طبقًا لدراسة جديدة بقيادة جامعة كوين ماري وكلية كينغز بلندن، فإن الأطفال والشباب المصابون بمتلازمة داون أكثر عُرضة 4 مرات للإصابة بمرض السكري.

نُشرت الدراسة بمجلة “Diabetes Care”، حيث فُحص أقل من 10.000 مُصاب بمتلازمة داون، وما يقرب من 40.000 شخص صحيح.

أُنشئت الدراسة السكانية باستخدام البيانات خلال الثلاثة عقود (من 1990 إلى 2020) وذلك طبقًا لأبحاث الممارسة السريرية في المملكة المتحدة (Datalink) – وهي واحدة من أكثر قواعد البيانات شهرةً.

تُعد هذه المرة الأولى التي ينظر فيها الباحثون إلى نسبة حدوث مرض السكري والسمنة في حالات متلازمة داون خلال فترة حياتهم في واحدة من أكبر مجموعات متلازمة داون في العالم.

وجد الباحثون أن الأطفال ما بين 5 إلى 14 عامًا من المصابين بمتلازمة داون أكثر عُرضة 10 مرات للإصابة بالنوع الثاني لمرض السكري من الأطفال غير المصابين بالمتلازمة. وهذا يقترح الفحص الطبي السنوي للأطفال المصابين بمتلازمة داون، إذ إنهم بحاجة إلى مراقبة زيادة الوزن، والسمنة، والأعراض المبكرة لمرض السكري عن كثب للمساعدة في اكتشافه باكرًا بقدر الإمكان، لتجنب ما ستتعرض له هذه المجموعة من مضاعفات أثناء فترة حياتهم.

بينما وجدت الدراسة أن الأشخاص المصابين بمتلازمة داون عادةً ما يُشخصون أبكر بمرض السكري ( أي بمتوسط عمر 38 عامًا و 53 عامًا للمصابين بمتلازمة داون بالمقارنة بغير المصابين) كما تشدد على ضرورة الحذر والمتابعة المبكرة للأشخاص الأصغر سنًا.

يُعتقد أن الجينات والوزن الزائد من أوائل الأسباب وراء ذلك. وُجد الأشخاص المصابون بمتلازمة داون لديهم ارتفاع في مؤشر كتلة الجسم ويبلغ ذروته في سن مبكر، وهذا يفسر خطر التعرض للنوع الثاني من مرض السكري في سن صغير، كما يزيد أيضًا خطر الإصابة بمرض السكري النوع الأول لمصابي متلازمة داون نتيجة الكروموسوم الزائد ومشاكل الجهاز المناعي.

أوضح الطبيب لي شان، كبير مؤلفي الدراسة، ومحاضر في علم الغدد الصماء الجزيئية والتمثيل الغذائي: “هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر لمرض السكري ومشاكل الوزن لدى مصابي متلازمة داون، خاصةً بين الأطفال والشباب“.

وأضاف: “توجد حاليًا فجوة كبيرة في البحث بهذه الحالة، التي تؤثر على حوالي 40.000 شخص في الولايات المتحدة. وللمساعدة في سد هذه الفجوة بالمعرفة، أجرينا بحثًا إضافيًا حول كيفية تأثير الجينات على الشخص المصاب بمتلازمة داون المُعرض لمرض السكري والسمنة، ونأمل أن نُلقي المزيد من الضوء على أهمية هذه المشكلة الطبية”.

قال البروفيسور أندرية ستريدوم، المؤلف المراسل، أستاذ في الإعاقات الذهنية في كلية كنغز بلندن: “هذه أكبر دراسة أُجريت على الإطلاق لمرضى متلازمة داون لتوضح أن لديهم احتياجات خاصة فيما يتعلق بمرض السكري والسمنة، كما يتطلب مقارنة هذا الفحص والتدخل –يشمل الغذاء الصحي والأنشطة الجسمانية– في الأعمار الصغيرة بعموم السكان“.

وأضاف: “ستساعد النتائج في تسديد خطى عمل برنامج (LeDeR) لخدمة الصحة الوطنية لتقليل التفاوت والوفيات المبكرة في الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون وصعوبات التعلم”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: بسمة نسيم

لينكد إن: basma-naseem

مراجعة وتدقيق: زينب محمد