crossorigin="anonymous">
28 أغسطس , 2022
بمقدرة المهام المنزلية أن تغرس دروسًا مهمة عند الكبار.
وتشجع الأطفال على نمو صحي.
لا يوجد هناك ما يجعل الطفل متململاً ومتذمرًا من والديه أكثر من كلمة “مهام منزلية”.
سوآءًا كانت تنظيف غرفهم، أو أن يضعوا ملاعقهم المتسخة في غسالة الصحون
( يا طفلي هل هي صعبة؟).
حقيقة أن الأطفال غير متحمسين للمساهمة في أعمال المنزل هي أمر حياتي معروف.
كما قالت: أخصائية الأطفال لورا كورنر: “لكن المساهمة في أدوار المنزل يعطي دروس تطويرية على المدى البعيد في حياة الطفل”.
وأيضًا ذكرت أن الأطفال يرغبون بالشعور بالمسؤولية والمساهمة بطريقتهم الخاصة، من المهم مساعدتهم لبناء ثقتهم بأنفسهم والشعور بالاستقلالية لإكمال مهام المنزل”.
وتفصّل لنا الدكتورة لورا بالاتي نوعية المهام المناسبة لعمر طفلك، وكيف تكون مترابطة لنمو سليم.
أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذي يقومون بمهام منزلية أظهروا مستويات عالية من الرضا في كلا المهارتين الأكاديمية والاجتماعية. ووفقًا لدراسة حديثة بينت أن الأطفال الذي يقومون بمهام منزلية لديهم أداء افضل في الرياضيات.
وذكرت الدكتورة كونر: “تعلم المهام المنزلية ينمي مهارات مهمة مثل: العمل الجماعي، والمساهمة، وحس المسؤولية بعمر صغير. تعزز المهام المنزلية العزيمة والاعتماد على الذات وهذا ما نأمل تعليمه لأطفالنا”.
وأشارت الدكتورة كونر عندما يستطيع طفلك أن يتبع واحد أو اثنان من التعليمات، إذًا فهو مستعد.
وحدثتنا عن أهمية المهام المنزلية كجزءٍ من حياة العائلة اليومية وهذه المهام قد تكون بسيطة جدًا مثل سماع الأغاني والرقص أثناء إنجازها.
يفتخر الأطفال الذي تعلموا لتوهم التحدث والمشي بإتمام مهام بسيطة، ومن المهم تأسيس الاستقلالية في هذه المرحلة بإنجاز المهام وحدهم أو بمساعدة الراشدين وهذا يغذي لديهم الرغبة للقيام بمهام روتينية.
وقالت الدكتورة كونر: “عوّد طفلك على ترتيب كتبه وألعابه قبل البدء بنشاط آخر، كتشغيل أغاني عن التنظيف والترتيب لتجعله نشاطًا ممتعًا وتنمي المهارات اللغوية لديهم”.
بعد الانتهاء من وجبة الطعام أو الوجبات الخفيفة، يستطيع الصغار وضع أكوابهم أو صحونهم في حوض المغسلة،
وإذا كان حوض المغسلة مرتفع عنهم يمكن وضع سلم صغير في مكان مخصص ليعززهم وحتى يتجنبوا البلل.
يتعلم الطفل وينمو من خلال ألعاب التنكر، لذا غذي اهتمامهم بألعاب تناسب سنهم حيث يمكنهم بها القيام بالأعمال المنزلية. المكنسة الكهربائية أو اليدوية قد تكون انطلاقة كبيرة لهم.
بينما تستخدمين المكنسة الكهربائية، دعِ صغاركِ يتبعونك وينظفون خلفك كل البقع التي لم تريها وأعطيهم قبعة البطل وتظاهروا أن بطل التنظيف الصغير ينقذ غرفة المعيشة من الأغبرة لشريرة.
يزدهر الأطفال بالمكافآت والتعزيز الإيجابي ومن منا لا يحب هذا؟!
يمكن للتحفيز أن يؤثر ويشجع الطفل على المدى البعيد حتى يساهم في أداء المهام المنزلية.
وذكرت الدكتورة كورنر: “وهناك طريقة جيدة وهي استخدام اللصقات في جدول المهام عند اتمامها، خاصةً عند تكون متبوعة بمكافآت صغيرة”.
خلال مرحلة التمهيدي يبدأ الأطفال في فهم مسؤولياتهم في مساعدة الآخرين، وتعد تروية النباتات وإطعام الكلب تحت إشراف الراشدين بداية جيدة.
في هذا العمر يمكن للأطفال أن يساهموا في ترتيب أسرّتهم و تنظيف البقع ويستطيعون أيضًا حمل الأكياس والأدوات الخفيفة لمسافات قصيرة. مثل حمل أكياس البقالة من السيارة للمنزل وترتيب الأكل في الثلاجة أو خزانة قريبة لهم.
بمقدرة الأطفال في مرحلة الابتدائي القيام بمهام أكبر وتحمل مسؤولية أنفسهم وزاويتهم.
دعِ لطلاب المرحلة الابتدائية مهمة إعداد وجبة الغداء قبل الذهاب إلى المدرسة ( ربما يفضل هذا تحت مراقبة الأبوين لتذكريهم بعدم الحاجة لتقطيع الكوكيز والجزر للحصول على وجبة غداء متوازنة)، ويمكنهم أيضًا المساعدة في إعداد الوجبات العائلية.
