تغير المناخ .. حمل النحل للقاح يزيد من حرارة النحل الطنان

تغير المناخ .. حمل النحل للقاح يزيد من حرارة النحل الطنان

16 يوليو , 2023

ترجم بواسطة:

صفاء الحربي

دقق بواسطة:

زينب محمد

توصلت جامعة ولاية شمال كارولينا لدراسة جديدة تفيد أن حمل النحل لحبوب اللقاح يعد تمرينًا يزيد بشكل كبير من حرارة جسم النحل الطنان. أثار هذا التفسير الجديد لدرجات حرارة جسم النحل النشيط أسئلة حول تأثير تغير المناخ على هذه الأنواع بعالم أدفأ.

جرب أن تقضي بعض الوقت في أي حقل زهور قريب لك، ستجد النحل الوبري ذو البقع الصفراء على ساقيه الخلفيتين. هذه البقع الصفراء مكونة من حِزم صلبة من اللقاح التي جُمعت بعناية خلال رحلة بحث عن الطعام، يقوم بها النحل لنقلها إلى خلية النحل.

ورغم أن النحل يبدو قادرًا على الِتنقل بسهولة، إلا أن هذه الحِزم من اللقاح يقدر وزنها بثلث وزن جسمها.

  توصلت هذه الدارسة الجديدة إلى أن درجة حرارة جسم النحل الحامل للقاح كانت أعلى بشكل ملحوظ مقارنةً بدرجة حرارة النحل الذي لم يحمل اللقاح، بعد الأخذ بالاعتبار درجة الحرارة البيئية وحجم الجسم.

وجد الباحثون أن درجة حرارة جسم النحل ارتفعت بمقدار 0.07 درجة مئوية لكل مل غرام من اللقاح الذي يحملوه، حيث إنها كانت أعلى بمقدار 2 درجة مئوية من النحل الذي لم يحمل اللقاح.

كالنحل والكائنات الأخرى ذوات الدم البارد، تُحدد درجة حرارة جسم النحل بشكل رئيس من خلال البيئة المحيطة بها.  من بين النحل، يتمتع النحل الطنان بقدرة على التحمل للبرودة، و يقومون بالارتجاف لتدفئة أجسامهم خلال الأيام الباردة. رغم ذلك، لم يُعرف الكثير عن كيفية تحملهم للحرارة.

حيث إن النحل الحامل لحبوب اللقاح أشد سخونة من النحل غير المحمل، فقد نستنتج أن الحمل الكامل لحبوب اللقاح في الأيام الحارة يعرض النحل لخطر أكبر لبلوغ حدود تحملهم لدرجة الحرارة المحتملة.

تقول ماليا ناومتشيك، باحثة سابقة في علم البيئة التطبيقي في المرحلة الجامعية، وصاحبة هذه الدراسة: “من الممكن أن ارتفاع درجة الحرارة الناجمة عن حمل حبوب اللقاح تضع النحل في نطاق درجات حرارة مؤرقة ومتعبة، مما يزيد من خطر موتهم”. لهذا السبب توجد دلالات هامة عن العلاقة بين النحل الطنان وتغير المناخ. فمع تزايد درجات الحرارة البيئية، قد يتقلص نطاق الحرارة التشغيلي لدى النحل بشكل أكبر.

تناقص عدد النحل الطنان واختلاف الأنواع في أنحاء العالم، لاسيما في المناطق الأكثر ارتفاعًا في درجات الحرارة نتيجة التغير المناخي  ولازالت محاولة فهم كيفية تأثير التغير المناخي على النحل مستمرة. قد لا يكون هذا الاكتشاف إلا قطعة من أصل ذلك اللغز المحير.

اللقاح أساس جوهري لكل مرحلة في تاريخ حياة النحل. حيث تحتاج الملكات الجديدات في الربيع إلى إطعام أنفسهن ثم إطعام عاملاتهن الشقيقات، ثم تتولى العاملات تغذية جماعة النحل واليرقات والملكات المستقبليات. وفي حالة نقص اللقاح أو انعدامه، لن تزدهر جماعة النحل، مما يعرضهم للخطر في المستقبل. وقد يترك ذلك آثارًا على التلقيح بشكل عام، ويمكن أن يؤثر على الزراعة والأنظمة البيئية على حدٍ سواء.

وقالت إلسا يونغستدت، أستاذة في علم البيئة التطبيقي ومشرفة على بحث ماليا: “لفهم كيفية تأثير الطقس الحار على اللقاح المجموع والزهور الملقحة، علينا معرفة كيف يمكن للنحل تغيير سلوكه”.

 سواء كان ذلك بحمل كميات صغيرة من اللقاح أو للبحث عن الطعام لفترات أقصر، فمن الممكن أن يؤدي لتقليص كمية اللقاح المتجهة للخلية وأيضًا تقليل عدد النباتات التي تُلقح. هذا بحد ذاته أمرًا مهمًا لكون النحل عنصر مهم يفيد البيئة ويعتبر من الحشرات الأساسية الملقحة للزراعة، لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: صفاء الحربي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!