crossorigin="anonymous">
28 يونيو , 2023
شاركت مؤخرًا في حلقة نقاشية حول التنوع العصبي، وقد ضمّت أرباب عمل وأخصائيين للعناية بمرضى التوحد وأخصائيين نفسيين. وكانت القضايا التي عالجتها تخص القواعد التي يمكن لأرباب العمل تبنيها في بيئة العمل لمساعدة موظفيهم المصابين بالتوحد. وأضع بين أيديكم تلك القواعد التي وضعتها مع أقراني الخبراء:
بصرف النظر عن مستوى ذكاء أو مهارة المصاب بالتوحد في عمله، أو ما إذا كان يعمل في البيع بالتجزئة أو إدارة مشروع، فهو بحاجة إلى تواصل مباشر. أي إذا وظّفت مصابًا بالتوحد، يتوجب عليك إيجاد وسائل مباشرة لإيصال المطلوب منه دون افتراض أنه يعرف ما يفعله.
وقد يشمل هذا إيصال المعلومات مجزأة لكي لا يشعروا بأنهم مثقلون، إضافةً إلى أنه قد يشمل منحهم تعليمات واضحة مكتوبة ومرئية حول الطريقة التي يجب أن يسري بها المشروع، بدلًا من افتراض فهم الموظف للتعليمات الشفهيّة.
من المحتمل أن تشمل أيضًا إيجاد أنظمة واضحة ليتسنّى للموظفين التواصل معك، كجعل أوقات محددة في اليوم يمكن لهم التواصل معك فيها بخصوص أية مشاكل أو عقد اجتماعات على نحو منتظم. لا تفترض مجيء المصاب بالتوحد إليك في حال وجود نظام غير رسمي، حيث لن يفهم الكثيرون القوانين غير المكتوبة ولهذا سيعانون بصمت.
يميل المصابون بالتوحد إلى اتباع القوانين. فإذا كان هنالك نظام ما مطبّق، يقع على عاتقك إخبارهم بوضوح إذا ما طرأت عليه أية تغييرات، وإلّا فمن المحتمل أن يتمسّك موظفوك بما أخبروا به مسبقًا.
إذا غيّرت القوانين، اشرح لموظفيك السبب وراء ذلك؛ حيث إنني قابلت مرضى قد اتبعوا الأنظمة المطبقة في عملهم منذ توظيفهم ووُبّخوا نتيجة لمواصلة اتباع تلك الأنظمة بعد أن كانت قد تغيّرت دون إبلاغهم بذلك.
المصابون بالتوحد يواجهون صعوبة في الاجتماعات لعدّة أسباب، وغالبًا تكون لأنهم يعالجون المعلومات الشفهية على نحو مختلف عن غير المصابين بالتوحد. فقد يتخلّل هذا أوقات معالجة أبطأ وقد تكون أبطأ بجزء ضئيل من الوضع الطبيعي وهذا لا علاقة له بالذكاء، لكنه يزيد من صعوبة متابعة المحادثات.
إلا أنه قد يغادر الموظف المصاب بالتوحد الاجتماع دون اكتمال المعلومات لديه بدلاً من مصارحة المتحدثين بفوات بعض الكلام منه. ويمكن أن يساعد تطبيق بعض الإجراءات المضادة، كإرسال البريد عقب الاجتماع وتكليف أحد مساهمي الاجتماع بإعداد ملخص للنقاط التي يخططون لتنفيذها إلى حد كبير.
وقد تمثل معرفة الوقت المناسب للحديث أو التزام الصمت إشكاليّة لدى المصابين بالتوحّد، لهذا يعتبر إرسال أجندة [جدول أعمال] ما قبل الاجتماع حول دور الأشخاص في الكلام أمرًا مفيدًا وذلك لضمان مساهمة كل شخص أثناء الاجتماع، حيث إذا اعتمدت على أن يتحدث كل شخص من تلقاء نفسه، قد يتجنب المصابون بالتوحد منهم فعل ذلك.
من الشائع عدّ العمل مناسبة اجتماعية أو على الأقل إلى حدٍ ما، والأهم من ذلك هو أن العديد من الصداقات طويلة الأمد تكونت في بيئة العمل ولكن بينما يلائم هذا أشخاص كثيرون، ففي المقابل لا يجد بعض المصابين بالتوحد أي متعة في الجانب الاجتماعي للعمل فعلى سبيل المثال، قد تسبب لهم فكرة بناء فريق قلقًا شديدًا إلى الحد الذي يجعلهم يفكّرون في ترك عملهم.
يمكن أن يكون الأشخاص جزءً من فريق ما دون أن يكونوا الأكثر اجتماعية فيه؛ حيث إنه ليس بمقدور بعض الأشخاص تكوين علاقات طويلة الأمد في بيئة العمل. فإذا كان الشخص يبلي بلاءً حسنًا في عمله وبدلاً من رؤية قلة اجتماعيته مشكلة، يفضّل أن يتقبل أرباب العمل أنّ هذا هو نمط حياتهم. أرى أنه ليس هنالك سبب لاعتبار قلة انخراط الموظف المنهجي بالآخرين مشكلة ما لم يكن سلوكه يسبب احتكاكًا مع الموظفين الآخرين.
مهما كان حجم مؤسستك، فإن تعزيز ثقافة تقبّل الآخر أمر مهم، ويعني هذا تقبّل أنّه قد يكون للموظفين المصابين بالتوحّد احتياجات خاصة، يجب احترامها حتى مع اختلافها عن احتياجاتك أو احتياجات موظفيك الآخرين.
وقد يتخلّل تلك الاحتياجات أمور، كاستبدال المكاتب المشتركة بمكاتب خاصة، أو تكليف أحد المشرفين بمراقبة أدائهم وتقييمه أسبوعيًّا، بالإضافة إلى أن تخصيص وقت للتحدث إلى موظفيك المصابين بالتوحد حول ما سيساعدهم على الشعور بالدعم في بيئة العمل بمثابة نقطة انطلاق نحو ثقافة أكثر شمولية، ويمكن أن يساعدك أيضًا على القضاء على التنمر والنبذ الاجتماعي قبل أن يحدثان.
وفي حال كنت موظفًا مصابًا بالتوحد، فإن النظر في ما إذا تريد أن تخبر مكان عملك عن تشخيصك بالمرض وكيف ومتى يمكن أن يسنح لك بطلب حلول تساعدك على الشعور بالارتياح والسعادة والعمل بأفضل طريقة بالنسبة لك.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: حنين ناصر
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً