التهاب وتر أخيل: ما هو؟ وما هي العلاجات؟

التهاب وتر أخيل: ما هو؟ وما هي العلاجات؟

25 يونيو , 2023

ترجم بواسطة:

بسمة أحمد يحيى

دقق بواسطة:

زينب محمد

مشكلات الأوتار المزمنة مصدرٌ متكررٌ للألم، ومن الممكن أن تعيق الأنشطة البدنية. يكثُر شيوع هذه المشكلات مع تقدُم السن، وزيادة الوزن، وأنشطة معينة، ولكن التشخيص المبكر والمناسب للحالة عامل أساسي للحصول على أفضل النتائج.

  وتر أخيل (وتر العرقوب) هو أكبر وتر في جسم الإنسان، يربط ربلة الساق بالقدم، ومسؤول عن قوة الدفع، ويُعد هذا الوتر عاملًا أساسيًا للثبات أثناء الوقوف، والمشي، والجري، والأنشطة الأخرى.

يعمل وتر أخيل (وتر العرقوب) كحبل أثناء انقباض العضلة، ولديه من المرونة ما يمكنهُ من توليد الجهد المطلوب للتعامل مع قوة تساوي 6 أضعاف وزن الشخص.

ما هو التهاب وتر أخيل؟

بمرور الوقت، يمكن أن يُجهَد الوتر، ويتضرر أو يصبح ملتهبًا؛ يضغط الأشخاص على وتر أخيل (وتر العرقوب) بصفة يومية، سيتعامل الوتر السليم مع هذا الضغط بترميم أي “تمزقات دقيقة”، ولن تظهر على المريض أي أعراض، لكن مع مرور الوقت، ولأسباب مختلفة يلتهب وتر أخيل (وتر العرقوب)، ويتمزق لدرجة تفوق قدرة الجسم على التعافي وترميم الضرر.

سيعاني المصاب من أعراض تشمل الألم، والشعور بعدم الراحة، وبعض التقرحات والتورم. هذا ما يُعرف بالتهاب وتر أخيل (وتر العرقوب)، وأغلب هذه الحالات تعالَج في قسم جراحة العظام وإعادة التأهيل بجامعة ييل.

وفي حقيقة الأمر، التهاب وتر أخيل (وتر العرقوب) ليس فقط التهابًا كما يشير الاسم، ولكنَّه مجموعة تغيُّرات تَنَكُّسِيَّة بالوتر -خاصةً في الحالات المزمنة- نجمت عن ترميم غير منظم لمناطق من الوتر المتضرر، وتراكمت تدريجيًا بمرور الوقت، مما جعل الوتر سميكًا فاقدًا لمرونته الطبيعية في العديد من الحالات.

الأسباب، وعوامل الخطر

يُعد الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية سببًا رئيسيًا، ومن الممكن أن تتسبب الرياضات التي تتطلب حركات كثيفة تضغط على الوتر،

 كالتنس، والجري، وكرة السلة، والرقص، في زيادة خطر الإصابة بالتهاب وتر أخيل (وتر العرقوب). نادرًا ما يصاب السباحون بالتهاب وتر أخيل (وتر العرقوب)، وذلك لقلة الضغط الناشئ على الوتر في السباحة.

السبب الرئيسي الآخر هو زيادة الوزن؛ تزداد احتمالية الإصابة بالتهاب وتر أخيل (وتر العرقوب) في المرضى ذوي الوزن الزائد مقارنةً بأصحاب الوزن العادي، فزيادة وزن الجسم بمقدار رطل واحد فقط تتسبب في زيادة الضغط على وتر أخيل (وتر العرقوب) بمقدار ستة أرطل.

يُعد ضيق وضعف عضلة الربلة عامل خطر رئيسي آخر؛ تؤدي عضلات الربلة الضيقة إلى زيادة الضغط على وتر أخيل (وتر العرقوب) وإجهاده، ومع مرور الوقت يمكن أن يتسبب هذا الضغط في أضرار دقيقة للوتر، وتُعرَف هذه الحالة بالتهاب الأوتار، ويُزيد ضعف العضلة أيضًا هذا الضرر.

فكر في وتر أخيل (وتر العرقوب) وعضلة الربلة كوحدة واحدة، فكلما زادت قوة العضلة تزداد حمايتها للوتر، وكلما ضعُفَت تسببت في زيادة الضغط عليه.

أعراض التهاب وتر أخيل

يوجد نوعان رئيسان من التهاب وتر أخيل (وتر العرقوب)، فقد يحدث الالتهاب عند موضع اتصال الوتر بعظمة الكعب، ويُسمى (insertional tendinitis)، أو يحدث في منتصف الوتر، ويسمى (non-insertional tendinitis).

في حالة (insertional tendinitis)، يعاني المصاب من التهاب وألم، وتورم في الجزء الخلفي من الكعب وتقرحه، ومن الممكن أيضًا أن يتسبب في تكوين نتوء، والشعور بالألم عند احتكاك الأحذية مع الكعب.

أما في حالة (Non-insertional Achilles tendinitis)، ويُعرف أيضًا بالالتهاب المغزلي بالوتر، يرتفع موضع الألم، ويتزايد في الجزء الأوسط من الوتر، ويقل شيوع التورم في هذه الحالة، ولكن في أغلب الأوقات يبدو الوتر سميكًا، ويكون العرض الرئيسي في هذا النوع هو ألم مع الحركة، وبعض الحساسية بالوتر.

علاج التهاب وتر أخيل

يشمل العلاج الأولي الراحة، أيَ إذا أُصيبَ الوتر نتيجة للعب التنس خمس مرات أسبوعيًا، فمن الجيد التوقف لفترة من الوقت والتزام الراحة التامة، وفي بعض الأحيان تستطيع أن تستمر في ممارسة الرياضة، ولكن مع تجنب الرياضات التي تُزيد الضغط على الوتر، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تُكثِر من ركوب الدراجات أو السباحة، مع التقليل من لعب التنس.

وفي الإصابات الشديدة، يكون التثبيت التام بالجبيرة أو الحذاء هو الخيار الأول للعلاج.

ممارسة التمارين الرياضية هي أساس العلاج بعد التحسن الأولي للألم والتورم، وهذا لا يعني الرجوع إلى ممارسة التمارين بنفس الكيفية التي سببت الإصابة، ولكن يُقصد تمارين محددة لمد ربلة الساق، وتُعرف بالتمارين اللا تمركزية لتقوية الربلة. تعمل  التمارين اللاتمركزية على تقوية العضلات أثناء إطالتها، ولكن من الممكن أن يكون ذلك خادعًا، فعليك تأدية التمارين على نحوٍ صحيح، حتى تعمل عضلة الربلة على نحوٍ مثالي دون تفاقم التهاب الوتر، وفي أغلب الأوقات يكون اختصاصي العلاج الطبيعي هو الحل الأمثل لإرشادك حول الأحمال وكيفية أداء التمارين على نحوٍ صحيح.

إطالة وتر أخيل (وتر العرقوب)

بشكلٍ عام، أنت ترغب في إطالة العضلة، وليس الوتر، والإطالة المثلى في حالة التهاب وتر أخيل (وتر العرقوب) هي إطالة عضلة الربلة، وتساعدك أيضًا تمارين إطالة العضلة الخلفية.

 فالطريقة المثلى هي مد ربلة الساق بحيث تكون الركبة مستقيمة، وتشعر بالشد بالقرب منها، كذلك تعمل الإطالات ضد الحائط أو الدرج بشكل جيد، فينبغي أداء تمارين الإطالة بأي طريقة ممكنة تُشعِرك بالشد على نحو عميق ومكثف في ربلة الساق. يُوصى أيضًا بممارسة تمارين إطالة لعضلة الورك، وعضلات أسفل الظهر، والعضلة الخلفية، والعنق. وأيضًا إطالات الإحماء باليوجا طريقة جيدة لتحقيق ذلك.

 المصدر: medicalxpress.com

ترجمة: د. بسمة أحمد

لينكد إن: Basma-Ahmed

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!