عشر دقائق من التمارين الهوائية مع العلاج بالتعرض وعلاقتها بتقليل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

عشر دقائق من التمارين الهوائية مع العلاج بالتعرض وعلاقتها بتقليل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

22 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

ماجد سامي

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

أبلغ المرضى عن انخفاض أكبر في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد ستة أشهر من العلاج مع أداء عشرة دقائق من التمارين الهوائية.

يُعد العلاج بالتعرض أحد العلاجات الرائدة لاضطراب ما بعد الصدمة، لكن ما يصل إلى نصف المرضى لا يستجيبون له.

لكن الآن، وجدت دراسة أجراها علماء النفس بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني أن تعزيز العلاج بعشرة دقائق من التمارين الهوائية أدى إلى انخفاضٍ كبير في شدة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد 6 أشهر من العلاج المستمر في الأسبوع التاسع.

في أول تجربة تحكم عشوائي أحادية معروفة من نوعها، قام باحثون في سيدني باختيار 130 مصابًا بالغًا مُشخصين إكلينيكيًا باضطراب ما بعد الصدمة، وقُسّموا لمجموعتين.

تلقى الأشخاص في كلا المجموعتين تسعة جلسات علاج بالتعرض لمدة 90 دقيقة. وفي نهاية كل جلسة، خضعت مجموعة واحدة إلى 10 دقائق من التمارين الهوائية، بينما أًعطى لأعضاء المجموعة الأخرى 10 دقائق من التمدد السلبي.

أفاد الأشخاص في مجموعة التمارين الهوائية أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في المتوسط أصبحت أقل حدة –كما قيس على مؤشر كابس-2- بالمقارنة بأولئك الذين عُزز علاجهم بتمارين الإطالة مع المتابعة لمدة ستة أشهر. ومن المثير للاهتمام، أنه لم تكن هناك اختلافات واضحة بين المجموعتين بعد أسبوع واحد من انتهاء برنامج العلاج، إشارةً إلى أن الفوائد تستغرق وقتًا لتتطور.

أًبلغت النتائج في دورية the lancet psychiatry.

تعلم المحو

أشرف البروفيسور ريتشارد براينت على البحث السريري الذي استمر بين عامي 2012 و2018، وأشار أن الهدف من العلاج في متلازمة ما بعد الصدمة هو تعلم المحو. كي يتعلم المريض أن يوازن بين شئ ما مرتبطًا بالصدمة إلى الآن مع شعوره بالأمان.

على سبيل المثال، قد يربط الشخص الذي تعرض لفقدان أحد أحبائه في حادث سيارة بعض المنبهات التي كانت موجودة وقت الصدمة، مثل الظلام، وصوت بوق السيارة، وما إلى ذلك. سيركز العلاج بالتعرض على هذه المحفزات ويحاول إثبات أنها لا تقدم أي تهديد، وعلى أمل أنه بعد التكرار، والتعرض التدريجي يترسخ تعلم المحو في عقل الشخص الذي يعاني.

يقول البروفيسور براينت أن تعلم المحو لا يزيل التجربة السيئة، بل يمنح معرفة جديدة تمحو القديمة.

أظهرت الدراسات أن فترات قصيرة جدًا من التمارين الهوائية يمكن أن تفيد، لأنها في الواقع تعزز من تعلم المحو في الفئران، وقد أُظهر أيضًا تعزيزها لدى البشر تحت الظروف التجريبية.

لكن التجربة لم تُجرى إلى الآن في الظروف السريرية. يعتقد البروفيسور براينت وزملاؤه أن التمرين القصير والمكثف يعزز نمو جزئ خاص في الدماغ يُدعى العامل العصبي المشتق من الدماغ.

لماذا هذا مهم للغاية؟ لأنه يعزز في الواقع اللدونة المشبكية في الدماغ، وهذا هام حقًا للتعلم، ونعلم أن هذا يدعم تعلم المحو. ولذلك إذا استطعنا أن نجعل العامل العصبي المشتق من الدماغ أكثر نشاطًا، في وقت العلاج بالتعرض من الناحية النظرية، هذا يجب أن يؤدي إلى محوٍ أفضل.

الحاجة إلى مزيدٍ من الدراسات

على حد علم البروفيسور براينت، هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها فوائد التمارين الهوائية بالاقتران مع علاج التعرض في العناية السريرية. بالرغم من المفاجأة السارة لهذه النتائج، إلا أنه يقول أن الدراسة لابد من تكرارها قبل التوصية بتعديل هذا العلاج، أو الممارسة المتبعة، أو استخدامها لعلاج حالات نفسية أخرى.

ويقول: “أود حقًا أن أشدد على أن هذه هى المرة الأولى التي يظهر هذا في اضطراب القلق ولا أعتقد أنه يجب أن نتحمس كثيرًا له، لكن كما هو الحال مع كل هذه الأشياء فأنت دائمًا تحتاج العديد من التجارب لتؤمن بها فعليًا. لذلك لا أقول للناس بالتأكيد أن ينفذوا ويبدأوا في ممارسة الرياضة بعد إتمام علاج التعرض الخاص بهم، لاعتقادي أن الأمر سابق لأوانه بعد تجربة واحدة ولكن بعد قولي هذا، سيكون الأمر مشجعًا جدًا”.

يقول البروفيسور براينت أن هناك تجربة كبيرة تكرر الطريقة التي تحدث في ميلبورن في الوقت الحالي والتي سيشاهدها بإهتمام هو وزملاؤه.

المصدر: https://www.unsw.edu.au

ترجمة: ماجد سامي

مراجعة وتدقيق ريم عبد الله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!