في هذا العمر يمكن للأطفال إعداد وتنظيف طاولة الطعام وأيضًا استخدام غسالة المواعين.
وقالت الدكتورة كورنر: “خلال هذا العمر، يتأسس لديهم الشعور بملكيتهم لغرفهم أو مساحتهم الشخصية وربما هذا الشعور بالغ الأهمية عند الأطفال. فالحفاظ على ترتيب غرفهم ووضع ملابسهم النظيفة في الخزانة، وكنس ومسح الأرضية للمحافظة على نظافتها هي مهمة ملائمة لهم في هذا العمر”.
باستطاعة المراهقين البدء في أخذ عدة مهام منزلية ويمكنهم تحمل مسؤولية الأطفال الصغار ورعايتهم.
خلال هذه المرحلة يمكن للمراهقين المساعدة في مهام مثل: جرف أوراق الشجر و الثلج و أية مهام موسمية خارج المنزل.
إن كان لديك أطفالًا صغارًا، فهذا هو الوقت الجيد لتكليف المراهقين بهذه المهمة لتحمل مسؤوليات أكبر في رعاية الصغار.
تصور كمية المهام المنزلية التي سوف تنجزها، بينما طفلك الأكبر يحضر الحليب لصغيرك و يلعبون جولات غميضة لامتناهية. أو حتى ما هو أفضل من ذلك: قضاء وقتك الخاص.
مرحلة الثانوية هي مرحلة إعداد الطفل لتحمل المسؤولية الكاملة لسن الرشد، بمعنى أن يكون قادرًا على الاهتمام بمنزله الخاص.
وذكرت الدكتورة كورنر: “في هذا العمر يجب تجهيز المراهق للانتقال ومغادرة المنزل، لذا يجب عليهم تحمل عدة مهام لوحدهم”.
ربما يتطلب من طفلك في مرحلة الثانوية الكثير من الوقت، لكن ممارسة توزان الأفعال، التي نطلق عليها مرحلة الرشد هي جزء مهم لإعدادهم لمرحلة الكبار الذين يستطيعون فيها إدارة وقتهم ووضع أولية لاحتياجاتهم. يمكنك تشجيع هذا التطور بجعلهم يتحملون مسؤولية بعض المهام المنزلية.
وقالت الدكتورة كورنر: “في مرحلة الثانوية يجب أن يكون بإمكانهم تحضير وجبات بسيطة والمحافظة على نظافة المنزل وما يسهّل عليهم ذلك هو قائمة مهام أسبوعية والمحافظة على ترتيب غرفهم”.
“وعليهم أيضًا أن يوفقوا ما بين كلٍ من مسؤوليات المنزل و الواجبات المدرسية، والرياضة، وعمل ما بعد المدرسة”.
بكل صراحة لن يكون طفلك بغاية السرور لغسل الأواني، لنكن صادقين فمن منا يسرّ بذلك؟!
ووجود رفض نسبي أمر طبيعي ومتوقع.
ولدى الدكتورة كورنر بعض النصائح التي ستساعدك على توكيل مهام المنزل الروتينية لطفلك وتشجعه على مساعدتك.
وقالت الدكتورة كورنر :”أفضل طريقة للبدء هي عمل اجتماعات عائلية لمناقشة الأهداف وتجهيز التقويم معًا لتوضيح التوقعات”.
دع أطفالك يشاركون بالنقاش ليشعروا بإن آرائهم في المنزل معتد بها وأن مساهمتهم مهمة للعائلة.
اشرح لكل واحد منهم معنى المهام المنزلية على سبيل المثال: “نظّف غرفتك”، أو “ضع كتبك على الرف وملابسك المتسخة في الغسالة، وضع مكعباتك في السلة”. دع طفلك يعرف ما هو متوقعًا منه.
الثناء والتقدير لهما تأثير طويل الأمد في تشجيع الأطفال على إتمام مهامهم المنزلية ويعطيهم شعور الإنجاز.
وأشارت الدكتورة كورنر: “إن طبيعة الإنسان أنه يتطور بالثناء و التعزيز الإيجابي والمكافآت”.
الملصقات والمكافآت ممتعة وملائمة لعمر الأطفال الصغار، لكن هذا لن يجدي نفعًا في تحفيزهم في مرحلة ما قبل المراهقة.
وماذا عن البدلات؟ اقترحت الدكتورة كورنر أن المال مقابل المهام المنزلية سوف يختلف من عائلة لأخرى حسب قيمها وتوقعاتها.
إذا كانت البدلات حل مناسب لعائلتك، فانتظر حتى يصل الأطفال لعمر مناسب لفهم قيمة المال.
وقالت: “البدلات قد تكون أيضًا طريقة للمراهقين لفهم مسؤولية المال وطريقة إدارتها”.
مما لاشك فيه أن نمو طفلك بشكل صحي هو أولى أولوياتك كأب أو أم، لذا ابدأ بروتين المهام المنزلية مبكرًا وركز على المهام المنزلية التي تناسب كل مرحلة عمرية، واخلق المتعة في أعمال المنزل واجعل منه نشاطًا عائليًا بحت وستكون بذلك قد مهدت الطريق لطفلك ليصبح راشد على مدى بعيد جدًا.
المصدر: https://health.clevelandclinic.org
ترجمة: انجود الحجيلان
تويتر: ianjoud
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً