عُضيات مقاومة للعديد من الأدوية بإمكانها الانتقال بين الكلاب والقطط الأصحاء ومالكيهم

عُضيات مقاومة للعديد من الأدوية بإمكانها الانتقال بين الكلاب والقطط الأصحاء ومالكيهم

18 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

علي نجّوم

دقق بواسطة:

زينب محمد

وفقًا لبحث جديد عُرض في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريري والأمراض المعدية (اختصارًا ECCMID) لهذا العام في مدينة كوبنهاغن في الدنمارك خلال فترة 15-18 نيسان \ أبريل، فإنه من الممكن انتقال العُضيات المقاومة للعديد من الأدوية (المعروفة اختصارًا باسم MDROs وهي الجراثيم التي لديها القدرة على مقاومة العلاج بأكثر من مضاد حيوي واحد) عبر الكلاب والقطط الأصحاء إلى مالكيهم الذين أُدخلوا المستشفى، وبشكل مماثل فمن الممكن للبشر أن ينقلوا هذه الميكروبات الخطيرة إلى حيواناتهم الأليفة.

أُعدت د.كارولين هاكمان وزملائها من مستشفى شاريتيه (Charité) الجامعي في مدينة برلين، ألمانيا الدراسة التي شملت 2800 من مرضى المشافي وحيواناتهم المرافقة.

تقول د.هاكمان: “تؤكد نتائجنا أن انتقال العُضيات بين الحيوانات المرافقة ومالكيهم الذين أُدخلوا المستشفى ممكن، وعلى أي حال فقد حددنا عدد قليل فقط من الحالات مما يشير إلى أن امتلاك قط أو كلب ليس عامل خطر لانتشار العُضيات المقاومة للعديد من الأدوية بين مرضى المشافي”.

هناك اهتمام عالمي كبير بالدور المحتمل للحيوانات كمستودعات للعُضيات المقاومة للعديد من الأدوية (MDROs)، تحدث المقاومة للمضادات الحيوية عندما تتطور الميكروبات المُسببة للعدوى (كالجراثيم والفيروسات والفطريات) لتصبح مقاومة للدواء المصمم لقتلها، تقترح التقديرات أن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية تسببت بما يقارب 1.3 مليون وفاة وكانت مرافقة لما يقارب 5 مليون وفاة حول العالم في عام 2019.

في هذه الدراسة التي من نوع دراسة الحالات والشواهد (وهي أحد أنواع الدراسات الطبية التي تُستخدم للمساعدة في تحديد ما إذا كان التعرض إلى شيء معين يرتبط بحدوث نتيجة أم لا، وخاصةً في حالات دراسة تفشي وباء أو حالة مرضية نادرة). أراد الباحثون إيجاد ما إذا كانت الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب تلعب دورًا في العدوى بالعُضيات المقاومة للعديد من الأدوية بين مرضى المشافي.

ركز الباحثون على الميكروبات الفائقة الأكثر شيوعًا بين مرضى المشافي والمقاومة لعدة مضادات حيوية بما فيها البنسيلين والسيفالسبورينات كالمكورات العنقودية المذهبة المقاومة للميثيسيلين (MRSA) والمكورات المعوية المقاومة للفانكومايسين (VRE) والأمعائيات المقاومة للجيل الثالث من السيفالوسبورين (3GCRE) والأمعائيات المقاومة للكاربابينيم (CRE).

ما بين حزيران \ يونيو من عام 2019 وأيلول \ سبتمبر من عام 2022 جُمعت مسحات أنفية وشرجية من 2891 مريض بحاجة للاستشفاء في مشفى شاريتيه الجامعي في برلين، منهم 1184 مريض كان لديه عدوى مسبقة أو تعرض لها عند دخول المشفى و1707 من المرضى الوافدين حديثًا في المشفى كشواهد في الدراسة (الشواهد هي مجموعة الأفراد الذين لا يعانون من الأعراض المراد متابعتها على عكس المجموعات التي تعاني من هذه الأعراض)، كما أُخذت مسحات من كل كلب أو قطة يملكونها.

اُستخدم فحص التسلسل الجيني لتحديد كلٍ من نوع البكتيريا في كل عينة ووجود الجينات المقاومة للدواء لديها، واُستخدم كامل تسلسل الجينوم في تأكيد احتمالية مشاركة المقاومة البكتيرية.

كما سُئل المشاركون في الدراسة عن عوامل الخطر المعروفة للإصابة بالعُضيات المقاومة للعديد من الأدوية (MDROS) على سبيل المثال فيما إذا أُصيبوا مؤخرًا بعدوى (MDROs) أو إذا استُخدمت المضادات الحيوية أو عن دخول المشفى مؤخرًا أو وجود قساطر بولية أو وريدية مركزية، كما سُئلوا عن معلومات حول عدد الحيوانات الأليفة التي يمتلكونها وصحتها ومدى قربهم منها.

بشكلٍ عام، أظهرت المسحات المأخوذة من مرضى المشافي في الدراسة إيجابية وجود عدوى ( MDROs) لدى 30% (871 من أصل 2891) وكانت سلبية لدى 70% منهم (2020 من أصل 2891) وكانت نسبة امتلاك كلب لدى ذوي المسحة الإيجابية 11% (93 من أصل 871) ونسبة امتلاك قط 9% (80 من أصل 871) وكانت هذه النسب لدى ذوي المسحة السلبية تساوي 13% (267 من أصل 2020 بالنسبة لامتلاك كلب و253 من أصل 2020 بالنسبة لامتلاك قط).

طُلب من مالكي الحيوانات الأليفة البالغ عددهم 626 إرسال عينات من مسحات الحلق والبراز المأخوذة من حيواناتهم، وبالإجمال أرسل 300 مالك من أصل 400 عينات لحيواناتهم، كان 15% (30 من أصل 203) من الكلاب و5% (9 من أصل 197) من القطط مسحاتهم إيجابية لوجود عدوى بواحد على الأقل من العُضيات المقاومة للعديد من أدوية (MDROs).

تطابق في أربع حالات ظاهريًا نوع العُضيات المقاومة للعديد من أدوية (MDROs) بالإضافة لامتلاكها نفس المقاومة للمضادات الحيوية بين الحيوانات ومالكيهم.

أكد فحص تسلسل الجينوم الكامل أن حالة واحدة فقط من الثنائيات المتطابقة كانت متطابقة جينيًا لدى كلب وصاحبه، والعامل الممرض كان الإيشيرشيا كولي (3GCR) [تتواجد بشكل شائع في أمعاء الأشخاص والحيوانات الأصحاء].

أوضحت الدكتور هاكمان: “رُغم أن مستوى المشاركة بين مرضى المشافي وحيواناتهم في دراستنا ضئيل جدًا، إلا أن الحاملات (الحيوانات الأليفة) بإمكانها نشر البكتيريا في بيئتها لمدة أشهر مشكلةً مصدر لانتقال العدوى لأشخاص آخرين أكثر ضعفًا في المشفى كأصحاب الجهاز المناعي الضعيف والمرضى من طرفي العمر أي ذوي الأعمار الصغيرة جدًا والكبيرة جدًا (الأطفال والكهول)”.

هذه الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها إثبات أن الاتصال اللصيق مع الحيوانات الأليفة يسبب عدوى (MDROs) لكنها فقط تقترح إمكانية مساهمة الحيوانات بنقل العُضيات مع عدم وجود وجهة واضحة لهذا النقل.

أشار مؤلفو الدراسة لعدة تقييدات تضمنت احتمالية وجود عدوى (MDROs) لدى الحيوانات الأليفة غير مُبلغ عنها بسبب مشاكل في عينات المسحات التي أخذها مالكي الحيوانات بأنفسهم.

 وأخيرًا، فإن نتائج هذه الدراسة تتوافق مع بيئة مرضى مشفى في منطقة حضرية، وعلى هذا فقد لا تتوافق مع عامة السكان أو مع المجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى (MDROs) كالمزارعين.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: علي نجّوم

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!