كان حجمها حوالي ضعف حجم لوس أنجلوس قد انقسمت إلى ألواح متعددة بحجم المدينة، وكشفت صور الأقمار الصناعية في أكتوبر2022 أن A-76A والذي يبلغ طوله حوالي 84 ميلاً (135 كيلومترًا) وعرضه 16 ميلاً (26 كم) في ذلك الوقت، قد انتقل إلى امتداد من المياه يُعرف باسم مسطح دريك، حيث غالبًا ما تجرف تيارات المحيط القوية الجبال الجليدية بعيدًا عن القارة القطبية الجنوبية.

هذا وكان A-76A يمثل أكبر قطعة متبقية من لوح بحجم رود آيلاند، والذي انفصل عن الجرف الجليدي للقارة القطبية الجنوبية في مايو 2021.

التقط القمر الصناعي تيرا التابع لناسا في 24 مايو صورة جديدة لعدد 6 قطع كبيرة من A-76A تنجرف بعيدًا عن بعضها البعض بالقرب من جزيرة جورجيا الجنوبية في بحر سكوشا، مما يشير إلى أن الجبل الجليدي الكبير قد تجزأ قبل عدة أيام من التقاط الصورة وفقًا لمرصد الأرض التابع لناسا.

كانت شظايا جبل الجليد على بعد حوالي 1500 ميل (2415 كم) عن النقطة التي تهشم فيها A-76 بعيدًا عن القارة القطبية الجنوبية في عام 2021، وقال عالم الجليد في جامعة مريلاند ومركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا كريستوفر شومان لمرصد ناسا للأرض: “إنه لأمر مثير للإعجاب أن نعتقد أنه أبحر في غضون عامين تقريبًا، من الواضح أن ما يحدث يعبر عن ضغط  التيارات القوية في هذا الجزء من المحيط الجنوبي”.

كان A-68A أكبر جبل جليدي في العالم، وقد انهار بالقرب من جورجيا الجنوبية في ديسمبر 2020 بعد اندفاعه خلال مسطح دريك، وكان دعاة الحفاظ على البيئة قلقين في ذلك الوقت من أن A-68A والذي كان بحجم ولاية ديلاوير قد ينتهي به الأمر بالاصطدام بجورجيا الجنوبية مما كان سيعرض النظام البيئي البحري المتنوع للجزيرة لخطر الانهيار، لكن الجبل الجليدي الضخم أخطأ الجزيرة بفارق ضئيل قبل أن تمزقه تيارات المحيط إلى نصفين ويتفكك لاحقًا إلى خليط من الجبال الجليدية الصغيرة.

لم يكن A-76A في مسار تصادم مباشر مع جورجيا الجنوبية، ولكن لا يزال من الممكن أن يؤثر على النظام البيئي البحري المجاور، وقدر العلماء أن ذوبان A-68A بالكامل في منتصف عام 2021 ألقى حوالي 1 تريليون طن (900 مليون طن متري) من المياه العذبة في المحيط، معظمها بالقرب من جورجيا الجنوبية، ومن المحتمل أن يضخ A-76A أيضًا كميات كبيرة من المياه العذبة في المحيط المجاور مما قد يسبب خللاً في توازن شبكات الغذاء البحرية.

هذا وقد حذر مدير مصائد الأسماك والبيئة في جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية، مارك بلشير في بيان له من أن قطع الجبل الجليدي الجديدة قد تكون مصدر قلق “كبير” للسفن العاملة في المنطقة؛ حيث إن الجبال الصغيرة التي لم يتم تسميتها بعد بشكل فردي مستمرة في التفكك.

سيصبح لدى جورجيا الجنوبية جبل جليدي آخر مجزأ في السنوات القادمة، حيث تشكل لوح جليدي بحجم لندن يُدعى A-81 في يناير من الجرف الجليدي برنت في القارة القطبية الجنوبية، وتشير الأبحاث إلى أن A-81 يمكن أن يطفو أيضًا في مسطح دريك والذي قد يدفعه نحو جورجيا الجنوبية.

لا يعتبر  76A وA-81 الجبلان الجليديان الوحيدان اللذان كانا يتحركان مؤخرًا، حيث بدأ جبل جليدي يُعرف باسم B-22A والذي يبلغ حجمه ضعف حجم هيوستن- تكساس- في أكتوبر 2022 في الابتعاد عن القارة القطبية الجنوبية بعد أن أمضى أكثر من 20 عامًا مقيدًا في قاع البحر بالقرب من نهر ثويتس الجليدي، المعروف أيضًا باسم “نهر القيامة الجليدي”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: فتحية علي النائب

مراجعة وتدقيق: زينب محمد